ترك برس

أعلنت تركيا، مطالبتها الإمارات العربية المتحدة، باعتقال زعيم المافيا التركي سادات بيكر، المقيم على أراضيها على خلفية استصدار نشرة حمراء بحقه، تمهيداً لإعادته إلى أنقرة، وذلك تزامناً مع أول ظهور لـ "بيكر" بعد غياب استمر لشهور.  

وذكرت وسائل إعلام تركية، نقلاً عن وزارة العدل، أمس الأربعاء، أن الأخيرة أرسلت خطاباً إلى السلطات الإماراتية يتضمن المعلومات التي تخص بيكر، الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية من قبل الإنتربول، بسبب تهم ارتكابه جرائم منظمة، مطالبة باعتقاله.

وصدرت في الأول من فبراير/شباط الجاري مذكرة توقيف دولية بحق بيكر في 194 دولة بعد قرار اعتقال صدر عن محكمتين تركيتين، هما المحكمة الجنائية الخامسة في ولاية بورصة، ومحكمة إسطنبول الجنائية التي تحمل الرقم 16.

وتضمنت المذكرة المرسلة من وزارة العدل، الأوامر الصادرة عن المحاكم التركية بإلقاء القبض على رجل المافيا، مطالبة باعتقال بيكر تمهيداً لإعادته إلى تركيا وتنفيذ الأحكام بحقه.

كما ذكر خطاب العدالة التركية المبررات والقرارات القضائية الصادرة بحقه في تركيا، وتم إبلاغ ذلك للسلطات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة".

وتأتي هذه التطورات بعد تقارب غير مسبوق بين تركيا والإمارات أخيراً، حيث زار قبل نحو 10 أيام الرئيس رجب طيب أردوغان الإمارات العربية المتحدة ليومين وأجرى لقاءات رفيعة المستوى، وقبل ذلك كان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قد زار تركيا وعقد لقاءات مع الرئيس أردوغان، وفق صحيفة "العربي الجديد."

وتتباين الآراء في الشارع التركي حول خفايا الحملة التي أطلقها زعيم المافيا بيكر ضد شخصيات سياسية رفيعة من الحكومة، بما في ذلك وزير الداخلية سليمان صويلو.

وانشغلت الأوساط التركية الشعبية والرسمية والإعلامية، العام الماضي، بفيديوهات ينشرها بيكر، يدعي فيها بوجود ارتباطات بين رموز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع رجال المافيا.

وتلاحق السلطات القضائية بيكر، وداهمت الشرطة مقاره ضمن مساعي القضاء على عصابات المافيا والمخدرات. وكثفت الأجهزة الأمنية التركية في السنوات الأخيرة حملاتها على التنظيمات المحظورة.

وفي معرض رده على المزاعم المنتشرة حوله من قبل "بيكر"، رفض وزير الداخلية التركي، الادعاءات الموجهة، مشددا على أنه تقدم بشكوى إلى القضاء للتحقيق في صحة المزاعم المقدمة، وفي حال إثباتها، وهي "غير صحيحة" بحسبه، فإنه مستعد لتحمل التبعات القانونية.

وخلال مشاركته في حوار تلفزيوني، العام الماضي، قال صويلو: "جميع الادعاءات التي يسوقها بيكر هراء، وهي عبارة عن حلقة منظمة تستهدف تركيا، وكلها ادعاءات لا صحة لها"، فمثلا جريمة كوتلو- التي اتهم فيها الوزير بالتقصير- أفاد بأن "جميع التقارير كتبت ولا توجد أي ثغرة."

وردا على سؤال "لماذا يتم استهداف شخصية صويلو؟"، أجاب: "منذ عام 2016 تلقت التنظيمات المحظورة في تركيا أقسى أنواع الضربات الأمنية والعسكرية، سواء بي كا كا أو غولن، أو تنظيم داعش، ووصلت إلى وضع صعب بشكل غير مسبوق، وهذا النجاح النادر للحكومة يقابله رفض من هذه الأطراف والجهات الداعمة، وبما أنه- أي صويلو- كان على رأس وزارة الداخلية، فإنه استهدف بهذه النجاحات".

وتوقف بيكر منذ أشهر عن نشر مشاهد جديدة، وذلك إثر إعلانه في يونيو/حزيران الماضي، أنه التقى مسؤولين أمنيين إماراتيين، حيث يقيم في دبي، قائلاً: "جرى حوار مطول معي يتعلق بالادعاءات التي تساق بحقي، وأفادوا بأنه لا توجد بحقي أي نشرة حمراء من قبل الإنتربول، وأني ضيف في البلاد مثل بقية المواطنين، وأنهم يتلقون عددا كبيرا من المعلومات الاستخبارية لتنفيذ عمليات اغتيال بحقي، وأبلغتهم معرفتي بذلك".

وأضاف: "أبلغوني بأنه لا توجد أي مشكلة في حال رغبتي في مغادرة البلاد أو البقاء فيها"، مشيراً إلى أن السلطات الإماراتية "عاملته بلطف مثل بقية المواطنين".

وعقب هذا اللقاء اكتفى بيكر بنشر تغريدات عبر تويتر لما كان يريد أن يوصله من تسريبات، ولكن هذه التسريبات لم تلق تلك الأهمية التي كانت تلقاها الفيديوهات المنشورة والتي بلغت 9 فيديوهات.

وفي السياق، نشرت زوجة "بكير" قبل أيام، مقطعاً مصوراً عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيها إلى برفقة زوجها وأولادها، دون أن تكشف عن مكان وتوقيت التقاط الفيديو.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!