ترك برس

تعيش تركيا –  و التي تحتل المرتبة السادسة بين دول العالم من حيث جذبها للسياح – ارتفاعا في عدد المرضى المقبلين إليها للعلاج. وبحسب تقرير "اتحاد وكالات السياحة في تركيا" فإن عدد المرضى الذين يفضلون تركيا للعلاج قد ارتفع إلى خمس أضعاف في الخمس سنوات الأخيرة ليصل إلى 583 ألف مريض ليصبح الدخل القادم من السياحة الطبية أكثر من 2.5 مليار دولار.

ويعود السبب في هذا الإقبال على هذا القطاع إلى كون الأسعار في تركيا أرخص من نظيرتها في أوروبا بنسبة 60 بالمئة. فمثلا تصل تكلفة عملية القلب في إسبانيا من 39 ألف إلى 43 ألف دولار، بينما تقدر تكاليف نفس العملية في تركيا بين 8.5 ألف إلى 21 ألف دولار. كذلك تقدر تكلفة عمليات زرع الشعر في أوروبا بـ 10 آلاف يورو بينما في تركيا تصل إلى ألفين و500 دولار.

وتجدر الإشارة إلى أنّه قد قدم من دول الخليج العربي أكثر من 76 ألف سائح قام من بينهم 35 ألف شخص بإجراء عملية زراعة الشعر في تركيا. وبالتالي أصبح قطاع السياحة الطبية من أهم المجالات على الأجندة التي تدخل بقوة في مشروع تقدم تركيا للعام 2023.

25 مليار دولار الدخل المتوقّع من هذا القطاع

يتوقع أن تجني تركيا – والتي تهدف إلى علاج أكثر من 2 مليون مريض بحلول العام 2023 – دخلا يقدر بـ25 مليون دولار. ولتحقيق ذلك فإن الإعدادات والتجهيزات في هذا القطاع مستمرة من حيث استقطاب المرضى ومن حيث تحسين البنى التحتية في المستشفيات التركية. من أجل ذلك خصصت وزارة الصحة التركية في عام 2014 ميزانية بمقدار 2 مليون ليرة تركية بهدف زيادة الطلب على قطاع السياحة الطبية و جعله منافسا لنظيراته في المنطقة .

يُذكر أن استقطاب إيران للمرضى من دول الجوار كالعراق وأذربيجان يشكل تنافسا مع نظيره التركي خصوصا بعد سقوط الحظر المفروض على الأولى. إيران - التي تحتل مكانتها في قطاع السياحة الطبية العالمية وتشتهر على وجه الخصوص في الجراحات التجميلية ونقل الأعضاء وعلم الأورام والسرطانات – يتوقع عمل مشاريع مشتركة بينها وبين تركيا في القطاعات المذكورة.

إيران، على رادار تركيا

يشير السيد أوغار أستون منسق مكتب خدمات المرضى الدوليين ومدير مكتب التسويق في جامعة ميديبول إلى أن الأعمال المشتركة بين البلدين في هذا القطاع قد أخذت سرعتها في التطبيق خصوصا بعد سقوط الحصار المفروض على إيران قائلا: "إن المشاورات والمفاوضات التي تتعلق بالتأمين الخاص والعام بين البلدين على وشك الانتهاء، إضافة إلى ذلك فإن الاتفاقيات التي تتعلق بالمستشفيات الخاصة وبالأخص المرضى الذين يعانون من الأورام والسرطانات ستفتح الأبواب أمامهم للاستفادة من البنية التحتية المتميزة والآمنة المتواجدة في نظيرتها التركية من أجل العلاج".

السياحة الطبية في تركيا أرخص بـ60 بالمئة من نظيرتها في أوروبا

تساهم أفضليّة التكلفة، إلى جانب الفرصة السياحية وكذلك البنية التحتية التكنولوجية المتطورة في إضافة المرضى الأجانب على أرقام الوافدين للاستفادة من هذا القطاع. خصوصا أن بعض العمليات التي تجرى في تركيا - والتي جعلت منها محطة للأعين – أرخص من تلك التي تجرى في أوروبا بنسبة 60 بالمئة فعلى سبيل المثال تصل تكلفة عمليات القلب في تركيا ما بين 8.5 إلى 21 ألف دولار بينما تصل في إسبانيا ما بين 39 إلى 43 آلاف دولار. وتصل تكلفة عملية زرع النخاع في ألمانيا إلى 29 ألف دولار بينما تجرى نفس العملية في تركيا بـ7 ألاف دولار.

أكثر من 35 ألف مواطن خليجي أجروا عملية زرع الشعر في تركيا

أصبحت تركيا محطة أنظار الكثيرين من المرضى ليس فقط لإجراء العمليات الجراحية بل أيضا لزارعة الشعر وعمليات التجميل أيضا. وبحسب أرقام منظمة السياحة العالمية فإن 188 ألفًا و950 شخص جاؤوا إلى تركيا من أجل إجراء عملية زراعة الشعر وشفط الدهون وعلاج السرطان.

تركيا، والتي تحتل مكانة مرموقة في عمليات زراعة الشعر- الدولة الثانية عالميا - يَفِدها إليها الآلاف من ألمانيا وهولندا وبريطانيا والنمسا من أجل إجراء هذه العملية. من بين 76 آلاف سائح خليجي 35 ألف منهم فضلوا القيام بهذه العملية في تركيا.

علاوة على هذه العملية فإن الخليجيين يتدفقون إلى تركيا لإجراء عمليات أخرى كثيرة أهمها قطاع سياحة المياه المعدنية وأطفال الأنابيب والأمراض النسائية والعظام والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل. تُعد العراق، ودبي، وتونس ومن بعدهن مصر وليبيا من أكثر الدول الوافدة إلى تركيا للعلاج والتي جعلت من الأخيرة محطة أنظار للدول العربية الأخرى في هذا المجال.

تركيا في المركز التاسع عالميا بأكثر من 200 ألف جراح

بحسب التقرير الصادر عن وزارة الصحة التركية فإن تركيا تحتل المركز التاسع من حيث وجود أكثر من 200 ألف جراح تجميلي على أراضيها. أغلب المرضى القادمين للعلاج في تركيا يفضلون شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس.

كما تُعد مدينة أنطاليا من أكثر المدن جاذبية للسياح في هذا المجال. ويبدأ الدخل الناتج من من السائح الواحد من ألفي دولار، بينما يصل هذا الرقم بفضل السياحة الطبية إلى متوسط 12 ألف دولار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!