أفق أولوطاش - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تعتصر قلوبنا ألما على ضحايا الانفجار الدموي الذي حصل في أنقرة، وكل صاحب عقل وقلب، وكل من يملك ذرة من الإنسانية ستكون ردود فعله وشعوره كذلك، لكن استغلال البعض لهذا الحدث المأساوي وتوظيفه من أجل تحقيق مكاسب سياسية هو أمرٌ لا يمكن السكوت عليه، لهذا أردت الحديث عن هذا الأمر الهام في هذه المقالة، والتي كان من المفترض أن أكتب فيها عن إدانة وتحليل هذا التفجير الانتحاري.

تتوحد كل الدول في أوساطها الداخلية في وجه مثل هذه الهجمات الإرهابية، وقد اتحدت جميع الأطراف التركية في وجه العمل الإرهابي الأخير، إلا أنّ الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني غرّد وحيدا، ويريد مجددا استغلال مثل هذه الأحداث لتوظيفها سياسيا من أجل كسب المزيد من الأصوات، وهو يثبت في كل مرة أنّ سياسته مبنية في الأساس على الأعمال الإرهابية ويتغذى منها.

يدرك الشعب التركي بجميع أطيافه أنّ حصول أي انفجار في أي مكان داخل تركيا، تتجه فيه أصابع الاتهام فورا نحو حزب العمال الكردستاني أولا، لما يحمل من تاريخ أسود في هذا الجانب، وأصبح جناحه السياسي الذي يمثله يتهم اليوم الأحزاب الأخرى بالوقوف خلف مثل هذه الأعمال الإرهابية. كيف بإمكانهم اتهام الدولة التركية بأنها تقف خلف هذا الهجوم وحزب العمال الكردستاني مشهود له بأنه يفجر الجنازات التي كانت تنطلق لدفن رجال الشرطة والجنود الأتراك؟

كما ويؤمن معظم الشعب التركي بأنّ حزب العمال الكردستاني على استعداد للتضحية بمؤيديه أيضا من أجل تحقيق أي مكاسب يراها ضرورية له، أليست مشاهد التفجيرات الانتحارية للحزب جزء من هذا المبدأ؟ ما هي المنظمات الإرهابية التي من الممكن أن تقف خلف هذا الهجوم؟ حزب العمال الكردستاني، جبهة حزب التحرر الشعبي الثوري المتطرفة، داعش، شبيحة الأسد، الحزب الشيوعي المراكسي اللينيني (MLKP)، لا تدعوا هذه الأسماء تخدعكم، لأنها كلها تشترك في العديد من الصفات الإرهابية.

وتدرك أكثرية الشعب التركي أيضا أنّ حزب العمال الكردستاني مستعد للتعاون مع كل قوى الشر التي تعادي تركيا، سواء من المنطقة مثل إيران ونظام الأسد وداعش، أو من القوى العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وجماعة فتح الله غولن وغيرهم، وهذا التعاون بينهم أصلا مستمر ويستمر حتى الآن، ولذلك عليهم أن يدركوا أولا قبل اتهام الناس، بموقعهم الحقيقي أمام الشعب التركي الذي ينظر إليهم دوما بنظرة المجرم والمتهم.

لنفترض أنّ حزب العمال الكردستاني لم يقم بهذا العمل، و أن يكون الفاعل من جبهة التحرر الشعبي الثوري المتطرفة أو الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني أو شبيحة الأسد، هؤلاء جميعهم يتعاونون بصورة لم يسبق لها مثيل مع حزب العمال الكردستاني، وبالتالي لا يمكن إخراج العمال الكردستاني من دائرة الاتهام.

ماذا لو كانت داعش تقف خلف الهجوم؟ هذا أمر وارد، لكن هذا الأمر يتطلب منا الحصول على إجابة لسؤال أهم، وهو ما طرحناه أيضا في أحداث كوباني وتل أبيض وسوروج، وهو "لماذا تريد داعش تقوية حزب العمال الكردستاني وإكساب الجناح السياسي له المزيد من الأصوات في الانتخابات كما حدث في تفجير سوروج قبيل انتخابات 7 حزيران/ يونيو؟".

ألم تصبح تركيا العدو المشترك بالنسبة لداعش ولحزب العمال الكردستاني؟ وهل العداوة النظرية بين التنظيمين الأخريين يعني أنه لا يوجد تعاون مشترك بينهما؟ وهل مَن يقف خلف التنظيمين هما  نفس القوى؟

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس