ترك برس

مع تبقّي ثمانية أيام فقط على انتهاء المهلة المحددة لدمج تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري، كشفت تقارير إعلامي تركية عن تطور لافت يتمثل في رسالة وجّهها زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المحظور عبد الله أوجلان إلى قائد قسد مظلوم عبدي، دعا فيها إلى تصفية العناصر غير السورية داخل التنظيم.

وبحسب معلومات نشرتها "صحيفة تركيا"، حذّر أوجلان في رسالته من تجاهل هذا الملف، مشددًا على أن إخراج العناصر الأجنبية يُعد شرطًا أساسيًا، لا سيما من وجهة نظر تركيا، لإنجاح مسار الدمج.

خط أحمر تركي

وتُعد عملية دمج تنظيم قسد، الذي يمثل الجناح السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيًا، إحدى القضايا الحساسة في إطار مساعي أنقرة لتحقيق هدفها المعلن بـ"تركيا خالية من الإرهاب". حسبما نقل موقع خبرلر.

وفي هذا السياق، تؤكد تركيا أن تطهير التنظيم من العناصر غير السورية يشكّل أحد خطوطها الحمراء.

ووفقًا لما أوردته "صحيفة تركيا"، تصرّ أنقرة بشكل خاص على إخراج العناصر ذات الأصول التركية والعراقية والإيرانية من قسد كشرط لا غنى عنه للمضي قدمًا في عملية الدمج.

أرقام ومعطيات

وبحسب معلومات شاركتها مصادر أمنية، يضم تنظيم قسد نحو 50 ألف عنصر، يشكّل غير السوريين منهم ما بين 8 آلاف و8,500 عنصر، معظمهم قدموا من شمال العراق وتركيا خلال السنوات الماضية.

توافق أنقرة ودمشق

وتشير المصادر إلى وجود توافق كامل بين أنقرة وإدارة دمشق بشأن استبعاد العناصر غير السورية من عملية دمج قسد في الجيش السوري.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أكد في تصريحات حديثة أن إخراج هذه العناصر، إلى جانب تفكيك جميع الهياكل التي تشكل تهديدًا لأمن تركيا، يُعد أمرًا لا يمكن التنازل عنه.

حُسم في إيمرالي

كما أفادت المعلومات بأن هذا الملف طُرح أيضًا خلال المفاوضات التي جرت في جزيرة إيمرالي التي تحتضن سجن أوجلان.

وخلال الاتصالات التي أجرتها وحدات الأمن مع عبد الله أوجلان، تم التأكيد على أن تصفية العناصر الأجنبية تمثل شرطًا غير قابل للنقاش بالنسبة لتركيا.

وفي هذا الإطار، يُقال إن أوجلان بعث برسالة إلى مظلوم عبدي (فرهاد عبدي شاهين)، شدد فيها على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإخراج العناصر غير السورية من التنظيم.

عتبة قانونية جديدة

وتشير التقديرات إلى أنه في حال أقدم قسد على خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، فإن تركيا قد تعتبر ذلك عتبة مهمة تفتح الباب أمام ترتيبات قانونية جديدة في إطار عملية "تركيا خالية من الإرهاب".

كما يُذكر أن عناصر التنظيم من أصول تركية قد يتمكنون من العودة إلى تركيا والاستفادة من الترتيبات القانونية المخطط لها في حال طلبوا الانسحاب.

العد التنازلي مستمر

من جهة أخرى، يُفترض أن تُستكمل عملية الدمج بموجب الاتفاق الموقع بين إدارة دمشق وقسد في 10 مارس، على أن تنتهي بحلول نهاية الشهر الجاري.

غير أن مصادر أمنية لا تستبعد تمديد المهلة في ظل الظروف الراهنة، مع ترجيح تحديد جدول زمني جديد يهدف إلى توضيح التفاصيل الفنية المرتبطة بانضمام عناصر قسد إلى الجيش السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!