ترك برس

ذكرت صحيفة تركية أن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، الأسبوع الفائت، أدت إلى ظهور محور جيوسياسي جديد في المنطقة، يضم دولاً عدة أبرزها تركيا، ومصر، والسعودية والإمارات.

صحيفة "أكشام"، أوضحت في تقريرها الذي حمل توقيع الكاتب إيراي غوتشلور، أن زيارة الرئيس التركي إلى مصر يوم 14 فبراير/شباط الجاري كانت لها معان تتجاوز تطبيع العلاقات بين البلدين ورفعها للمستوى المطلوب إلى إنشاء محور جيوسياسي جديد.

وأضافت أن المحور الجديد يضم تركيا، ومصر، وقطر، والسعودية والإمارات، وله أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط، إذ إنه ينطوي على تعاون وثيق وتضامن واسع النطاق.

مواجهة القوى الإمبريالية الغربية

ولفت غوتشلور إلى أن السبب الرئيس وراء هذا التضامن هو مواجهة رغبة القوى الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا، في تقسيم الشرق الأوسط إلى أجزاء أصغر وإضعافه، مضيفا أن الدول العربية أدركت ذلك جيدا وأدركت أن دورها قد حان.

وقال إن صادرات الدفاع التركية للسعودية لعام 2023 بلغت 5.5 مليارات دولار، وإن هذه مجرد بداية، وإن المزيد سيأتي. فعلى سبيل المثال، ستطلب السعودية من تركيا عددا كبيرا من المنتجات الدفاعية، وعلى رأسها دبابة ألطاي، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت".

وأضاف أنه في وقت لاحق، فتحت العلاقات المتطورة مع الإمارات المجال للتعاون بين البلدين في عديد من المجالات، وعلى رأسها الصناعات الدفاعية. وكانت الإمارات ثاني أكبر دولة تصدر إليها تركيا أسلحة بعد قطر في الفترة من 2018 إلى 2022.

تشكيل جديد للمنطقة

وتابع غوتشلور قائلا إن الحوار الذي تم تأسيسه مع مصر بعد 12 عاما من القطيعة مهد الطريق لنقل التشكيل الجيوسياسي في المنطقة إلى أبعاد أبعد. بالإضافة إلى تحديد هدف زيادة حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال هذه الزيارة، وستستمر المناقشات حول توفير عديد من أنظمة الأسلحة التي طلبتها مصر من تركيا، مثل السعودية.

وكما هو واضح، يقول غوتشلور، فإن الصناعات الدفاعية وأنظمة الدفاع أداة مهمة للغاية يمكن لتركيا استخدامها في تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة. ومن خلال ذلك، يمكن أن تسير السياسة على خطى سلمية وضد الإمبريالية في آن واحد.

ومع ذلك، فإن كون مصر وتركيا جارتين بحريتين أيضا يفتح المجال أمام تطوير علاقاتهما إلى أبعاد أخرى. وفي هذا السياق، من الممكن في المستقبل القريب إبرام اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين تركيا ومصر، كونهما أكبر دولتين تمتلكان جرفا قاريا.

وبالمثل، من المخطط أن تقوم مصر وتركيا بإجراء عمليات مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز في حقول الطاقة الموجودة داخل الجرف القاري المصري.

وقف وحشية إسرائيل

وأشار الكاتب إلى أن العمل المشترك مع الدول الموجودة على المحور الجيوسياسي الجديد، وخاصة مع مصر، اكتسب قوة أكبر لوقف وحشية إسرائيل في غزة، ومن خلال الدعم التركي لمصر، تقلص ضغط تل أبيب على القاهرة.

وختم التقرير بالقول: "هكذا تم فعليا وضع حد للسياسات اللاإنسانية لإسرائيل المتمثلة في ضم غزة والقضاء على الشعب الفلسطيني. وسنرى تأثير ذلك قريبا جدا".

العلاقات التركية المصرية 

وفي 14 فبراير/ شباط 2024، زار الرئيس أردوغان القاهرة تلبية لدعوة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك لتحسين مناخ العلاقات بين البلدين، في أول زيارة له منذ أن رفعت أنقرة والقاهرة مستوى العلاقات بينهما مجددا إلى مستوى السفراء.

يأتي ذلك بعد إعلان أنقرة والقاهرة في يوليو/ تموز 2023 إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، بعد قرابة عقد من الخلاف والمناوشات الإعلامية المتبادلة.

واستأنف زعيما البلدان التواصل خلال الأشهر الماضية، إذ تصافحا لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، ثم لقائهما على هامش اجتماع مجموعة العشرين في العاصمة الهندية، نيودلهي، في سبتمبر/ أيلول 2023، كما تواصلا في مرات عدة منها في فبراير/ شباط 2023، بعد زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا وأودى بعشرات الآلاف، ثم تباعا في تهنئة كلاهما بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

هذا وكانت آخر زيارة لأردوغان إلى مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، بعد زيارة مشابهة خلال سبتمبر/ أيلول 2011، وكان آنذاك رئيسًا للوزراء، حيث التقى في البلد العربي رئيسه السابق محمد مرسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!