ترك برس

لفت المغتربون الأتراك، أنظار بلادهم والعالم بسبب مشاركتهم القياسية والكبيرة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها تركيا يوم 14 مايو/ أيار الجاري، فيما يسود ترقّب حول عما إذا كانوا سيشكّلون ورقة الحسم في انتخابات الإعادة المقررة إجراؤها الأحد المقبل. 

وانعقدت عملية التصويت في نقاط التمثيل الخارجية منذ السبت الماضي وحتى اليوم الأربعاء، وتجاوز عدد المصوتين 1.7 مليون، في حين سيتمكن المغتربون الموجودون حاليا داخل تركيا من التصويت في المنافذ الحدودية حتى يوم الانتخابات.

ويمثل المغتربون نحو 5% من إجمالي الناخبين، ويتجاوز عددهم 3 ملايين في 73 دولة حول العالم.

لمن صوّت المغتربون؟

في الجولة الأولى التي انعقدت منتصف الشهر الجاري، حصل أردوغان على 57.47% من أصوات الخارج مقابل 39.57% لمنافسه كليجدار أوغلو، وأدلى مليون و839 ألفا و461 مغتربا بأصواتهم، بنسبة مشاركة 53.85%.

وتقدم أردوغان في دول ألمانيا وفرنسا وهولندا، صاحبة أكبر جالية تركية، بينما تقدم كليجدار أوغلو في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.

وبلغت نسبة المشاركة في ألمانيا 48.69%، وحصل أردوغان على 65.49% من الأصوات، وتُثار تساؤلات إذا ما كانت المشاركة غير المرتفعة ترجع إلى رفض السلطات الألمانية طلب نظيرتها التركية زيادة مراكز الاقتراع.

وفي هذا الإطار، نقل تقرير لـ "الجزيرة نت"، عن المرشح البرلماني عن حزب العدالة والتنمية رجب سيار، قوله إن ذلك كان "عاملا مؤثرا في نسبة المشاركة، لأن المغتربين في ألمانيا يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل التصويت، وهو ما يحملهم تكلفة عالية مالية ومعنوية".

وأضاف سيار أن "الرئيس أردوغان كان متقدما في كثير من الدول، وخاصة ألمانيا وفرنسا، حيث غالبية المغتربين، أي أنه حصل على غالبية أصوات الخارج"، مردفاً: "أما الدول الأخرى، فإن إجمالي الناخبين فيها منخفض، وتقدّم كليجدار أوغلو في دولة مثل الولايات المتحدة يرجع إلى أن مواطنينا هناك ينظرون إلى تركيا بعيون البلدان المقيمين فيها، ويتأثرون برسائل كليجدار أوغلو التي تستميل الغرب".

في المقابل، ترى النائبة البرلمانية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أمينة جوليزار إيميجان أن سبب انخفاض أصوات كليجدار أوغلو في ألمانيا وفرنسا وهولندا، يرجع إلى "كتلة الناخبين المقيمة فيها ومستوياتها التعليمية، ومدى توافق توجهاتها مع المعارضة".

وأضافت إيميجان أن "هناك أيضا كثيرا من الأجانب المقيمين بالخارج أدلوا بصوتهم لصالح أردوغان بعد حصولهم على الجنسية التركية، وهم يتركزون في أوروبا ودول شبه الجزيرة العربية".

ويختلف معها سيار الذي أشار إلى أن "عدد من صوتوا بالخارج بعد حصولهم على الجنسية لا يرقى لتغيير النتيجة الإجمالية، كما أن كليجدار أوغلو تقدم في دولة خليجية مثل الإمارات"، مؤكدا أنهم حصلوا على الجنسية بشكل قانوني ولهم حق دستوري في التصويت، مشددا على أنه "لا ينبغي احتقار أي ناخب بالخارج لاتجاهات تصويته".

توقعات جولة الإعادة

أوضح سيار أن أردوغان كان ينقصه 270 ألف صوت فقط للفوز، مؤكدا أن هناك إقبالا كبيرا من المغتربين على التصويت في جولة الإعادة وأن الشعب التركي "يدرك الآن حاجة بلاده إلى نظام مستقر وسيختار أردوغان رئيسا لولاية ثانية".

ووفق تجوله مع الحملة الانتخابية داخل تركيا، توقع سيار "ارتفاع أصوات أردوغان في الإعادة وحصوله على أصوات ناخبين لم يصوتوا له في الجولة الأولى، سواء من كتلة أوغان الذي أعلن دعمه للرئيس، أو حتى عدد من كتلة كليجدار أوغلو ممن عدلوا عن رأيهم بتأييد الأخير لتناقض مواقفه".

وأشار المتحدث إلى أن "حيازة تحالف الجمهور على أغلبية البرلمان تعني أنه في حال حتى فوز كليجدار أوغلو، فإنه ليست لديه أغلبية تمكنه العودة للنظام البرلماني، أو مجرد تمرير قانون أو إقرار سياسة مالية خاصة به".

في المقابل، أفادت إيميجان بأن "هناك اهتماما كبيرا من المغتربين انعكس على نسب مشاركاتهم في جولة الإعادة، خاصة في الدول التي كان كليجدار أوغلو متقدما فيها، ونتوقع الحصول على أصوات مرتفعة فيها بجولة الإعادة، وكذلك زيادة أصواته في الدول الأخرى التي لم يكن متصدرا فيها".

أما بالنسبة للداخل، فقالت إيميجان إن "هناك مواطنين قاطعوا الجولة الأولى (نحو 8 ملايين)، وهم الذين نكثف من دعواتنا لهم الآن للتصويت، كما فاقت الأصوات الباطلة المليون، أما الآن هناك مرشحان فقط مما يقلل من الأصوات الباطلة، وننتظر أصواتا أعلى في الجولة القادمة لتوقعنا ارتفاع نسب المشاركة وحصولنا على أصوات من كتلة أوغان لكونها معارضة لأردوغان، ونرى أننا قريبون جدا من الفوز"، حسب اعتقادها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!