ترك برس-الأناضول

حركة وبركة مع اقتراب ساعات الإفطار، أسواق الفاتح بإسطنبول تشهد يوميا هذا الحراك الجميل، تتميز به خلال شهر رمضان المبارك، لتعكس التمازج والروحانية بين الصائمين.

رمضان جديد يحل هذا العام وقد عاد الأمل إلى نفوس الناس، عقب عامين من جائحة كورونا التي حرمتهم عاداتهم وتقاليدهم، لتشهد الأسواق فرحة الصيام، عبر الحراك الهادف للتسوق بالأطعمة والمأكولات الرمضانية الخاصة.

وما يجعل هذه الأسواق متميزة، هو اللوحة الفسيفسائية التي تشكلها من خلال تمازج المسلمين الأتراك مع إخوانهم من كل أنحاء العالم وخاصة العربي.

وتتراصف الأطعمة التركية والعربية، والمخبوزات الخاصة برمضان، والعصائر والحلويات، وغيرها من مستلزمات الشهر الفضيل في أسواق الفاتح بإسطنبول بلوحة تآخٍ جميلة.

- حركة مكثفة

ويعتبر شهر رمضان المبارك، أياما معدودات للصيام والقيام والعبادات، وبنفس الوقت تشهد أيامه حلول أطعمة وعصائر خاصة بالشهر الفضيل، يقبل الصائمون على شرائها.

وما إن تقترب ساعات إفطار الصائمين حتى تشهد أسواق منطقة الفاتح، بقلب المدينة التاريخية، حركة دؤوبة تتوسم ببركة رمضانية، وصولا إلى ساعة يُذهب فيها الصائم ظمأه وتبتل فيها العروق.

ساعات من الحراك المستمر تتكثف بعد صلاة العصر وصولا إلى وقت الإفطار، تشهد فيها الأسواق السعي الحثيث من قبل الصائمين للتسوق وجمع متعة رمضان من جهة، وتحصيل الأطعمة المميزة في هذا الشهر الفضيل.

- أسواق الفاتح

نظرا للموقع المتميز لمنطقة الفاتح، فإن أسواقها تشهد زيارات لمتسوقين قادمين من أماكن أخرى، إذ إن حيّ الفاتح يعتبر قلب إسطنبول القديمة، ومن أقدم أحيائها.

ويتميز رمضان هذا العام بحركة أكبر في الأسواق مع تراجع التدابير التي كانت مفروضة بسبب جائحة كورونا خلال العامين الماضيين ما أتاح الفرص لحركة تنقل أكبر.

وتجاور الأسواق جامع الفاتح، الذي يتميز بروحانيات عالية، ويقصده مصلون لكافة الصلوات، خاصة في شهر رمضان المبارك، وفي ساحته يوجد ضريح السلطان العثماني محمد الثاني، الذي فتح القسطنطينية (إسطنبول) في عام 1453م.

وعلى مدار اليوم الرمضاني، يشهد السوق إقبالا وحركة، لكن مع انقضاء صلاة العصر بجامع الفاتح، تشهد الحركة كثافة أكبر، وصولا إلى وقت قريب من الإفطار.

- خيارات واحتياجات

ويسعى الزائرون في عملية تسوقهم لشراء ما يحتاجونه من مواد غذائية وأشياء أخرى تزين موائد إفطارهم، حيث يجد كل زائر ما يحتاجه في هذه الأسواق، خاصة وأنه خلال السنوات الأخيرة جاورت دكاكين عربية، في المنطقة، المتاجر التركية.

وبناء على هذا التنوع والثراء، يجد زائر تلك الأسواق، سواء كانوا من الأتراك أو الجالية العربية المتواجدة بتركيا، ما يناسب مائدته التي اعتاد عليها، وغيرها من الخيارات التي قد تجذبه.

ويمكن لأي زائر أن يشاهد الأفران التركية تشاطر الأزقة مع نظيرتها العربية، وكذا الأمر بالنسبة لمتاجر الحلويات، فضلا عن البقالات ومحلات اللحوم، التي تلبي ذوق جميع الزائرين.

ومن الطبيعي رؤية تجاور الخبز العربي والتركي في المتاجر المتجاورة، وكذلك العصائر الرمضانية المتميزة في تركيا، مع مثيلاتها العربية.

- منتجات تلبي الرغبات

ويركز الأتراك عامة في تسوقهم اليومي خلال رمضان على خبز "البيدا"، الذي يرتبط بالشهر الفضيل، ويكون أساسا في مائدة الإفطار، فضلا عن اللحوم الطازجة أو المبهرة، ولا تخلو مائدة الإفطار من البقلاوة التركية الشهيرة بمختلف أنواعها.

بينما يركز الزائرون العرب في تسوقهم على مختلف أنواع المعجنات والخبز المميز للشهر الفضيل، إضافة إلى الحلويات وعلى رأسها القطايف وأنواع البقلاوة، والحلويات الأخرى.

ومن أهداف المتسوقين العرب، المشروبات الخاصة بشهر رمضان، مثل "عرق السوس"، و"تمر هندي"، و"الخرنوب" (الخروب)، وعصائر الفواكه الأخرى.

وتكاد لا تخلو موائد الإفطار من هذه المشروبات الرمضانية الخاصة، مع صيحات البائعين التي تعلو من أمام طاولات البيع.

ومع هذا التنوع لزائري المنطقة، يتحول السوق إلى لوحة فسيفسائية، خاصة مع تنوع المتاجر والخيارات المتوفرة، ليقدم نموذجا جميلا للتعايش والتآخي في إسطنبول التي تلقب بعاصمة العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!