جلال سلمي ـ خاص ترك برس

أشار الباحث السياسي التركي علي بيرام أوغلو، في أحد مقالاته السياسية، إلى أنه كان هناك جار واحد لتركيا في الجنوب الشرقي وهي؛ سوريا وكان لها عدو إرهابي واحد وهو؛ حزب العمال الكردستاني ولكن الآن أصبح لها جارتان جديدتين إلى جانب سوريا وهما؛ الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا وأصبح لها عدو إرهابي جديد هو؛ حزب الاتحاد الديمقراطي وبذلك تصبح مُعادلة العدوان الخماسي على تركيا قد اكتملت.

تعقدت الحالة السورية بعد تدخل روسيا العسكري المباشر بها وأُصيفت إلى التحديات التي تواجه تركيا المزيد من التحديات الأكثر تعقيدًا أمام خططها وسياستها الخاصة بالحالة السورية، حيث يشير الكثير من الخبراء السياسيين بأن تركيا كانت تسعى إلى القضاء على حزب العمال  الكردستاني عسكريًا والقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي وتقويض خططه الانفصالية من خلال الانضمام إلى التحالف الدولي والضغط على الولايات المُتحدة الأمريكية للقبول بالخطط التركية من خلال الضغط عليها عسكريًا باستخدام ورقة "قاعدة إنجيرليك العسكرية" وفي حين قبلت الولايات المُتحدة الأمريكية بخطط تركيا فإن نظام الأسد كان سيكون بائد وبهذا الشكل كانت تركيا تفكر في القضاء على العداون العسكري السياسي الرباعي المُضاد لها ولخططها.

ولكن يعقب الباحث السياسي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" برهان الدين دوران على موضوع التدخل الروسي، في مقال سياسي له بعنوان "التطورات الغائبة عن تركيا في سوريا" نُشرت في جريدة صباح التركية بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر 2015، بالقول إن "جميع خطط تركيا الرامية إلى استيعاب العدوان الرباعي أصبحت في مهب الريح بعد تدخل الدب الروسي عسكريا ً في اللعبة الأمر الذي جعل العدوان خماسي وصعب على تركيا قواعد اللعبة".

ويُشير دوران إلى أن "ما زاد الطين بلة هو قيام الولايات الأمريكية المُتحدة بقطع آمالها من برنامج تعليم وتدريب قوى المعارضة السورية وترجيحها لقضية دعم حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" كأكثر الأحزاب العملية والقوية الجديرة بمحاربة داعش والقضاء عليها؛ وتعد هذه التطورات من أخطر التطورات الجارية في سوريا والتي تؤثر على تركيا بشكل مباشر واستراتيجي وتعمل على عزلها عن الساحة السورية، ومع قصف روسيا لقوات المعارضة المعتدلة التي تعتمد عليها تركيا بشكل مباشر لتنفيذ خططها في سوريا أصبحت تركيا في تحدي كبير ومعقد".

ويبين الباحث السياسي علي بيرام أوغلو، في مقال سياسي له بعنوان "حزب العمال الكردستاني وروسيا" نُشر بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة يني شفق التركية، أن "دعم روسيا لحزب العمال الكردستاني بشكل مباشر وغير مباشر وخاصة من قبل حليفتها الأساسية في المنطقة إيران التي رفعت علمها على جبل قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني، بكل وضوح وتحدي بتاريخ  27 آب/ أغسطس 2015 سيفسد جميع خطط تركيا التي كانت تنوي من تركيا من خلالها استيعاب جميع عناصر اللعبة السورية وأصبحت تركيا إلى خطط أكثر حزمًا وجديةً لاستيعاب العدوان الروسي الجديد وتقويضه".

وكما يضيف بدوره الباحث السياسي علي أوزجان، في مقال تحليلي له بعنوان "الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني ونظام بشار الأسد بجانب تركيا" نُشر في جريدة ميلييت بتاريخ 8 أكتوبر 2015،  بأن "روسيا بعد تدخلها برًا وجوًا أثبتت بأنها الأكثر جرأة في التحرك والتدخل وإدارة اللعبة السورية بين العناصر الأخرى التي تحاول إدارة اللعبة السياسية في سوريا بناءًا على خططها، يبدو بأن تركيا الآن تحتاج إلى تغيير جذري وتام لخططها من أجل مواجهة الهجمة الروسية البرية والجوية".

ويبين أوزجان بأنه "كان هناك فرصة جيدة جدًا ومتاحة لتركيا في تعجيل حركة الثوار السوريين الذين كانوا على  قلب رجل واحد في بادئ الأمر وفي الشهور الأولى لإنطلاق الثورة السورية، ولكن مماطلة تركيا وانتظارها إلى دعم دولي جعلها الأن تواجه بدلًا من العدوالواحد أكثر من عدو ولكل منهم خطة ونهج مختلف الأمر الذي يُصعب الأمر، للأسف لا يوجد في السياسة مصطلح "لو" ولكن دائمًا يوجد البدائل في علم السياسة وعالمه الذي يوصف بأنه علم إيجاد الحلول المتنوعة لجميع الحالات، نتنظر من فلاسفة ومهندسي السياسة التركية إيجاد حل وخطط سريعة للخطط التي كانت تسير عليها تركيا في السابق".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!