ترك برس

تتباين الآراء في الشارع التركي حول خفايا الحملة التي أطلقها زعيم المافيا سادات بيكر ضد شخصيات سياسية رفيعة من الحكومة، بما في ذلك وزير الداخلية سليمان صويلو.

وتنشغل الأوساط التركية الشعبية والرسمية والإعلامية مؤخرا بفيديوهات ينشرها بيكر، يدعي فيها بوجود ارتباطات بين رموز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع رجال المافيا.

وتلاحق السلطات القضائية بيكر، وداهمت الشرطة مقاره ضمن مساعي القضاء على عصابات المافيا والمخدرات.

وكثفت الأجهزة الأمنية التركية في السنوات الأخيرة حملاتها على التنظيمات المحظورة، وسجل للوزير صويلو نجاحه في هذه المهمة، وهو ما دفع بعض الأطراف للتنبؤ بأن يكون خليفة أردوغان في حزب "العدالة والتنمية". وفق تقرير لصحيفة العربي الجديد.

وخلال برنامج حواري مباشر على قناة "خبر تورك" الثلاثاء، وجّه صحفيون معارضون أسئلة للوزير صويلو تتعلق بالادعاءات التي ينشرها بيكر في فيديوهاته.

ورفض صويلو الادعاءات الموجهة، مشددا على أنه تقدم بشكوى إلى القضاء للتحقيق في صحة المزاعم المقدمة، وفي حال إثباتها، وهي "غير صحيحة" بحسبه، فإنه مستعد لتحمل التبعات القانونية.

وخلال الحوار، قال صويلو: "جميع الادعاءات التي يسوقها بيكر هراء، وهي عبارة عن حلقة منظمة تستهدف تركيا، وكلها ادعاءات لا صحة لها"، فمثلا جريمة كوتلو- التي اتهم فيها الوزير بالتقصير- أفاد بأن "جميع التقارير كتبت ولا توجد أي ثغرة"، داعيا مدير الأمن السابق محمد آغر إلى "ترك مهامه والاستقالة من منصبه في المرفأ الذي يتولى مسؤوليات فيه".

وردا على سؤال "لماذا يتم استهداف شخصية صويلو؟"، أجاب: "منذ عام 2016 تلقت التنظيمات المحظورة في تركيا أقسى أنواع الضربات الأمنية والعسكرية، سواء حزب "العمال الكردستاني"، أو "غولن"، أو تنظيم "داعش"، ووصلت إلى وضع صعب بشكل غير مسبوق، وهذا النجاح النادر للحكومة يقابله رفض من هذه الأطراف والجهات الداعمة، وبما أنه- أي صويلو- كان على رأس وزارة الداخلية، فإنه استهدف بهذه النجاحات".

ورفض صويلو تقديم الاستقالة أمام "ادعاءات لا أساس لها من الصحة"، مستغربا "تصديق كلام يقال دون دليل بسبب ضغوط إعلامية دولية ومحلية، وبضغوط المعارضة ووسائل إعلام موجهة تابعة لجهات معارضة"، مؤكدا أنه "لا يشعر بالوحدة، بل إلى جانبه الرئيس رجب طيب أردوغان ورفاقه في الحزب"، في وقت تعهد فيه بإدانة بيكر وجلبه وسجنه.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، وعقب المقابلة، أعرب رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، عن تضامنه مع صويلو، وأنه ليس وحده أمام هذه الاستهداف، قائلا، في كلمة له أمام كتلة حزبه النيابية: "لا يمكن لأحد أن يستهدف القوات المسلحة ووزير الداخلية، وهم ليسوا وحدهم، الموضوع يهم الدولة وبقاءها، وعلى كل شخص أن يعرف مكانه وما يتفوه به، ولا يمكن حصر أولويات تركيا بالفيديوهات والافتراءات".

واستهدف “سادات بيكر” شخصيات سياسية بارزة مثل وزير الداخلية سليمان صويلو ونجله، ووزير الداخلية السابق محمد أغار ونجله، ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم ونجله، وشقيق صهر الرئيس التركي سرهات البيرق. وفق موقع أخبار تركيا.

وفي تعليقه على التطورات، اعتبر زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا كمال قلجدار أوغلو، أن تهديدات بيكر "أزمة إدارة"، متهما شخصيات حكومة حزب "العدالة والتنمية" بالتسليم والخضوع لإملاءات بعض الأطراف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!