ترك برس

تناول تقرير لشبكة الجزيرة القطرية أبرز المحطات في حياة مراد قوروم، مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى التي ستجري نهاية مارس/ آذار القادم.

وأكد التقرير أن قوروم سياسي ونائب برلماني تركي، ولد عام 1976، وشغل منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي بين العامين 2018 و2023، وبرز في مجال التطوير الحضري للمدن عبر إنشاء مساكن عصرية آمنة وصحية.

كما اشتهر قوروم - وفق التقرير - بقدرته على إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية واهتمامه بقضايا البيئة والمناخ. ورشح عن "تحالف الجمهور" لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المقررة في 31 مارس/آذار 2024.

المولد والنشأة

ولد مراد محمد قوروم يوم 7 مايو/أيار 1976 في منطقة "تشانكايا" بأنقرة. وتعود أصول والده محمد قوروم إلى مدينة قونية، وكان يعمل مهندسا مدنيا في وزارة الأشغال العامة والإسكان، أما والدته ساتي قوروم فهي ربة منزل من قرية "كزلجي حمام" القريبة من أنقرة.

عاش قوروم في عائلة هو الابن الأوسط والولد الوحيد فيها مع أختين ديليك وديديم، وقضى طفولته متنقلا بين عدة ولايات تركية نظرا لظروف عمل والده، من أنقرة إلى قونية ثم إلى ماردين ومنها إلى أنقرة مرة أخرى. وفي صباه انخرط في النشاط الرياضي، وكان يمارس كرة السلة ضمن فريق المدرسة.

تزوج عام 2000 من شنغول قوروم التي تصغره بسنة واحدة وتعمل في مجال التعليم، وأنجبا 3 أطفال: محمد وزينب وزهرة.

الدراسة والتكوين العلمي

درس قوروم الصف الأول في مدرسة "غازي" الابتدائية بقونية، ثم انتقل مع عائلته إلى ماردين، حيث درس الصفين التاليين في مدرسة "أتاتورك" الابتدائية، وعادت الأسرة بعد ذلك إلى أنقرة مرة أخرى، فدرس الصفين الرابع والخامس في مدرسة "سيران باغلاري" الابتدائية، ثم أكمل المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "معمار كمال" الثانوية بأنقرة.

التحق بجامعة "سلجوق" بقونية وانضم لكلية الهندسة بقسم الهندسة الغذائية، وبعد السنة الدراسية الأولى، أعاد التسجيل من جديد لينضم إلى قسم الهندسة المدنية بالجامعة ذاتها، وتخرج فيها عام 1999.

التحق بمعهد العلوم والتكنولوجيا بجامعة "أوكان"، حيث أكمل مرحلة الماجستير في مجال التحول الحضري عام 2017. وفي أطروحته تطرق إلى مشاكل مثل التحضر والإسكان والأحياء الفقيرة والهجرة والبنية التحتية، وقد أجرى أثناء ذلك دراسة جرد لأراضي إسطنبول بأكملها باستخدام نظام المعلومات الجغرافية.

المسار المهني

بدأ مساره المهني في مجال الهندسة المدنية عام 1999، وعمل على مدى سنوات في مجال الإنشاءات في العديد من مؤسسات القطاع الخاص في أنحاء شتى من تركيا، وقد تميز بدوره مديرا لموقع الإنشاء عقب زلزال "بنغول" عام 2003، حيث أكمل تشييد نحو 250 شقة، وسلمها في مدة لم تتجاوز 180 يوما.

وفي عام 2005 انضم إلى مؤسسة "إدارة تنمية الإسكان الجماعي" (توكي) التابعة لرئاسة الوزراء، وعمل خبيرا في القسم التنفيذي فيها بأنقرة، وفي عام 2006 أصبح مدير الفرع التنفيذي للمؤسسة في القسم الأوروبي من إسطنبول، وخلال فترة عمله تولى مسؤولية أكثر من 100 موقع بناء في إسطنبول، وكذلك أدار العمل في أكثر من 25 موقعا في ولايات أخرى.

وقد أثبت جدارته وتميزه في عمله، فقد عيّن عام 2009 مديرا عاما لشركة "إملاك كونت" التابعة لمؤسسة "توكي"، وعضو مجلس الإدارة فيها، وعمل على تطوير الشركة وتحقيق نمو كبير فيها، ونجح في تحويل الرؤية العامة للشركة نحو إنجاز مساكن آمنة وصحية وتوفير مساحات سكنية عصرية في إسطنبول.

وقد كان مجموع ما أنجزته شركة "إملاك كونت" لا يتعدى 25 ألف مسكن، فزاد عدد المساكن بعد توليه الإدارة إلى مئات الآلاف، كما جعل من الشركة علامة تجارية معروفة في إنشاء المساكن الفاخرة والمتوسطة. وتحت إدارته نفذ أكبر مشروعين في تاريخ الشركة، الأمر الذي جلب مليارات الدولارات من الخارج إلى اقتصاد البلاد.

وزير البيئة والتخطيط العمراني

كان النجاح الكبير الذي حققه قوروم في شركة "إملاك كونت" هو الطريق الذي أوصله إلى الوزارة، فقد استطاع كسب ثقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قام بتعيينه في أول حكومة للنظام الرئاسي عام 2018 وزيرا للبيئة والتخطيط العمراني.

