ترك برس

عقب اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في 9 مايو/أيار الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جوازات السفر سوف تنتَج بإمكانيات محلية، وقال: "لقد أنشأنا البنية التحتية لتنفيذ إنتاج جوازات السفر في بلدنا، التي أصبحت فرص التوريد العالمية فيها صعبة بسبب أزمة الرقائق. نحن ننتقل إلى إنتاج جوازات السفر المحلية والوطنية التي سيبدأ تقديمها اعتباراً من أغسطس/آب القادم''.

ويوم الثلاثاء، قدم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو جواز السفر الإلكتروني المحلي والبطاقة المدنية الجديدة ورخصة القيادة الإلكترونية الجديدة. معلناً أن الإنتاج المتسلسل لجواز السفر المحلي، الذي اكتملت بنجاح دراسات التصميم والإنتاج التجريبي، قد وصل إلى المرحلة النهائية. بحسب موقع "تي آر تي عربي" الحكومي.

مواصفات الجواز التركي الجديد

تبدأ صفحات جواز السفر التركي الجديد، وهو أحد أكثر جوازات السفر أماناً في العالم، بقصر توبكابي وتنتهي بمبنى البرلمان التاريخي، فيما يتوسطه مسجد آيا صوفيا. وكما هو حال جميع جوازات السفر العالمية، يجمع جواز السفر الجديد بين ثنايا صفحاته أبرز آثار وسمات تركيا الثقافية، حيث ستمتلئ صفحاته بالمعالم الوطنية.

ولأول مرة، سيتم كتابة (Türkiye) بدلاً من (Turkey) على جواز السفر الجديد، كما ستحتوي كل صفحة منه على صور للقيم التاريخية والثقافية والروحية التي تنتمي إلى مدن مختلفة في تركيا، وصورة نباتية خاصة لكل مدينة.

وإذا قُورن الجواز الجديد بجواز السفر المستخدم حالياً، ستجد أنه يحتوي على عديد من الابتكارات التي تمنح ميزات أمنية وتقنياته كبيرة، إذ يحتوي جواز السفر الإلكتروني المحلي الجديد على شريحة لا تلامسية مع نظام تشغيل (TÜBİTAK AKİS) وعديد من عناصر الأمان الجديدة، ما يجعله ضمن الأفضل على مستوى العالم.

الرقائق وتأثيرها على جوازات السفر

ذكر صويلو أنه جرى استخدام جوازات السفر ذات الرقاقة الإلكترونية من الجيل الجديد منذ عام 2018، وذكر أنه جرى الحصول على جوازات السفر هذه من شركة في أوروبا. لكن بسبب أزمة توريد الرقائق التي ضربت العالم مؤخراً العالم، واجهت الشركة صعوبة في تلبية الطلبات. وقال صويلو إن الجهود تُبذل لتجنب أي مشاكل في المخزونات التي وُردت من قبل.

وأشار صويلو إلى أن عديد من الدول في أوروبا عادت إلى جوازات السفر القديمة بسبب مشاكل توريد الرقائق. وأضاف قائلاً: "من خلال تعاون المديرية العامة للسكان وشؤون المواطنة ووزارة الخزانة والمالية والمديرية العامة لدار سك النقود والطوابع، أعرب رئيسنا عن سعادته عن أن تصميم جواز السفر الإلكتروني المحلي الجديد يعمل وأننا أكملنا بنجاح الإنتاج التجريبي.

وأكد صويلو أيضاً أنهم الآن في المرحلة النهائية للإنتاج الضخم، كما أعلن رئيسنا أمس. وأردف "أتمنى أن ننتج جواز السفر الإلكتروني الخاص بنا في أغسطس/آب القادم".

ولفت صويلو أيضاً إلى أن عقداً سيوقع مع المجر بشأن مسألة طباعة جوازات السفر، إذ قال: "إننا نتفاوض مع المجر بشأن تبادل توفير مركز طباعة احتياطي لنا في حال حدوث مشكلة عرضي في مراكز الطباعة".

جواز السفر بين الماضي والحاضر

على الرغم من عدم وجود دليل تاريخي دقيق يبين لنا متى استخدم جواز السفر لأول مرة، إلا أن إشارات تاريخية تشير إلى حضارات ما قبل الميلاد قد استخدمت أشياءً أقرب ما تكون اليوم إلى جوازات السفر. فحسب سفر نحميا، أصدر ملك فارس أرتحششتا الأول عام 450 قبل الميلاد أذون سفر. كما تشير وثيقة "الأرثاشاسترا" الهندية التي يرجح أنها تعود للفترة ما بين 2 و3 قبل الميلاد، إلى وجود وثائق سفر تتيح للمواطنين مغادرة ودخول المملكة مقابل رسوم مدفوعة.

وإذا أردنا تقفي آثار جوازات السفر التي نستخدمها اليوم، فيجب علينا العودة إلى السنوات التي شهدت اندلاع الحرب العالمية الأولى، إذ أصدرت حكومات الدول، وعلى رأسها الدولة العثمانية، جوازات سفر بمفهومها الحالي نسبياً باعتبارها وسيلة للتحكم بحدودها ومنع دخول الجواسيس عبرها.

ومع انتهاء الحرب عام 1920، حددت عصبة الأمم المعايير التي يجب على الدول اتباعها لإصدار جوازات سفرها الدولية، واشترطت على سبيل المثال، أن يتضمن جواز السفر 32 صفحة بالمجمل، وأن يطبع بلغتين على الأقل ويحمل غلافه اسم الدولة في الأعلى، ويوضع الشعار في المنتصف، ثم تكتب كلمة "جواز سفر" في الأسفل. وهي المعايير التي حددت تصميم جواز السفر الدولي الذي نعرفه حالياً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!