نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

يختبئ وراء كل عملية عسكرية هدف سياسي. وهدف أميريكا النهائي من عمليتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية هو القضاء عليه. وتعمل أميريكا على اجتلاب حلفاء أقوياء من أجل هذا الغرض. فالجدالات في المحافل العسكرية والسياسية بين الحلفاء الوهميين لا تنتهي على الخطط الرامية لتحقيق الهدف النهائي.

لن نخوض في مقالنا هذا بالحديث عن الطرف أو الأطراف التي تقوم بالعملية بل سنركز على تأثير التطورات الأخيرة على تركيا. لا يمكن معرفة أبعاد التأثير الناتج عن التنظيمات التي لا تخضع لدولة والتي لها القدرة على النفوذ عبر الحدود مثل داعش. إن هوية من يقومون بالعملية، ماهية شخصية الدولة الإسلامية، الوضع الجغرافي وشكل العملية بالإضافة إلى عوامل غير مباشرة كلها ذات تأثير على تطور الأحداث.

في هذا الإطار ستبقى تركيا سواء كانت جزءاً من التحالف أم لم تكن، مضطرة لمقاومة نتائج هذه العمليات العسكرية.

بعض الاستفهامات... لدى تشكيل التحالف  

يشهد التاريخ تحالفاً غريباً من نوعه تشكل إيران، سوريا، إسرائيل، إنكلترا، فرنسا، ألمانيا، الأكراد والسعودية رغما عنها وأميريكا، صفاً واحداً في تحالف مفتعل ضد داعش.

تتحرك كل من الدول بناءاً على حسابات خاصة بها، لا يطول عمر التحالفات المبنية على المنافع الخاصة وربما يكون عمرها أقصر من عمر داعش. فمثلاً إيران تتنافس مع حلفائها الجدد من أجل القضايا الكبيرة.

ومن ناحية أخرى التنظيمات التي على شاكلة تنظيم الدولة الإسلامية قادرة على تحويل ضعفها إلى ميزة فهي تبني تحركاتها بدراية وعلم بتسرع وقلة صبر المتحالفين وهي تنظيمات مديدة العمر. وتستغل تنافسات ونزاعات المصالح في المنطقة لصالحها.

من المحتمل أننا سنشهد جدالات في كل مراحل العملية حول استراتيجية الدول المتحالفة وحول التعاون مع عناصر محلية وضعف الثقة المتبادل بينهم والشكل الجديد للتحالف.

من جهة أخرى تختلف التصورات العسكرية والسياسية لكل دولة في مرحلة ما بعد داعش، سيبدأ النقاش حول من وكيف سيملأ الفراغ الذي تتركه داعش وما هو الدور الذي سيؤديه من سيستلم زمام الأمور.

التحالفات وضعف الأيديلوجيا

أسوأ ما في التحالف هو أن أيديولوجيته  تعاني من انعدام النظرة الكلية، تتحرك داعش تحت غطاء سني متطرف وتجتذب اهتمام العالم بأيديولوجيتها، وتستخدم منطق إضعاف بنيتها لكي تخلق أيديولوجيا معاكسة. ربما يكون الاتفاق الشيعي المسيحي ضعفاً كبيراً من وجهة نظر داعش. ومن أجل تلافي ذلك قد يطلب من تركيا أن تلعب دوراً فعالاً في التحالف وهذا الوضع قد يستوجب اتخاذ قرارات جديدة.

كلما ركز التحالف على مشكلة داعش كلما دخل مستقبل المنطقة في ضبابية، ومن المؤكد أننا سندخل في مرحلة  جديدة سيدفع ثمنها باهظاً من لم يكن مستعداً وربما سيدفع ثمناً أقل من استعد وحضر نفسه لتلك المرحلة.     

تركيا والعملية ضد داعش

ستضطر تركيا لمواجهة مشاكل جديدة ومختلفة في المشهد السياسي الجديد في فترة العمليات العسكرية ضد داعش وما بعدها. ولهذه الفترة أهمية خاصة، فتركيا منكفئة على سياستها الداخلية وبنفس الوقت تستعد لإجراء انتخابات عامة بعد عشرة أشهر.

يمكن تصنيف التطورات المحتملة التي ستواجهها تركيا في هذا الصدد في أبعاد سياسية، أمنية، إنسانية واقتصادية.

 

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس