ترك برس-الأناضول

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس، إن الآمال ازدادت باتجاه وقف إطلاق النار في أوكرانيا إثر زيارته الأخيرة إلى روسيا.

وأضاف الوزير في تصريح قبيل لقائه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، في مدينة لفيف: "آمالنا تزداد بوقف إطلاق النار إثر زيارتنا لروسيا وأوكرانيا".

وتابع موضحًا: "أوكرانيا اقترحت أن تكون تركيا أحد الضامنين وروسيا لم تعترض على ذلك".

وبين الوزير التركي أنه سبق أن زار مدينة لفيف غربي أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وأنه وعد آنذاك بزيارتها مرة أخرى مع أسرته.

وتابع: "لكن هذه المرة أردت أن آتي إلى لفيف وأظهر دعمنا وتضامننا لكم ولشعب أوكرانيا".

ولفت أن بلاده اتخذت موقفا مبدئيا إزاء الأزمة، مضيفا: "يجب أن تنتهي الحرب وإراقة الدماء بأسرع وقت ممكن، رئيس بلادنا رجب طيب أردوغان وأنا ومسؤولون على مستويات أخرى، نبذل جهودًا".

وذكر أنه زار موسكو أمس الخميس عقب اللقاءات الثنائية والثلاثية في أنطاليا التركية مؤخرا، في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة.

وأردف بالقول: "خلال اجتماعات اليوم (في لفيف)، سنقيّم كيفية مواصلة هذه الجهود الدبلوماسية واحتمالات لقاءاتنا المقبلة".

وتابع: "كما قلت أمس في موسكو، آمل ألا نحتاج إلى عقد لقاء مرة أخرى وأن تنتهي الحرب بأقرب وقت ممكن، ويمكننا التحدث عن السلام والاستقرار في أوكرانيا ومنطقتنا".

وعقب التصريحات عقد تشاووش أوغلو مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، لقاء أعقبه مؤتمر صحفي مشترك.

وذكّر تشاووش أوغلو خلال المؤتمر الصحفي بأن لفيف سبق أن استضافت اجتماع التخطيط الاستراتيجي في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد أنه قدم إلى لفيف ليظهر منها دعم تركيا لشريكتها الاستراتيجية أوكرانيا في هذه الأيام الصعبة.

وأفاد أن الحرب مستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي، وأن آلاف المدنيين فقدوا حياتهم وأكثر من 3 ملايين من الأبرياء اضطروا لمغادرة بلادهم.

وأعرب تشاووش أوغلو عن حزنه لدى رؤيته الناس أثناء قدومه من بولندا إلى لفيف، وهم ينتظرون على الطرق والبوابات لمغادرة بلادهم.

وشدد على ضرورة إنهاء الحرب في أسرع وقت ووقف إراقة الدماء وذرف الدموع، مؤكدًا أن بلاده تكثّف جهودها منذ اليوم الأول من أجل إيقاف الحرب.

ولفت إلى أن تركيا جمعت الوزير كوليبا ونظيره الروسي سيرغي لافروف في ولاية أنطاليا، الأسبوع الماضي، وأعرب عن شكره لكوليبا على نهجه البناء خلال الاجتماع المذكور.

وتابع: "بينما تستمر المفاوضات في بيلاروسيا، نحن نواصل جهودنا لإحلال السلام، لذلك كنت في موسكو أمس".

وبين أنه أطلع كوليبا على القضايا التي طرحت خلال زيارته لموسكو والانطباعات التي تبلورت لديهم، فيما لفت إلى أن العالم كله يرى كفاح أوكرانيا وشعبها ضد الحرب.

وأكد دعم أنقرة التام لوحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها وسيادتها، وأن هذا الدعم هو نتيجة طبيعية لسياسة تركيا المبدئية وتحالفها وشراكتها الاستراتيجية.

