ميديام يانيك - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

نحن مُقبلون على انتخابات جديدة ستعيش ثلاث ديناميكيات محتملة، الأولى هو انتهاء مباحثات السلام وما تبعها من تطورات على الساحة المحلية والإقليمية من محاربة الإرهاب والمواجهات المسلحة، الثانية هو احتمال تفرد حزب العدالة والتنمية في الحكم من جديد، والثالثة هو احتمالية حكومة ائتلافية بين الحزب الجمهوري والحزب القومي، ففي الانتخابات الماضية لم تكن هذه الاحتمالات على الطاولة كما هي اليوم.

في الديناميكية الأولى نرى ان المواجهة مع حزب العمال الكردستاني بعد اعلان الأخير انتهاء مباحثات السلام؛ تعتبر من اهم الديناميكيات التي ستؤثر على نسب الانتخابات المقبلة، فبعد ان كانت لعبة حزب العدالة والتنمية قريبة من الحزب القومي؛ وخسر من جراء ذلك أصوات كثيرة من الاكراد؛ قد تكون الحملة على الإرهاب دافع لإعادة تلك الأصوات الى حزب العدالة والتنمية وقد تزيد. يعتمد هذا الديناميك على متغيرات الساحة والتطورات اللحظية، وفيها لن يستفيد حزب الشعوب الديمقراطية الا إذا انسحب حزب العمال الكردستاني الى سوريا، فلو حصل هذا فان نسب الأصوات ستزيد؛ كما وإنها ستزيد للحزب في حال استقر في الاذهان ان تركيا تستهدف في حملتها الاكراد وليس الإرهاب كما تدعي. بينما نرى ان حزب العدالة والتنمية يستطيع الاستفادة في هذا المتغير إذا بقي حزب العمال الكردستاني في تركيا واستمر بأعماله الإرهابية. يعتمد هذا المتغير على كثير من العوامل الأخرى مثل المنتصر في تلك الأيام، وكيف تتعامل الأطراف في توجيه الاعين الى الأحداث في تلك اللحظات....

بعد الانتخابات الماضية التي كانت تتجه الآراء الى ان احتكار الحكم لحزب العدالة والتنمية يجب ان يتوقف، نرى اليوم ان الخيار والديناميكية تغيرت الى ان على المنتخب ان يختار بين حكومة بحزب واحد عبر العدالة والتنمية ام حكومة بتحالف بين الاحزام صعبة المنال؟ وهذه الديناميكية ستزيد من حظوظ حزب العدالة والتنمية؛ اذ ان كثير من الأصوات التي كانت تصوت للعدالة والتنمية صوتت في الانتخابات الأخيرة لغيره من باب مشاركة الحكومة وعدم احتكارها، فهؤلاء الناخبين سيعودون بالتأكيد لغلة حزب العدالة والتنمية.

اما الديناميكية الثالثة وهي حكومة ائتلافية بين الحزب القومي والحزب الجمهوري، فبعد الانتخابات الماضية أصبح كلا الحزبين أكثر حضورا واقناعا للناخب التركي، فكلا الحزبين بات اليوم يملك فرصة حقيقية في حكومة ائتلافية تجمع بينهما ان استطاعا ان يتوافقا.

ستتوجه الأحزاب الى الانتخابات القادمة باستراتيجية واضحة، فسيسعى حزب الشعوب الديمقراطية الى خطف المزيد من الأصوات الى صلاحه من حزب العدالة والتنمية، وكذلك فان الحزب القومي سيسعى الى استغلال الظروف وتوجيه رسائله من اجل زيادة غلته الانتخابية، بينما سيتوجه حزب العدالة والتنمية الى محاولة إعادة أصوات 9% التي فقدها او على الأقل 5% منها ليستطيع تشكيل حكومة بمفرده.

السؤال الأخير المتبقي هو هل ستتغير الأصوات والنسب عن الانتخابات الماضية؟ الجواب قد يكون نعم وقد يكون لا، ففي تركيا يتواجد نسبة 70% من الاصوات التي لا تغير حزبها البتة، بينما نرى ان 30% من الأصوات قابلة للتوجه الى أي اتجاه حسب الخطاب الإعلامي والأداء وغيرها من العوامل؛ وهو ما سيحسم نتيجة الانتخابات، ففي الانتخابات الأخيرة رئينا تغير أصوات بنسبة 10% بين الأحزاب الامر الذي أدى الى حصول النتائج الماضية، فهل ستبقى النسب كما في الانتخابات الماضية ام ستتغير؟ لا احد يعلم، لكن الأكيد ان ديناميكيات جديدة وقوية حصلت في الثلاث اشهر الماضية وقد يحصل غيرها الكثير مما قد يؤثر على راي الناخب ويغير موازين اللعبة.

عن الكاتب

ميديم يانك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس