ترك برس

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن اليونان تنتهك الاتفاقات بتسليحها الجزر في بحري إيجة والمتوسط.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، الجمعة، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك بمدينة إسطنبول.

وأوضح تشاووش أوغلو أن "اليونان تنتهك الاتفاقات بتسليحها الجزر، وعندما نتحدث عن القانون الدولي ليس من الصواب الدفاع عن اليونان فقط لأنها عضو في الاتحاد الأوروبي".

وأردف مخاطبا وزيرة الخارجية الألمانية: "أود التأكيد أن احتضان التنظيمات الإرهابية يتعارض مع روح التحالف". وفق وكالة الأناضول.

وتابع: "ننتظر اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان أمن مساجد وجمعيات الجاليتين التركية والمسلمة في ألمانيا".

وأضاف: "نقلنا إلى السيدة الوزيرة قلقنا بشأن الإرهاب، وأود التأكيد مجددا أن احتضان التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها بي كي كي، وواي بي جي/ بي واي دي، وتنظيم غولن الإرهابي، يتعارض مع روح التحالف".

وأكد الوزير التركي أنه سلم نظيرته الألمانية قائمة تتعلق بالإرهابيين والتنظيمات الإرهابية في ألمانيا خلال الفترة الأخيرة.

وأردف: "في الآونة الأخيرة نرصد زيادة في أنشطة تنظيم بي كي كي الإرهابي بألمانيا، واستخدامه رموزه وخرقه المحظورة".

وأشار إلى أن بلاده أبلغت السلطات الألمانية توقعاتها منها، وأبدت رد فعلها حيال قيام عناصر تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بإضرام النار في مركبة تابعة للقنصلية العامة التركية بمدينة شتوتغارت.

وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا تتوقع من ألمانيا خطوات ملموسة وتعاونا نشطا في محاربة التنظيمات الإرهابية.

وتابع: "لا تزال القيود مفروضة على بيع منتجات الصناعات الدفاعية لتركيا، وهذا لا يتماشى مع روح التحالف، وأبلغا الجانب الألماني بذلك، نعتقد أنه لا ينبغي أن تكون هناك قيود بين الحلفاء".

وشدد على أن زيادة ظاهرة العنصرية ومعاداة الإسلام في أوروبا بات أمراً مقلقاً.

وأوضح أن وزارة الخارجية التركية أعدت تقريراً عن العنصرية ومعاداة الإسلام في أوروبا، حيث أظهر زيادة خطيرة بالفعل في الهجمات العنصرية ضد المسلمين والمساجد خلال فترة وباء كورونا.

وصرح تشاووش أوغلو أن أنقرة مستعدة للتعاون مع برلين في قضايا مكافحة العنصرية ومعاداة الإسلام، معرباً عن شكره لنظيرته الألمانية بخصوص مواقفها حيال هذه القضايا.

وقال إن تركيا لديها خلافات مع اليونان في بحري إيجة والمتوسط​​، مستدركا: "لكن ليس من الصواب تصديق الدعاية (التي تقوم بها اليونان) والانحياز إلى جانبها في القضايا الخلافية، وهذا ليس ما نتوقعه من ألمانيا".

وأكد أن بلاده تبذل جهودا لحل القضايا الخلافية سلميا مع اليونان، لكن أثينا تواصل دعايتها السوداء ضد تركيا، مبينا أن الرسالة التي بعثتها أنقرة في وقت سابق إلى الأمم المتحدة بشأن هذه القضية واضحة للغاية ولا لبس فيها.

وذكّر تشاووش أوغلو بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالوضع غير العسكري لجزر بحر إيجة الشرقية، موضحا: "أعطيت هذه الجزر لليونان بموجب معاهدتي لوزان 1923، وباريس للسلام عام 1947، حيث تم فرض شرط على بعض الجزر إذ لا يمكن لليونان تسليحها، لكن أثينا تنتهك هذه الاتفاقيات وتقوم بتسليح الجزر".

ولفت إلى أن تركيا عبرت عن هذه القضايا في رسالتها إلى الأمم المتحدة، لكن اليونان لم تستطع الرد في إطار القانون الدولي "لأنها مذنبة"، مخاطبا نظيرته الألمانية: "إذا كانت اليونان مخطئة، فيجب أن تكونوا قادرين على القول لها أنت مخطئة، ولكنكم لا تفعلون".

وشدد على أن عضوية اليونان في الاتحاد الأوروبي لا تعني أنها تتمتع بجميع أنواع الحقوق، منتقدا استمرار دعم الاتحاد لأثينا في إطار روح الوحدة رغم كل انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وأكد تشاووش أوغلو أن ألمانيا يجب أن تتبع سياسة متوازنة بخصوص اتخاذ موقف بشأن الخلافات بين تركيا واليونان.

وبيّن أن اليونان بارعة في الدعاية السوداء، ولعب دور الضحية والصراخ والبكاء في الوقت الذي تكون هي الظالمة، ولذلك يتعين على المؤسسات والمنظمات الدولية اتخاذ موقف عادل ومتوازن في المسائل الخلافية.

وصرح بأن ألمانيا فقدت موقفها المتوازن في العلاقات التركية اليونانية في الفترة الأخيرة.

وقال: "يجب ألا تكون الدول الثالثة، بما في ذلك ألمانيا أداة للاستفزازات والدعاية اليونانية، وإدارة قبرص الرومية ضد تركيا".

ولفت إلى أن السلطات الأمنية اليونانية تعيد اللاجئين بشكل غير قانوني إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجة، وتقوم ​​بثقب قواربهم المطاطية، وتجردهم من ملابسهم في البرد وتركهم ليموتوا".

وأشار إلى أنه "مات 19 مهاجرا على الحدود هذا العام. ولسوء الحظ فإن وكالة مراقبة الحدود فرونتكس (تابعة للاتحاد الأوروبي ومقرها وارسو) شريكة أيضا في عمليات الإعادة وهذه الانتهاكات في البحر".

وأوضح أن برلين هي أحد الشركاء المهمين لأنقرة، وأنهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأن الجالية التركية التي يتجاوز عددها 3 ملايين نسمة في ألمانيا تربط البلدين بشكل أوثق.

وأردف تشاووش أوغلو أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 41 مليار دولار العام الماضي، وأن هناك إمكانية للوصول إلى 45 مليارا العام الجاري و50 مليارا في 2023.

وحول اتفاقية شحن الحبوب أشار إلى أن تركيا تواصل الحوار مع كل من روسيا وأوكرانيا لصالح الإنسانية، وهو "أمر مهم للعلاقات الثنائية، وللقضايا الإقليمية".

وبخصوص الأزمة السورية، لفت تشاووش أوغلو إلى أن المحادثات بصيغة أستانة بين تركيا وإيران وروسيا مهمة بالنسبة إلى سوريا.

وتابع: "ما المسارات في سوريا اليوم؟ هل يمكن أن تجتمع مجموعة دعم سوريا الدولية؟ كلا. ماذا حدث لآلية اجتماع دول الرأي؟ لا شيء. لكن بفضل صيغة أستانة يمكننا التحدث عن اجتماعات اللجنة الدستورية اليوم".

وأكمل: "ليس لدى الأمم المتحدة عملية قائمة بذاتها، بفضلنا تعمل هذه المسارات، دعونا لا ننسى سوريا، ثمة حرب داخلية، الناس يموتون هناك منذ 11 عاما".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!