حرص قوروم خلال فترته الوزارية على تطوير المدن، وركز على مفهوم التوسع الحضري الذي تصاحبه في الوقت نفسه المحافظة على سلامة البيئة، وسعى لحشد القوى لدعم التنمية الحضرية، فعمل على إنشاء 365 ألف وحدة إسكان، ونظم عبر مؤسسة "توكي" حملات إسكان جماعي لمساعدة المواطنين ذوي الدخل المنخفض على امتلاك منازل.

وقد جذب قوروم الانتباه بعمله الجاد في مواجهة الكوارث الطبيعية العديدة التي وقعت أثناء توليه وزارة البيئة، كالحرائق التي نشبت في مدينتي "مانافجات" و"مرمريس"، والفيضانات التي اجتاحت "بوزكورت" و"سينوب" و"غيرسون"، والزلازل التي ضربت "معمورة العزيز" و"ملاطية" و"إزمير"، حيث جهز ما يقارب 46 ألف مسكن مؤقت في تلك المناطق، وأشرف على إعادة إعمار المدن التي تضررت.

وعقب زلزال فبراير/شباط 2023، والذي دك العديد من الولايات التركية، أقام قوروم في المنطقة المنكوبة ما يقارب شهرين، وتحت قيادته تم إنشاء 180 ألف مسكن مؤقت بالتعاون مع مؤسسة توكي وشركة إملاك كونت.

وعمل قوروم على تقوية المباني، والتأكد من سلامة عشرات الآلاف من المساكن ضد مخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية، وخاصة في ولاية إسطنبول التي تنتظر زلزالا كبيرا بحسب التوقعات، وقاد حملة "النصف علينا" التي أعلن عنها الرئيس أردوغان، والتي تدعو لمشروع تحول عمراني في إسطنبول، تتكفل فيه الحكومة بنصف تكاليف إعادة بناء المباني القديمة.

وأولى قوروم كذلك اهتماما بالولايات الأخرى، وقام بجولات ميدانية وتفقدية بلغت نحو 450 زيارة إلى 81 مدينة. ورمم 45 ساحة في مدن مثل "بورصة" و"بالق أسير" و"قونية"، دون الإضرار بهويتها التاريخية والثقافية.

وفي مجال الحفاظ على البيئة، نشط في تحقيق مشروع "صفر نفايات" الذي قام تحت رعاية السيدة الأولى أمينة أردوغان، كما عمل على زيادة المساحات الخضراء في المدن وإنشاء الحدائق العامة، وبدأ العمل على إقامة 484 حديقة عامة، 39 منها في إسطنبول وحدها.

وخلال فترته الوزارية دخلت اتفاقية باريس للمناخ حيز التنفيذ في البلاد، وتم تغيير اسم الوزارة إلى "وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي". وعندما هدد التلوث الصمغي بحر مرمرة في يونيو/حزيران 2021، كان من أبرز الشخصيات التي شاركت في حملة التنظيف تحت عنوان "مرمرة لنا جميعا".

ولم يكن قوروم ضمن الحكومة التي شكلت عقب الانتخابات الرئاسية والنيابية التي جرت في مايو/أيار 2023، لكنه تمكن من الحصول على مقعد في تلك الانتخابات نائبا عن حزب "العدالة والتنمية" في ولاية إسطنبول، وأصبح رئيس لجنة البيئة في مجلس النواب.

مرشح بلدية إسطنبول

أعلن حزب العدالة والتنمية يوم 7 يناير/كانون الثاني 2024 أن مراد قوروم هو مرشح "تحالف الجمهور" لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية المقررة في مارس/آذار 2024.

وأعلن قوروم عن حملته الانتخابية تحت شعار "إعادة بناء إسطنبول" عبر فيديوهات معدة سلفا، بثها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان قد بدأ قبل ترشيحه رسميا بنشاطات منتظمة، التقى فيها بجمعيات البحر الأسود ومجموعات الشباب في المدينة وسائقي سيارات الأجرة والتجار، وزار المقاهي، كما كان على اتصال متكرر بغرفة إسطنبول التجارية، وألقى العديد من الخطابات حول التحول الحضري.

وقد عُرف قوروم ضمن دوائر حزب العدالة والتنمية بأنه سياسي يتمتع بمهارات تواصل مميزة، وقدرات عالية في وضع حلول للمشكلات، ويتميز بمعرفته الدقيقة للواقع العمراني والمشكلات القائمة في منطقة إسطنبول، وذلك من خلال خلفيته الأكاديمية وخبرته العملية الطويلة على أرض الواقع، ويتمتع إضافة إلى ذلك بالتزامه بالعمل الجاد والبعد عن الجدالات والمعارك السياسية.

المسؤوليات والمناصب

تبوأ مراد قوروم العديد من المناصب والمسؤوليات عبر مساره العملي والسياسي، أبرزها:

مدير القسم التنفيذي في مؤسسة "إدارة تنمية الإسكان الجماعي" فرع إسطنبول الأوروبية بين العامين 2006 و2009.

المدير العام لشركة "إملاك كونت" بين العامين 2009 و2018.

وزير "البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي" بين العامين 2018 و2023.

نائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية في الدورة الـ28 عام 2023.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!