وأضاف أن تركيا ستواصل تقديم المساعدات وخاصة في المجالات الإنسانية، مبينًا أن بلاده أجلت إلى حد كبير مواطنيها من أوكرانيا خلال هذه الفترة الصعبة.

وقال: "أبقينا أبوابنا مفتوحة أمام أبناء جلدتنا من تتار القرم وأصدقائنا الأوكرانيين الذين يمرون بظروف صعبة، نحاول استضافة الأوكرانيين الذين يأتون إلى بلدنا بأفضل شكل ممكن".

وأوضح تشاووش أوغلو أنه سيزور أيضًا مركز تنسيق تتار القرم في أوكرانيا، وشدد على ضرورة إجلاء المواطنين الأتراك والمدنيين الأبرياء العالقين في مدينة ماريوبول التي تستمر فيها الاشتباكات.

وتابع: "نأمل أن يتحقق أولاً وقف إطلاق نار إنساني عاجل في ماريوبول، ثم إنهاء الحرب في كل أنحاء أوكرانيا ووقف دائم لإطلاق النار فيها، وإعطاء فرصة للدبلوماسية في سبيل الاتفاق والسلام".

وأردف: "سنكون سعداء لعقد لقاء ثان بين كوليبا ولافروف في أنطاليا، يجب إعداد الأرضية لعقد اجتماع على مستوى الزعماء (أوكرانيا وروسيا) في أقرب وقت ممكن".

وذكر أن بلاده أعربت سابقا عن رغبتها باستضافة لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وشدد على أن القضية المهمة هي التوصل إلى اتفاق مقبول من الدولتين والحكومتين والشعبين، مضيفا: "ثمة احتمال أن يلتقي الزعيمان (الأوكراني والروسي) في حال كانت هناك أرضية لاتفاق في المسائل التي نرى فيها تقاربا (بين البلدين)".

وردا على سؤال حول توقيت القمة المحتملة بين الرئيسين، قال تشاووش أوغلو: "من الصعب التكهن بموعد الاجتماع، لأن كلا الزعيمين يجب أن يكونا مستعدين لذلك، ويجب الاعداد لهذه الأرضية، هما سيحددان التاريخ".

وفيما يتعلق بإجلاء المدنيين من ماريوبول، أشار أن تركيا طرحت خلال الاجتماع الثلاثي بأنطاليا مبادرة لإعلان وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة وفتح الممرات الإنسانية في المدينة المذكورة، مؤكدا على دعم تركيا القوي لهذا المقترح.

وأعرب عن أسفه لفشل تحقيق ذلك حتى الآن، واستمرار الاشتباكات وبقاء عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في المدينة المذكورة.

وأضاف أن الجانبين الروسي والأوكراني يتبادلان الاتهامات في منع الطرف الآخر من عمليات الإخلاء في المدينة.

ونوه إلى دعم الجانب الأوكراني القوي لعملية إجلاء المواطنين الأتراك وموطني وبقية الدول، وأضاف أن دعم أوكرانيا ساهم بإجلاء نحو 15 ألفا و200 تركيا من ماريوبول، فيما لا يزال نحو 100 تركي محاصرين فيها.

وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا تقدم دعما عسكريا وطائرات مسيرة من طراز "بيرقدار" لأوكرانيا، قال تشاووش أوغلو: "اتخذنا موقفا مبدئيا للغاية بشأن هذه القضايا، وخاصة منذ بداية الحرب".

وأضاف: "دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها، طائرات بيرقدار المذكورة هي منتجات اشترتها أوكرانيا من إحدى شركاتنا في تركيا".

وأكد أن تركيا وقفت إلى جانب أوكرانيا منذ بداية هذه المحنة، وستواصل الوقوف إلى جانبها.

وأشار إلى أن طائرات "بيرقدار" تتمتع بشعبية كبيرة في أوكرانيا، والعالم أجمع شاهد الأغاني والفيديوهات كليب المتعلقة بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!