جلال سلمي - خاص ترك برس

"هذا الانفجار هو الأقسى في تاريخ أنقرة التي لم تشهد له مثيلًا منذ أن أصبحت عاصمة بعد عام 1923".

استيقظ سكان أنقرة أول البارحة، 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، على غير عادتهم التي تعودوا عليها، فمنذ أن أصبحت أنقرة عاصمة لجمهورية تركيا في عام 1923 وإلى اليوم لم توثق المصادر التاريخية والأرشيفية وقوع انفجار قوي بهذا الحجم في العاصمة التركية.

وأكد وزيرا الداخلية والصحة التركيين سلامي ألتين أوك ومحمد مؤذن أوغلو، في مؤتمر صحفي قاما به بشكل مشترك، بالتأكيد على أن هذا الانفجار هو الأقسى في تاريخ أنقرة التي لم تشهد له مثيل منذ أن أصبحت عاصمة للجمهورية التركية بعد عام 1923.

وبدأت العديد من الجهات السياسية التركية بتبادل الاتهامات بما يخص موضوع "من يقف وراء هذا الهجوم؟" و"ما الهدف منه؟" خاصة في ظل الاستعداد للانتخابات البرلمانية المُزمع إجراؤها في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر أي بعد أقل من عشرين يوم.

وتوجهت أصابع اتهامات كُتاب حزب العدالة والتنمية السياسيين والمقاربين له إلى حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وحزب أو جبهة الخلاص الشعبية الثورية الإرهابيين والذين لهم ضلوع عدة في العمليات الإرهابية المتعددة والمتنوعة في تركيا بشكل عام.

ويرى كُتاب حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم الباحث السياسي محمد بارلاص، في مقال سياسي له بعنوان "القرار الانتخابي غير مُرتبط بالانفجارات الإرهابية بل مُرتبط بالناخب الذكي" نُشر في جريدة صباح بتاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بأن "نفس هذا الانفجار حدث في مدينة دياربكر قبل انتخابات 7 حزيران/ يونيو بأسبوع ووجهت جميع الاتهامات، في ذلك الحين، إلى حزب العدالة والتنمية وصِيغت اللعبة الإعلامية بشكل واسع وضخم وبالفعل قام الكثير من الناخبين بالاقتناع بأن حزب العدالة والتنمية ينتقم لنفسه من الناخبين الذين تركوه واتجهوا إلى حزب الشعوب الديمقراطي بعد قيامه بتقديم العديد من الخدمات التنموية لهم وتم صياغة دعاية سياسية إعلامية سوداء بهذا الشكل ضد حزب العدالة والتنمية".

ويُضيف بارلاص بأن "هذا الانفجار يُقصد منه الحصول على نفس الهدف وهو تشويه صورة حزب العدالة والتنمية إعلاميًا ومحاولة إقناع العديد من المواطنين بأن حزب العدالة والتنمية هو من قام بذلك، ولكن في رأيي هذا الانفجار لن يحقق منال من قام به وهو ذلك الذي قام بانفجار ديار بكر قبل عدة شهور".

ويُرجع بارلاص عدم إمكانية تحقيق هذا الانفجار لأهدافه كما حدث في الانفجار السابق إلى عدة أسباب أهمها؛ صعوبة إقناع العامة بأن حزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم، يستهدف المعارضين له في عقر العاصمة التركية! كيف سيقتنع المواطنون بأن حزب العدالة والتنمية ساذج إلى هذا الحد، بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو أصبح الناخب على قناعة تامة بأن حزب العدالة والتنمية اسمه مرتبط بالأمن والاستقرار وبعد حصول حزب العدالة والتنمية على هذه القناعة كيف سيقوم بإضاعتها؟، الانفجار استهدف يساريين يدعون إلى السلام أي يعارضون سياسة حزب العمال الكردستاني الشيوعي الإرهابي وذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطي وهذا يوضح مدى إمكانية وقوف حزب العمال الكردستاني خلف هذا الانفجار.

وكما أوضح المرشح الكردي عن حزب العدالة والتنمية في مدينة ماردين الواقعة جنوب شرقي تركيا أورهان مير أوغلو، في لقاء صحفي له مع جريدة صباح التركية بتاريخ 10 أكتوبر 2015، بأن "الانفجار الذي حدث اليوم هو نسخة من انفجار دياربكر الذي استثمره حزب الشعوب الديمقراطي لدعوة المواطنين الأكراد للتظاهر ورفض حالة عدم الاستقرار الذي يعيشون بها وبالتالي  استثمار حزب الشعوب الديمقراطي لهذه الحالة وإظهار نفسه بصورة  المُدافع الأول عن هؤلاء المواطنين المُنتهك حقهم في الأمن والسلام، واليوم يهدف حزب الشعوب الديمقراطي وحشايته الإعلامية من وكالة دوغان اليسارية وغيرها إلى تطبيق نفس الحدث الماضي وتصوير حزب الشعوب الديمقراطي على أنه الحزب الوحيد المُدافع عن المظلومين والمضطهدين بشكل مباشر من قبل الحزب الحاكم في تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!