ترك برس

شهدت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة، استكمال أطول وأعقد عملية أمنية نفذت تحت الأرض على متن جبل شرقي البلاد، وانتهت بالقضاء على مجموعة تضم كوادر لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي.

العملية التي حملت اسم "أران شتاء -9" أطلقتها قوات الأمن التركية في جبل آغري شرقي البلاد، وحُيّدت فيها 11 إرهابياً في الكهف الذي كانوا يختبئون فيه. فيما حُوّل الجبل إلى منطقة بناء، حيث جلبت معدات البناء الثقيلة لحفر الكهف الذي اختبأ فيه إرهابيو التنظيم.

ولأول مرة، وصل فريق (TRT Haber) إلى منطقة العملية الأمنية التي حملت اسم الشهيد إمري دوكومجي، والتي جرى فيها تحييد ما يسمى بجماعة أغري التابعة لتنظيم PKK الإرهابي.

يذكر أن العملية بدأت عندما كانت طائرة مسيّرة تحلق فوق المكان، واكتشفت خلية إرهابية وهي تخرج من الكهف في 19 فبراير الماضي. وعلى الفور، حوصر الكهف واستدعي ألف و592 فرداً من 82 فريقاً لبدء العملية الأمنية التي استمرت 80 يوماً، حتى تكللت في النجاح يوم 9 مايو/ أيار الجاري، بحسب ما ذكره تقرير لـ "TRTعربي."

عملية عسكرية تحت الأرض

بغضون أيام تحولت المنطقة التي يقع فيها الكهف إلى ورشة بناء، حيث اتبعت القوات الأمنية في هذه العملية مساراً مختلفاً عن العمليات الأخرى، فلم تدخل الكهف، بل سوّته بالأرض بتفجيره، وذلك قبل الوصول إلى الإرهابيين بالحفر لعدة أيام بمعدات البناء.

فأُنشئ موقع بناء في المنطقة للكشف عن الكهف المدمر، حيث أُحضر واستُخدم ما مجموعه 11 آلة بناء ثقيلة، ما بين حفارات وجرافات، في إطار العمل الشاق الذي استمر ليلاً ونهاراً في ظروف جوية قاسية.

وبعد 80 يوماً من الكفاح، جرى خلالها حفر ونقل حوالي 14 ألفاً و770 شاحنة نقل كبيرة، فُككت ألغاز الكهف بالكامل وكُشف عما كان يحتويه. وكُشف أن الكهف، الذي يبلغ عمقه 28 متراً وطوله 100 متر، يتكون من 3 اقسام على شكل الحرف Y.

 

تحييد 11 إرهابياً

بعد أن تأكدت قوى الأمن أن مجموعة من الإرهابيين داخل الكهف من خلال استخدام أجهزة استماع متطورة، تقدمت قوات الكوماندوز التركي خطوة بخطوة حتى وصلوا إلى باب الكهف، وعلى الفور طلبوا من الإرهابيين الاستسلام والخروج من مخبئهم.

وعندما رفض الإرهابيون الاستسلام، أمرت القيادة التي كانت تراقب العملية من كثب من مركز التنسيق، بتفجير الكهف وبدء الوقوف على عدد الإرهابيين وهوياتهم، بالإضافة إلى معداتهم. حيث جرى تحييد 11 إرهابياً، من ضمنهم مسؤول التنظيم في آغري.

فيما كشفت الصور التي التقطها موقع (TRT Haber) أن الإرهابيين جهزوا مكاناً للعيش في الكهف حيث يمكنهم البقاء لشهور. بعد الانتهاء من العملية جرى الاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والذخائر ولوازم الحياة. وهكذا، في 9 مايو، دُمَر ما يسمى بجماعة أغري الإرهابية.

يذكر أيضاً أنه في 23 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد ما لا يقل عن 50 إرهابياً من تنظيم PKK\YPG رداً على استشهاد شرطي بمنطقة عملية درع الفرات شمالي حلب. وتوعدت بالرد بالمثل على جميع أنواع الهجمات والمضايقات التي تستهدف المنطقة.

تدمير أوكار الإرهابيين

 عقب تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن أنقرة اتجهت إلى تطبيق مفهوم جديد في مكافحة الإرهاب، دُمّرَت أوكار تنظيم PKK الإرهابي في شمالي العراق واحداً تلو آخر، فدمّرَت المقاتلات التركية والمسيرات بمساعدة طائرات الإنذار المبكر وطائرات تزويد الوقود في الجو، كثيراً من الأهداف للإرهابيين شملت مغارات ومخابئ. واستُخدمت خلال العمليات الذخائر الذكية المحلية.

وفي إطار سلسلة عمليات "المخلب" التي بدأت في 27 مايو عام 2019، والتي أطلقتها وزارة الدفاع التركية ضد إرهابي تنظيم PKK شماليّ العراق، تكبد التنظيم الإرهابي خسائر فادحة ودُمرت أوكاره ومخابئه وحُيّد خلالها ألف و67 إرهابياً.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا أطلقت في 18 أبريل الماضي عملية "المخلب-القفل"​​​​​​ ضد معاقل تنظيم PKK الإرهابي في مناطق متينا والزاب وأفشين-باسيان شمالي العراق، حيّدت خلالها القوات التركية أكثر من 73 إرهابياً حتى 9 مايو الجاري. فيما قال الرئيس أردوغان "إن عملية "المخلب-القفل" تضع تنظيم PKK الإرهابي في صراع مع الموت". ونوّه أيضاً إلى تحقيق الجيش التركي نجاحاً كبيراً في العملية وضبط أسلحة وذخائر بحجور الإرهابيين ومخابئهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!