أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

إنّ قرار الإعدام الصادر من المحكمة الانقلابية بحق الرّئيس المصري المنتخب من قِبل شعبه "محمد مرسي" هو دليل واضح يضاف إلى سلسلة الأدلة التي تثبت مدى تعسفية هذا النظام الانقلابي ولا مبالاته بالحقوق والقوانين والدساتير. والأفظع من هذا كله أنّ العالم بأسره بات يتنظر القرار الذي سيصدر عن المحكمة الانقلابية وتساؤلاتهم حول ماهية القرار الذي سيصدر. مع العلم أن المحاكم الانقلابية لا تمنح فرصة الحياة لأمثال مرسي. فقرار هذه المحكمة بغضّ النظر عن المبرارات المرفقة، باطلة ومرفوضة وغير مشروعة.

فلا يحقّ لأي أحد يحاول صبغ هذه القرارات بصبغة الشرعية، أن يتلفّظ بكلمة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بعد الان، كما لا يحق لهؤلاء أن ينتقدوا الدّيمقراطية السائدة في تركيا. إنّ قرارات المحكمة الجنائية المصرية كانت قرارات انتقام ليس إلا. وهذا الانتقام ليس من الرئيس المصري الذي يعارض فكرة الانقلاب فحسب، بل كانت هذه القرارات انتقاماً من كل من دافع عن الحرية والديمقراطية في مصر سواء في الداخل أو الخارج.

انظروا إلى القضايا الموجهة ضد مرسي والتي من أجلها حكموا عليه بالإعدام. وستدركون تماماً من هو المنتقم. فأحد القضايا التي حُوكم من أجلها مرسي هي تهمة الفرار من السجن عندما كان الشعب المصري يثور على حسني مبارك. عندها عمت الفوضى البلاد وفرّ حراس السجن من أماكنهم تاركين خلفهم الأبواب مفتوحة. حينها خرج مرسي مع زملائه إلى بوابة السجن وأدلوا بتصريحات لقناة الجزيرة شرحوا فيها كيفية خروجهم من السجن. والذين حكموا على محمد مرسي في هذه القضية هم من بقايا نظام مبارك وأعوانه داخل الجهاز القضائي. وما انقلاب السيسي على مرسي إلّا انقلاب مضاد ضدّ إرادة الشعب المصري. فالسيسي أخذ بانتقام حسني مبارك من خلال الانقلاب العسكري على الحكومة الشرعية.

التهمة الثانية التي حوكم من أجلها محمد مرسي هي أنّ الأخير أفشى أسرارًا إلى حركة حماس وإيران وحزب الله. وهذه التهمة تثبت مدى تورّط إسرائيل في التخبط الداخلي الحاصل في مصر. ومقاضاة مرسي بهذه التهمة دليل على قيام السيسي بالانتقام لصالح إسرائيل من هذا الرجل. وإذا أردتم أن تعرفوا مدى كذب وعدم صحة هذه التهمة الموجهة إلى مرسي، أدعوكم لأن تسألوا الايرانيّين. لماذا تكرهون مرسي؟ سيجيبونك بأنّ مرسي أهان الإيرانيّين في عقر دارهم من خلال الخطاب الذي ألقاه في إحدى القمم التي انعقدت في العاصمة طهران.

هل يمكن إعدام مرسي؟ بسبب عنجهية النظام المصري الحالي والغطاء الغربي لممارساته، يمكن أن يحدث ذلك ويتمّ إعدام مرسي.

فالغرب يرى الديمقراطية في السيسي والسلام في الأسد والعلمانية في روحاني.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس