جلال سلمي - خاص ترك برس

انطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطائرته الرئاسية من تركيا مُتجهًا إلى فرنسا وبلجيكا ومن ثم اليابان، وخلال زيارته التقى بالملك البلجيكي فيليب، لتُعتبر أول زيارة رسمية رفيعة المستوى بين الطرفين تتم بعد آخر زيارة تمت بين الدولة العثمانية وبلجيكا عام 1838.

وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر ببدء جولته الخارجية الجديدة من فرنسا ومنها إلى بلجيكا وبعدها انطلق لليابان وتخللت زيارته بالعديد من المواضيع المهمة والحساسة. بعد التقاء أردوغان بالمغتربين الأتراك في مهرجان ضخم تحت عنوان "مليون إنسان ضد الإرهاب" في مدينة ستراس بورج الفرنسية اتجه إلى بلجيكا ليلتقى بالملك البلجيكي فيليب ليحقق أول زيارة رسمية رفيعة المستوى بين الطرفين تتم بعد آخر زيارة تمت بين الدولة العثمانية وبلجيكا عام 1838.

وبعد الالتقاء بالملك البلجيكي التقى أردوغان برئيس البرلمان الأوروبي مارتين ستولتز ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس هيئة الاتحاد الأوروبي جين كلود جونكار وأكد الكثير من الصحفيين بأن الموضوع الرئيس الذي سيطر على لقاءات أردوغان مع رؤوساء الهيئات الأساسية للاتحاد الأوروبي هو موضوع اللاجئين.

وحسب جريدة حرييت التركية، في تقريرها الخاص بالزيارة تحت عنوان "زيارة أردوغان للاتحاد الأوروبي والأزمة السورية"، هناك مواضيع فرعية أخرى تناولتها زيارة أردوغان ولقاءه لهذه الشخصيات الرفيعة مثل عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بشكل كامل ودعى أردوغان مسؤولي الاتحاد الأوروبي تسريع عملية تفاوض تركيا والاتحاد الأوروبي بما يخص فصول التطور المتنوعة وكما تناول أردوغان موضوع إعادة خطوط التجارة الحيوية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى مسارها بعد أن تعطلت الفترة الأخيرة.

ويعقب الباحث السياسي أردال شفق على زيارة أردوغان الأخيرة  للاتحاد الأوروبي، في مقالة سياسة له بعنوان "الآن عرف الاتحاد الأوروبي أهمية تركيا وتطورها" نُشرت في جريدة صباح التركية بتاريخ 8 أكتوبر، بالقول "أنا من الصحفيين المرافقين لزيارة الرئيس أردوغان لأوروبا، بعد لقاؤنا بالملك البلجيكي فيليب التقينا برئيس هيئة الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر الذي أكد على أهمية تسريع عملية المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا الكامل للاتحاد الأوروبي وبين أهمية تركيا في الانضمام الاتحادي الأوروبي حيث تمثل هيكل سياسي واقتصادي وثقافي قوي يقدم للاتحاد الأوروبي الكثير من المميزات".

ويضيف شفق "ليس يونكر فقط هو من يؤكد على أهمية تركيا بل أيضًا توسك وسكولتز يؤكدون وبشدة على أهمية تركيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي خاصة بعد تفاقم أزمة اللاجئين التي لم يعد الاتحاد الأوروبي على استيعابها، ولا بد للاتحاد الأوروبي من زيادة تقربه ودعمه لتركيا لإيجاد حلول مناسبة لهذه الأزمة".

ويشير شفق إلى أن "الرئيس التركي التقى بالرئيس البلجيكي كارلس مايكل واتفق الطرفان على زيادة التعاون بما يخص أزمة اللاجئين وتعهد مايكل بزيادة دعم بلجيكا الخاص لتركيا لتصبح أكثر قدرة على استيعاب اللاجئين وكما وقع الطرفان اتفاقية تجارية متبادلة بقيمة 4 مليار دولة".

وحسب ما أوردته جريدة أقشام، في تقرير صحفي لها بعنوان "أردوغان في أوروبا"، فإن جميع المسؤولين الأوروبيين أصبحوا على ثقة تامة بأن تركيا تُمثل جزءًا مهمًا جدًا من الدول الفعالة في حل أزمة الإرهاب واللاجئين وإن الاتحاد الأوروبي في ظل هذه الأزمات المتفاقمة أصبح بحاجة شديدة لتركيا التي تمثل له أهمية جادة في محاربة الإرهاب وحل أزمة اللاجئين لا سيما بأن تركيا تمثل بوابته على الشرق الأوسط وجذبها لطرفه من مصلحته الاستراتيجية في ظل المخاطر العالمية العديدة.

وأوردت جريدة أقشام أيضًا بأن "بلجيكا وعددًا من الدول الأوروبية يدعمون خطة تركيا الخاصة بأزمة اللاجئين السوريين، خطة بناء منطقة أمنية عازلة، ويرون بأنها من أفضل الخطط التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع من أجل تحجيم أزمة الاجئين والسيطرة عليها وجعل اللاجئين السوريين للاجئين على تراب أوطانهم حتى يتمسكوا أكثر ببلادهم ولا يشكلوا عبئًا على دول أخرى، خاصة الدول الأوروبية التي ترى من نفسها غير مستعدة لهذه الأعداد الهائلة من اللاجئين الوافدين إليها من كل حدب وصوب.

ويرى الكثير من الباحثين والخبراء السياسيين بأن تغير السياسية الأوروبية تجاه تركيا من دولة مقصية إلى حاضنة جاءت في خضم أزمة اللاجئين الضخمة التي أثرت على الاتحاد الأوروبي ودوله وأصبح الاتحاد الأوروبي بكافة مسؤوليه يرى بأن تركيا لها أهمية كبيرة في حل أزمة اللاجئين من خلال إبقائهم على الأراضي التركية أو من خلال إنشاء المنطقة الأمنية العازلة في الأراضي السورية لتجنيب الاتحاد الأوروبي من عواقب هذه الأزمة التي يمكن أن تكون وخيمة بالنسبة له.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!