ترك برس

تباينت آراء المحللين والمتابعين للشأن التركي، حول نتائج وانعكاسات الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد يوم 14 مايو/ أيار الماضي.

وفي هذا الإطار، ناقش برنامج "ما وراء الخبر" على شاشة الجزيرة القطرية، نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من حيث دلالاتها وانعكاساتها.

واستضاف برنامج الجزيرة كلاً من رسول طوسون، البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية التركي والقيادي فيه، وأيفر يازكان كوبال، مسؤولة المرأة في حزب الشعب الجمهوري بمدينة إسطنبول، حيث رأى كلّ منهما أن تلك النتائج تصب في صالح تحالف كل منهما، وتعكس نجاحه في كسب قطاعات واسعة من الشارع التركي.

طوسون قال إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، تؤكد فوز تحالف الجمهور وخسارة تحالف "الطاولة السداسية"، وهذا يظهر بشكل واضح في نتيجة الانتخابات البرلمانية وحيازة تحالف الجمهور على الأغلبية، وكذلك في التقدم الكبير للرئيس أردوغان مرشح التحالف في انتخابات الرئاسة.

ومبررا عدم حسم أردوغان لانتخابات الرئاسة في جولتها الأولى، أضاف البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، أن الرئيس لم يكن ينافس تحالف "الطاولة السداسية" وحده، بل كان يواجه القوى الإمبريالية العالمية، ومن ثم فإن تحقيقه هذا التقدم وإن لم يحسم المنافسة في جولتها الأولى يعد نجاحا بارزا، حيث لم يكن يفصله عن الحسم سوى نصف في المئة.

ويرى أن الدعاية التي قامت عليها حملة تحالف الأمة بالدعوة للتغيير لم تنجح في تحقيق أهدافها، حيث أجهض فوز تحالف الجمهور بأغلبية البرلمان مساعي تغيير نظام الحكم، لافتا في هذا السياق إلى أن حزب الشعب الجمهوري تراجع تأييده بين شرائح الناخبين، وإن زادت مقاعده لأن عددا منها لصالح مرشحي أحزاب أخرى.

ويرى طوسون أن هذه الانتخابات سيكون لها تأثيرات وتداعيات في السياسة الداخلية تمس قضايا متعددة، في مقدمتها الوضع الاقتصادي والمناطق المنكوبة بالزلزال والحرب ضد الإرهاب، وكذلك في السياسة الخارجية، والتي تعتمد في برنامج الرئيس أردوغان، مبدأ الاستقلالية وعدم التبعية لأي محور في المنطقة.

تصاعد تدريجي

في المقابل، ترى أيفر يازكان كوبال، مسؤولة المرأة في حزب الشعب الجمهوري بإسطنبول، أن نتائج الانتخابات تشير بوضوح إلى انخفاض في نتائج حزب العدالة والتنمية الموجود في السلطة منذ 20 عاما، بينما هناك تصاعد تدريجي في نتائج أحزاب المعارضة.

واعتبرت أن الجولة الأولى من الانتخابات لم تكن في مناخ عادل متكافئ، ومع ذلك نجح تحالف المعارضة في تحقيق نجاح كبير ربما لم تعكسه الأرقام، لكن سيظهر أثره على المدى الطويل.

وأرجعت القيادية في حزب الشعب الجمهوري، ارتفاع سقف المستهدفات المعلنة قبل الجولة الأولى، إلى الحماس العالي الذي كان يسيطر على أحزاب التحالف، معتبرة في ذات الوقت، أنه كان من الخطأ التركيز على الانتخابات الرئاسية على حساب الانتخابات البرلمانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!