ترك برس

شهدت العلاقات التركية المصرية، خلال عام 2021، تقارباً نسبياً مع قرار البلدين إطلاق المحادثات الاستكشافية بينهما، إلا أنها لم تحرز تقدماً ملموساً، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول العوائق التي تحول دون تطبيع العلاقات وإمكانية تجاوز هذه العراقيل.

وفي هذا الإطار، نقل تقرير لـ "الجزيرة نت" عن الأكاديمي والباحث المصري في العلوم السياسية محمد الزواوي، قوله إن العقبة الكبرى أمام البلدين، تتمثل فيما يلي:

- اختلاف التوجهات الإستراتيجية في السياسة الخارجية وبناء التحالفات والرؤية الإستراتيجية لكلتا الدولتين.

- الخلاف الجذري بين الجانبين المتمثل في رؤية كل منهما لدور الدين في المجال العام.

- أنقرة تهدف إلى إعادة بناء النظام الإقليمي بناء على مظلة إسلامية، في حين ترى القاهرة الحفاظ على بقاء النظام العربي ومحاولة إحيائه، مع إبعاد دور الدين عن السلطة وتفسيرها لعلاقة الدين بالدولة.

- لا يزال النظام المصري يعاني من أجل تثبيت أركانه بعد ثورات الربيع العربي، وتظل أهدافه مدفوعة بمحاولة بقاء النظام.

- القاهرة تقوم بعملية المقايضة في سياساتها الخارجية بناء على ذلك الهدف الرئيسي.

وعلى الجانب الآخر، يرى الكاتب والباحث التركي عبد الله أيدوغان، أن أبرز هذه المهددات تتمثل في حدوث شرخ في علاقات البلدين خلال السنوات التسع الماضية، حيث أصبح الرأي العام المصري متأثرا -بما في ذلك النخب- بالتغطية الإعلامية السلبية لعلاقات البلدي.

وفي 29 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية التركي إن الحوار بين بلاده وبين مصر مستمر. غير أن عملية التعيين المتبادل للسفراء لم تبدأ بعد.

وكانت وزارة الخارجية التركية قالت في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي إن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية مع مصر أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش وتطبيع العلاقات.

يذكر أن الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عُقدت بالقاهرة في السادس والسابع من مايو/أيار الماضي بناء على دعوة من الجانب المصري، وفي ختامها صدر بيان مشترك وصف المحادثات التي جرت بالصريحة والمعمقة.

وتدهورت العلاقات بين تركيا ومصر بعد أن أطاح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في البلاد، محمد مرسي، في انقلاب بعد عام واحد فقط من توليه المنصب.

وحافظت أنقرة على موقفها القائل بأن رئيس منتخب ديمقراطياً لا يمكن الإطاحة به عن طريق انقلاب عسكري، وبالتالي فقد أعربت عن انتقادها للسيسي وداعميه، بما في ذلك الغرب وبعض خصوم أنقرة في منطقة الخليج.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!