ترك برس

تتوالى ردود الأفعال الدولية إزاء توقيع روسيا وأوكرانيا اتفاقية تسمح بتصدير الحبوب برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركية، حيث حظيت الاتفاقية بترحيب بريطاني أمريكي، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ صارم لها.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد -في مقابلة مع الجزيرة- إن اتفاقية الحبوب بين روسيا وأوكرانيا تمثل مصدر أمل إزاء أزمة الغذاء في العالم، وشددت على أن أهمية الاتفاقية تكمن في تنفيذ بنودها.

أما وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، فأكدت أن عودة الأمن والاستقرار الاقتصادي في العالم تتطلب أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع حد للحرب وأن ينسحب من أوكرانيا.

بدوره، قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني، إن الصفقة التي تسمح للحبوب بمغادرة موانئ البحر الأسود لا تقل عن إنقاذ حياة الناس في جميع أنحاء العالم الذين يكافحون لإطعام أسرهم.

من جهته، قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية وسياسات الأمن في الاتحاد الأوروبي، إن الاتفاقية الخاصة بإخراج الحبوب الأوكرانية خطوة في الاتجاه الصحيح، داعيا إلى تنفيذها بسرعة.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى التنفيذ الصارم لاتفاق استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وإنجاحه، قائلا إنه يمكن للاتفاق أن يفيد الملايين حول العالم.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن ستحاسب روسيا في حال "أخلت" باتفاق تصدير الحبوب الموقع حديثا بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية.

وأضافت غرينفيلد أن واشنطن ستعمل على تحميل روسيا مسؤولية تنفيذ الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة من أجل استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية العالقة في البحر الأسود.

هذا وجرت مراسم توقيع الاتفاق في قصر دولمة بهجة التاريخي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.

وتجنب الوزيران الروسي والأوكراني الجلوس على طاولة واحدة أو التصافح خلال مراسم التوقيع على الاتفاق.

ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

ويعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن إنشاء المركز سيستغرق 3 إلى 4 أسابيع، وهذا يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق قبل النصف الثاني من أغسطس/آب المقبل.

ولا تريد أوكرانيا أن تتحقق روسيا من عدم وجود شحنات أسلحة على متن سفنها لدى عودتها إلى مرافئها.

وعوضا عن ذلك ستشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول.

ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيُسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية.

وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.

ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".

ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء -الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية- إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير/شباط الماضي، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس/آذار الماضي.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعود هذا الارتفاع في المؤشر إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على سلاسل التوريد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!