كاياهان أويغور - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش سوريا مذبحة وإبادة جماعية منذ أربعة سنوات، فحسب تقارير الأمم المتحدة بلغ عدد من قتلهم نظام الأسد ما يزيد عن 300 ألف شخص؛ الأمر الذي يدفع أهل سوريا إلى الهجرة، ورغم كل هذا نرى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها من الدول كإسرائيل ومصر والأردن وألمانيا وإيران تتمسك بحزب العمال الكردستاني، كما ورأيناهم يتمسكون بالأسد ويدعمونه مع أصحاب المذاهب المنافقة المختلفة في تركيا، فمن أجل ماذا؟

ولنفهم الوضع السوري اليوم يجب أن نعود بالذاكرة ونتذكر أحداث إعادة ضم هاتاي عام 1938 التي كانت ترزح تحت الاحتلال الفرنسي، الذي ترك مقاليد الحكم في سوريا بأيدي عائلية إسماعيلية نصيرية لا تزيد نسبتها من الشعب السوري على 4% تحكم أغلبية بنسبة 98% لعشرات السنين.

فكيف نجح الأسد بالبقاء على مقاليد الحكم رغم معارضة الأغلبية له؟ لقد كانت استراتيجية الأسد ابن الأقلية تدور بين "لا حرب ولا سلم" مع إسرائيل، وكان الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا تمنعان أي شيء قد يمس بهذه السياسة، وبعد التمرد والتحرك المسلح من المعارضين للأسد عام 2011 قامت أمريكا بتحطيم كل هذه المحاولات، كما قامت ألمانيا بدورها على أكمل وجه بمساعدة المملكة العربية السعودية التي تحارب الإخوان المسلمين في مصر وسوريا؛ فقطعت دعمها للمعارضة، وزادت السعودية من وتيرة عدائها عندما أقيمت حكومة مرسي وزادت بعض الأحزاب الفلسطينية قربها من إيران، فقامت كل من السعودية وألمانيا بإسقاط مرسي ودعم تقدم داعش، وبسبب هذا الخطأ قامت إيران بانتفاضتها وقامت تدعم الأسد بحجة مواجهة إرهاب داعش، ومن بدايات عام 2014 استطاعت المعارضة السورية تحقيق إنجازات حقيقية على نظام الأسد وداعش وإيران وحليف الأسد وحدات حماية الشعب الكردي؛ فحررت إدلب وبدأت تسير نحو اللاذقية، لتنتفض روسيا وتركض مسرعة من اجل انقاذ الأسد، وفي المقابل قامت أوروبا بتحويل مركز الأزمة السورية إلى قضية اللاجئين.

بتنا اليوم نرى إفلاس استراتيجية الغرب في مواجهة داعش وجعلها الأسد في المرتبة الثانية للمواجهة، وكان هذا الفشل بسبب كون الأسد هو سبب وجود داعش، كما أظهرت صحيفة النيويورك تايمز بأن أعداد المنتسبين إلى داعش قد تضاعفت، فمع استمرار الأسد كان البارحة تنظيم القاعدة واليوم تنظيم داعش وغدا سيكون غيره، بتنا نرى أن الحقيقة واضحة لن يستطيعوا إخفائها بعمليات الوعي والكلام الفارغ بمواجهة داعش.

لقد أظهرت أرقام منظمات حقوق الإنسان بأن جرائم الأسد حصدت ما يقارب 80% من الضحايا بين آب/ أغسطس 2014 وأغسطس عام 2015 بما يقدر بـ20 ألف و285 ألف، بينما كان نصيب داعش هو ألفان و393 شخص بنسبة 10%، وباعتبار الأرقام الماضية نعلم السبب الحقيقي لحرب التحالف الدولي على داعش، فهذه العقلية والنية في الاستراتيجية السيئة لن تصل لأي مكان، فكما نرى إن هذه العقلية تدفع الأسد إلى التحالف مع تنظيم إرهابي آخر وهو وحدات حماية الشعب التي تعتبر الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني وهي التي قتلت 247 شخص في العام الماضي في سوريا فقط، ففي الوقت الذي يرى فيه تحالف أمريكا أن استخدام هذ التنظيم الإرهابي ضرورة ملحة في مواجهة داعش؛ نرى روسيا وقد نزلت تقاتل على الأرض، فكما صرح بوتين وقال "إذا كان أصل الأزمة هو داعش وليس الأسد، فلا تبحثوا عن شخص يقود الحرب ما دمت موجودًا". كما نرى فإن كل الحقائق والدلائل تشير إلى أن أصل الأزمة هو الأسد وأن حلها يكون بإبعاده عن الساحة، وفي هذا يجب على الكل دعم المساعي التركية، وأتمنى أن تكون كلمة أوباما تصب في صلب هذه الحقيقة.

عن الكاتب

كاياهان أويغور

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس