ترك برس

أكد البرلماني التركي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية - البوسنية رفيق أوزن، وقوف بلاده إلى جوار الأشقاء البوسنيين، ومعارضتها لأي خطوة تضر باستقرار وسلامة المنطقة.

وفي حوار مع وكالة الأناضول، تحدث أوزن عن الأزمة السياسية التي سببتها التصريحات الأخيرة للعضو الصربي بالمجلس الرئاسي بالبوسنة والهرسك، ميلوراد دوديك.

وكان دوديك هدد بالانفصال عن البوسنة وإعلان استقلال جمهورية الصرب إذا لم تتم العودة إلى أصل "اتفاقية دايتون" التي أنهت الحرب التي شهدتها البلاد في الفترة بين 1992- 1995.

ومطلع نوفمبر/تشرين ثاني الجاري هدد دوديك، بالانفصال عن البوسنة إذا لم تتم العودة إلى "أصل اتفاقية دايتون" التي أنهت الحرب في البلد الذي يعاني أزمة سياسية منذ فترة، عمقتها تصريحات دوديك الأخيرة.

وتعاني البوسنة والهرسك أزمة سياسية، بدأت في 23 يوليو/ تموز الماضي، بمقاطعة دوديك ومسؤولين آخرين من صرب البوسنة، قانونا يجرّم إنكار المجازر التي شهدتها البلاد خلال الحرب (1992- 1995).

وأوضح أوزن أن تصريحات دوديك زادت من حدة التوتر في منطقة البلقان وخاصة البوسنة والهرسك، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بعدة مبادرات من أجل خفض التوتر.

وأشار إلى أن الرئيس أردوغان التقى ممثلي منظمات المجتمع المدني البوسنية في تركيا واستمع إلى أفكارهم ومقترحاتهم بخصوص الأزمة.

** نقف دائما إلى جوار الأشقاء البوسنيين

وأضاف أوزن أن وفداً ضم قياديين من "حزب العدالة والتنمية" ونائب وزير الخارجية التركي، التقى العضو البوسني بمجلس رئاسة البوسنة والهرسك شفيق جعفروفيتش، أثناء زيارة الوفد إلى سراييفو للمشاركة في تشييع جنازة حسن تشنغيتش، أحد رفقاء درب زعيم البوسنة أول رئيس جمهورية للبلاد علي عزت بيغوفيتش.

ولفت إلى أنهم وجدوا الفرصة لتقييم الوضع عن قرب وأنهم أكدوا خلال اللقاءات أن تركيا ستواصل خلال المرحلة المقبلة وكما فعلت دائما، الوقوف إلى جانب الأشقاء البوسنيين.

** يجب أخذ العبر من التجارب المؤلمة السابقة

وتطرق أوزن إلى كلمات الزعيم السابق بيغوفيتش التي صرّح بها قبل وفاته بفترة قصيرة للرئيس أردوغان، والتي كانت بمثابة وصية بخصوص البوسنة والهرسك، وقال فيها: "أترك البوسنة أمانة في أعناق تركيا".

وأوضح البرلماني التركي إلى أن أنقرة تتحرك من منطلق الشعور بالمسؤولية، وتبذل كل ما في وسعها لضمان تأسيس واستمرار السلام في كل منطقة البلقان وبخاصة البوسنة والهرسك.

ودعا أوزن السياسيين الصرب الساعين وراء أحلام "صربيا الكبرى" إلى الابتعاد عن الخطابات الانفصالية والعودة إلى التعقل.

وتابع: "ننتظر من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وصربيا أن تكون مقارباتها مع الموضوع أكثر تأثيراً، لأن أي طلقة ستخرج من أي سلاح هنا ستؤثر على المنطقة برمتها ولن يستفيد أي طرف، ولذلك علينا استخلاص الدروس والعبر من التجارب المؤلمة التي عشناها في الماضي".

** تركيا تفعل ما يقع على عاتقها

ولفت أوزن إلى أن الرئيس أردوغان التقى كل من رئيس مجلس الشعوب البوسني (الغرفة الثانية بالبرلمان) بكر عزت بيغوفيتش، والعضو الصربي بالمجلس الرئاسي ميلوراد دوديك، في لقاءين منفصلين في محاولة لخفض حدة التوتر السياسي في البلاد.

وأضاف: "تسعى تركيا لفعل ما يقع على عاتقها بخصوص الموضوع، لعودة الأمور إلى طبيعتها في البوسنة والهرسك، والشعب التركي يقف دائما إلى جوار أشقائه في البوسنة ويعارض أي خطوات تزعجهم أو تضر باستقرار المنطقة".

واستطرد: "ليكن أشقاؤنا في البوسنة والهرسك مستريحين، فتركيا والشعب التركي دائماً إلى جوارهم".

** نوصي صربيا بعدم الضغط على "أعصاب الإنسانية"

وحول قيام وزارة الداخلية في صربيا بفرض حماية على صورة جدارية في بلغراد لمجرم الحرب راتكو ملاديتش الذي تسبب بمقتل آلاف البوسنيين، أكد أوزن على ضرورة الابتعاد عن الخطوات التي من شأنها تصعيد حدة التوتر، وعدم السعي وراء تحقيق أهداف سياسية باستغلال آلام الناس.

وزاد: "هذا المجرم واحد ممن اقترفوا الإبادة الجماعية في البوسنة، وعلى صربيا أن تكون أكثر حساسية وتتعقل في هذا الموضوع وألا تلعب بمشاعر وأعصاب إخواننا البوسنيين والإنسانية جمعاء التي رفضت هذه المذبحة".

جدير بالذكر أن القوات الصربية كانت قد ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عُرف بفترة "حرب البوسنة" التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع "اتفاقية دايتون"، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!