ترك برس

اختضنت قمة البركة الأولى للتمويل الإسلامي المنعقدة في مدينة إسطنبول التركية جلسة نقاشية تحت عنوان "الاقتصاد الإسلامي عبر الزمن: التطورات التاريخية والواقع المعاصر للاقتصاد الإسلامي". 

وأقيمت الجلسة بإدارة د. حاتم الطاهر، مدير قطاع الخدمات المالية الإسلامية في مؤسسة ديلويت، حيث عبّر عن سعادته للمشاركة في قمة البركة الأولى في إسطنبول، بحسب منشور لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي عبر منصة إكس.

وفي ضوء اكتشاف تاريخ وتجارب الاقتصاد الإسلامي على مدى الألفية الماضية، وكيف شكلت المبادئ الإسلامية الممارسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، ناقش أ.د. أحمد فاروق أيسان، أستاذ التمويل والاقتصاد الإسلامي في كلية الدراسات الإسلامية ومنسق برامج الدكتوراه والماجستير في التمويل والاقتصاد الإسلامي في جامعة حمد بن خليفة موضوع "تجربة ألف عام من الاقتصاد الإسلامي: استكشاف التجارب التاريخية الشاملة".

وأوضح أيسان أن الاقتصاد الإسلامي شهد تطورًا على مدى الخمسين سنة الماضية، مؤكداً أن التحدي الرئيسي ليس قراءة التاريخ أو إعادة بناء التقاليد بل التحدي الرئيسي هو المستقبل.

وبالحديث عن تاريخ التمويل، ناقش د. جيم كوركوت، أستاذ مشارك في قسم الاقتصاد بجامعة أنقرة يلدريم بيازيت، الموضوع الثاني تحت عنوان الحلقة المفقودة: استكشاف تأثير المصارف الإسلامية العثمانية الملكية والدروس المستفادة من التمويل الحديث.

 

وسلط كوركوت الضوء على الدروس التي يمكن تطبيقها في المشهد المالي في الوقت الحالي، للتعلم من التاريخ والسماح له بتوجيه قراراتنا المستقبلية في عالم الأعمال المصرفية والاستثمارات.

كما أكد د. جيم أن جميع طرق وأساليب التمويل والاقتصاد الإسلامي تحترم الطبيعة البشرية والإنسانية، حيث أن الاستدامة تعد أحد المفاهيم الأساسية للتمويل الإسلامي.

 

من خلال الممارسات المستدامة والاستثمارات الاستراتيجية، تعمل منظمات الأوقاف والزكاة غير الحكومية على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو على المدى الطويل داخل المجتمعات. ومن خلال إعطاء الأولوية لرفاهية أفراد المجتمع الأكثر ضعفا، فإنهم يضمنون عدم تخلف أحد السعي لتحقيق الرخاء الاقتصادي. إن تأثير هذه المنظمات يتجاوز الدعم المالي، حيث يعزز الشعور بالتضامن وهو أمر ضروري لبناء مجتمع قوي وحيوي. في إطار ذلك ناقش أ.د. محمد بولوت، قسم الاقتصاد، الاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، الموضوع الثالث تحت عنوان تمكين المجتمعات: استكشاف المؤسسات الوقفية والزكوية غير الحكومية باعتبارها الركائز الأولى للدعم الاجتماعي في النظم الاقتصادية.

وشدد أ.د. محمد على أن الإسلام اقترح منظوراً عالمياً، مثل الطبيعة والإنسانية والشفافية، والتي ترتبط جميعها بالتنمية المستدامة، خاصة أن مؤسسات التمويل الاجتماعي الإسلامية تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق هذا النوع من التنمية بالإضافة إلى استخدام المؤسسات الإسلامية كالوقف والزكاة والتمويل الأصغر وغيرها من المؤسسات للحد من الفقر.

 

بينما يشهد التمويل الإسلامي توسعًا عالميًا، تناول د. يونس صوالحي، كبير باحثين الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية للتمويل الإسلامي (ISRA) ورئيس وحدة الخدمات المصرفية الإسلامية، الجامعة العالمية للتمويل الإسلامي (INCEIF)، ماليزيا، الموضوع الرابع تحت عنوان "التوسع والتطور العالمي للتمويل الإسلامي: الميزات الرئيسية والرؤى المكتسبة"، حيث عرض بعض المعلومات القيمة حول مسار نمو التمويل الإسلامي: من السوق المتخصصة إلى الصناعة العالمية.

وأشار إلى أن إجمالي أصول التمويل الإسلامي في عام 2022 وصل إلى 4.5 تريليون دولار أمريكي، كما سلط الضوء على دور التمويل الإسلامي في أهداف التنمية المستدامة مشيرًا أن أحد الاتجاهات الجديدة للاقتصاد الإسلامي هو أن التمويل الإسلامي يستفيد بشكل أكبر من صناعة التكنولوجيا المالية في محاولة للوصول إلى العالم رقمي.

وافتتحت قمة البركة الأولى للتمويل الإسلامي أعمالها بحضور رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وعدد كبير من المسؤولين والخبراء في مجال التمويل الإسلامي.

وتنعقد قمة البركة الأولى للتمويل الإسلامي تحت عنوان "الآفاق العالمية للاقتصاد الإسلامي: المقومات والاحتياجات". وتناقش الحلول والاستراتيجيات المُبتكرة والتي تتواكب مع النمو الاقتصادي في تركيا من خلال المبادئ الإسلامية.

وستثير القمة مناقشات ثرية بين الخبراء والأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال في تركيا، ومما لا شك فيه أن تأثير هذه القمة سيُمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا في العالم الغربي، باعتبار تركيا مركزًا للتمويل الإسلامي في المنطقة. وفق بيان نشره منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي.

وتنعقد القمة يومي الجمعة، 24 مايو في مسرح الأناضول، والسبت، 25 مايو في قاعة مرمرة  داخل مركز لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!