ترك برس

أكّد الخبير والمحلل السياسي التركي محمد رقيب أوغلو، أن علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، تطورت إلى حقبة جديدة.

جاء ذلك في تحليل موسع نشره في مقع مركز سيتا التركي للدراسات والأبحاث حول الديناميات الأساسية للعلاقات التركية-الخليجية التي بدأت في نهاية عام 2020 وتطورت بسرعة إلى تطبيع وتعاون في الفترة الجارية، ومعنى التقارب مع الخليج بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، والمنطق الاستراتيجي للتقارب مع أنقرة في السياق الخليجي.

وأشار رقيب أوغلو إلى أن العلاقات بين تركيا ودول الخليج – باستثناء قطر والكويت – كانت على مسار وعر في السنوات الأخيرة.

وأوضح أن المعسكر الناجم عن الاختلافات الأيديولوجية خلال الثورات العربية أصبح نقطة تباعدت فيها الأولويات الاستراتيجية وتعمق فيها التنافس الجيوسياسي لفترة معينة من الزمن.

وتابع: "على وجه الخصوص، تم تسجيل علاقة مفتوحة من المنافسة والصراع مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأحيانا ضمنية، ولكن أكثر انفتاحا بعد حادثة خاشقجي.

ومع ذلك، فقد تغير هذا الوضع منذ نهاية عام 2020 وتحول بسرعة إلى علاقة تعاون متعددة الأطراف. وهذا التحول لا يعني أن هناك منظورا مشتركا بين تركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حول جميع المشاكل الإقليمية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن العملية التي تنفذ تحت اسم التطبيع تتطور إلى تعاون إقليمي ذي إمكانات عالية في سياق ديناميات اليوم".

وبحسب الكاتب التركي، فإن التطورات في السنوات الثلاث الماضية تكشف أن النظام الإقليمي في الشرق الأوسط قد تغير وأن الديناميكيات التي تشكل هذا النظام الإقليمي الجديد جعلت التقارب بين تركيا والخليج ممكنا.

لذلك، لا يمكن تفسير جولة الرئيس أردوغان الخليجية في قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على أسس اقتصادية بحتة.

صحيح أن التعاون الاقتصادي موضوع مهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أن اتجاها جيوسياسيا مشتركا قد ظهر بين هذه البلدان الأربعة، بما في ذلك أين ستتطور الديناميات الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط.

في الواقع، من الواضح أن المنافسة المستمرة مع الدول التي نفذت معها تركيا – بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية – عملية التطبيع، خاصة في قضايا مثل سوريا وليبيا واليمن ومصر، قد تركت مكانها للتعاون.

وبالمثل، في مجالات مثل الاقتصاد والدفاع، يمكن القول إن أنقرة زادت من سياسة التعامل مع العواصم الخليجية مثل أبو ظبي والرياض والدوحة، والتي استقبلها الخليج بشكل إيجابي. لذلك، وكما يتضح من الزيارات المتبادلة الأخيرة للرئيس أردوغان وقادة الخليج، نرى أنه تم التوصل إلى اتفاق مشترك من أجل تطوير وتعميق التعاون المتبادل في العلاقات التركية الخليجية.

وفي واقع الأمر، في حين أن عمليات التطبيع قد اعتمدت من قبل جميع الأطراف بالمعنى المؤسسي، فإن البيئة التنافسية تركت مكانها لجو التعاون.

ونتيجة لذلك، تطورت علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر إلى حقبة جديدة سيكون فيها المزيد من التعاون على جدول الأعمال وسيسودها جو إيجابي للغاية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!