ترك برس 

أوضحت ورشة عمل أقيمت في إسطنبول مؤخرا، أن الأمهات المعتصمات أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي، تعتبر أول حركة نسائية في العالم نجحت بمقاومة الإرهاب.

ويتواصل منذ 1088 يومًا الاعتصام الذي أطلقته مجموعة من الأمهات أمام مقر "حزب الشعوب الديمقراطي" في ولاية "ديار بكر" جنوب شرق تركيا للمطالبة باستعادة أبنائهن المختطفين من قبل تنظيم "بي كي كي (PKK)" الإرهابي.

ومنذ 3 سبتمبر/ أيلول من عام 2019 تواصل الأسر اعتصامها أمام مقر الحزب الذي تتهمه بمساعدة التنظيم الإرهابي على اختطاف الأطفال والشباب إلى الجبال والتغرير بهم للقتال في صفوفه ضد تركيا.

وعقد اتحاد الكتّاب الأتراك فرع اسطنبول قبل أيام ورشة عمل حول العائلات المشاركة في اعتصام الأبناء، ووصلت وكالة الأناضول نسخة من نتائج ورشة العمل التي تحدث بها نحو 25 متحدثا في 6 جلسات.

وتناولت الجلسات الاعتصام كموضوع اجتماعي جديد، ولفت الانتباه إلى مفهوم الجهد العاطفي الذي تبذله العائلات، ومناقشة الاعتصام في سياق علم الاجتماع الإعلامي، ولفت الانتباه إلى انتماء العائلات وإيمانها بالصراعات التي تخوضها.

كما شملت المواضيع رسم الملامح الاجتماعية للعائلات المعتصمة، وتناول مقاومة العائلات في سياق علم اجتماع الإرهاب، ولفت انتباه المجتمع الأكاديمي إلى العائلات وجعلها موضوعات بحثية أكاديمية.

وجاء في نتائج الورشة أن نشاط العائلات "ليست حركة مخططة لها مسبقاً أو منظمة، بل حركة طبيعية تستمر في مسارها الخاص وتتطور، وسياق نشاطها يتخطى الهوية، لتعكس هوية تكاملية، من خلال مواصلة حراكها من مفهوم الأمومة والأبوة".

وأضافت أن "هذه المفاهيم تكشف عن طبيعة العائلات في حماية أطفالهم كوظيفة منفصلة عن السياسة، وبفضل ذلك بات من المفهوم أن الأمومة والأبوة مفهومان فوق السياسة، ويجب قراءة ميزة الأسرة من خلال الأمومة والأبوة، والأسرة ليست عنصراً سياسياً".

كما اوضحت النتائج أن "العائلات المعتصمة هي حركة تشمل المكان والبراءة، ميدانها خيمة الاعتصام، تتحدى الإرهاب برأس مال اجتماعي اكتسبوه مع الخيمة، لتصبح العملية حاليا حركة اجتماعية جديدة، ولأول مرة في العالم، قاومت حركة نسائية الإرهاب ونجحت".

وخرجت الورشة أيضا بنتائج بأنها "ستساهم بالإضافة إلى الدراسات الأكاديمية والعلمية التي سيتم إجراؤها، في إنتاج أفلام وثائقية عن العائلات ودمج قصصهم في الأدب السردي، وفي فهم أفضل لعملية الاعتصام، وفي تحويل الحركة إلى حركة اجتماعية".

وشددت على أن "موقف العائلات أهم دليل على الذاكرة التاريخية والاجتماعية، حيث تم تذكير الأطراف التي تريد سجن العائلات في ذكريات اجتماعية مختلفة بأن هذه العائلات لديها موقف احتجاجي ضد الإرهاب".

كما "تم التأكيد على أن أهالي ديار بكر يجب أن يقدموا المزيد من الدعم للعائلات وألا يتخلّوا عن الذاكرة المشتركة، وأن السلام الذي لا يمكن تحقيقه بالعنف لن يتحقق إلا بهذه الطريقة، وأظهرت ورشة العمل أن الإسلام هو أهم ظاهرة ولبنة بناء في المنطقة، وأهم دعامة ورباط يجمع الناس، ويجب تعليم دين الإسلام جيدًا للشباب، ويجب أن يعيش الشباب الإسلام".

وأظهرت ورشة العمل أن "الحقائق الاجتماعية المراد تغييرها بفلسفة التاريخ القائمة على العلم يمكن كسبها من خلال النضال المشترك، بالإضافة إلى الزمان والمكان، فإن شعار الكفاح الحاسم هو انعكاس مهم لورشة عمل العائلات المعتصمة".

وحققت ورشة العمل بحسب النتائج المعلنة، "نتيجة خاصة لصالح توفير حماية مدنية ومحلية العائلات، ومن الضروري ألا تُسيس هذه الحركة الاجتماعية الجديدة وأن تستمر في التغذي من جذورها الخاصة، وأظهرت أن النساء يبذلن أقصى جهدهن لجعل الحياة اليومية قابلة للعيش".

وكشفت الورشة أن "الانخراط في القضايا الاجتماعية لا يجب أن يكون تابعاً لسلطة سياسية، وإذا كانت المشكلة في سياق اجتماعي، فيجب البحث عن طرق للمبادرات المدنية لتقديم حلول اجتماعية للمشكلة المذكورة".

كما أظهرت الورشة أن "عملية الحل/ السلام، هي نقطة تحول اجتماعية مهمة للغاية، على الرغم من المشاكل الاجتماعية، إلا أنها أعطت الأمل لأهالي المنطقة".

وأثبتت الورشة "بوضوح أن الهياكل والمكونات السياسية التي تتغذى على الفوضى، ستنتهي إذا انتهت الفوضى، ولن تعود إلى الوجود مرة أخرى، لأن العائلات أنقذت أطفالها من الفوضى في فترة الاعتصام، وأظهر الاعتصام أن الإرهاب والإرهابيين يتحركان وفقا لأجندات خارجية".

وشددت على أن "الاعتصام أظهر مرة أخرى قوة مفهوم المجتمع المدني في المنطقة، وتم التأكيد بشكل خاص على أن الحرب الناجحة للبلاد ضد جميع
مكونات الإرهاب ساهمت في تقوية العائلات وتسريع العملية، وأن نساء المنطقة كسرن المحرمات الاجتماعية".

وأكدت الورشة "على ضرورة البدء في تسجيل قصص العائلات وسيرهم الذاتية ونشرها بعدة لغات، من أجل خلق رد فعل اجتماعي لمشاركة العائلات ألمها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!