ندرت أرسنال – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

مع الانفجارين مقابل محطة قطارات أنقرة يحدث التالي في المنطقة:

تعرضت قافلة زعيم داعش المتهم بإعطائه الأمر لاعتداء أنقرة  والمتجهة لاجتماع مع قادة بارزين في الحركة على الحدود السورية لهجمة من قبل قوات التحالف في العراق، رغم أن عاقبة البغدادي نفسه ما تزال مجهولة إلا أن الاجتماع أُلغي.

***

حركة جوران والتي تحتل خمسة مقاعد في مجلس حكومة إقليم كوردستان العراق وبتعاونها مع حزب العمال الكردستاني تكون قد رضيت بالعنف. ادعاءات أن إيران تقف خلف تحالف "لن نجعلك رئيسا"  المناهض للبرزاني.

***

في موسكو، أُلقي القبض على عشرة أشخاص خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية كانوا يحملون متفجرات مشابهة لتلك التي استخدمت في اعتداء أنقرة. يقال أن روسيا وفي حربها ضد تنظيم داعش تشن حملة لمنع الانفلات في ساحتها الخلفية ويدعي أنها تشتري الإرهابيين في سوريا. (تشير تحليلات إلى أن روسيا تعبث بعصاها في جرن النحل حيث تشير التقديرات إلى أن 2400 - 7000 مقاتل بين صفوف تنظيم الدولة هم من أصول روسية).

***  

وفي المملكة العربية السعودية هناك ادعاءات أن محاولة انقلاب في القصر قد حدثت وأن الملك المسموم قد نقل إلى المستشفى ليتولى إدارة البلاد الأمير ولي العهد. بغض النظر عن صحة الخبر أو عدمه فإن ما حدث في الرياض وأنقرة حدث بشكل مزامن، الأمر الذي أشارت اليه أخبار "ديبكا فايل" المعروفة بنشرها تسريبات عن الموساد الإسرائيلي.

***

مثل هذه التطورات العجيبة "والأدق من ميزان الصائغ" عايشناها قبل اعتداء أنقرة؛ فمن إيران جاء تصريح سكرتير لجنة البرلمان الإيراني لوكالة إخبارية أذربيجانية بأن "روسيا لم تشكل في أي زمان شريك يمكن الثقة به" ليظهر على السطح بعد ذلك التنافس بين الدولتين في موضوع "الطاقة".

***

"لا نعرف القاتل الذي ضغط على الزناد"

فيما تلى انفجاري أنقرة لعل من التصريحات التي تستحق النظر ما قاله وزير الاتحاد الأوروبي بروفسور دكتور "بريل ديدي أوغلو":  "من خلال تجربتي المهنية يمكنني القول إن التخطيط للاعتداء قد شاركت فيه دول أخرى، عند النظر إلى ظروف الحادث أظنه لا يتناسب مع المنطقة، وكأن من قام بالتخطيط له ليس من المنطقة، إن من غير الممكن أن أشير إلى الجاني بأصبعي، لكنّي أظن أن أصابع دول أخرى موجودة  فيما حدث".

***

كنا قد كتبنا "تغير النظارة أو الزاوية لم يعد كافيًا، يجب أن نبدل العيون".

***

في نيويورك وبتاريخ  29 أيلول/ سبتمبر وخلال اجتماع الأمم المتحدة وعلى مرأى العالم أجمع، التقى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما مع نظيرة الروسي؛ تحدثا، اتفقا ورتبا الأمور.

***

بعد هذا الاجتماع مباشرة وبشكل غير متوقع من البيروقراطية الأمريكية العليا وبطريقة تلفت الأنظار قام  مسؤول الملف الروسي في  وزارة الدفاع الامريكي البنتاغون بالاستقالة.

الدكتور أفليان فركاس، تولى  الملف الأوكراني والروسي بجانب ملف دول آسيوية  وأوروبية أُخرى؛ ولمدة خمس سنوات تمثل نقطة غليان في الحرب الباردة  تولى فراكس الملف الروسي وعالج الأمور بنشاط ، وتعامل مع العلاقات الروسية - الأمريكية بطريقة "تفاقم المشكلة سبيل إلى الحل". يبدو أن ذهاب فراكس في هذه الفترة يعول عليه لتحسن هذه العلاقات. خصوصا أن فراكس تماما كنظيرته في الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند"  يرى أن روسيا هي العدو الجيوسياسي الأكثر أهمية للولايات المتحدة وحسب البعض فإن كلاهما "مؤيد للحرب". وإن من الاهمية أن نفهم لماذا يدعو كلاهما للتسلح بوجه روسيا وما الذي عارضه فراكس ودفعه إلى الاستقالة...

اليوم تنتظر كل من روسيا والولايات المتحدة نتائج عملية من المتاجرة بسوريا وأوكرانيا. اليوم تقف الولايات المتحدة بجانب روسيا وعلى مقربة من كييف ودمشق تنظر إلى أين ستأول الأمور (ملحوظة في المخاطرة: إذا فشلت روسيا في سوريا وفشلت الولايات المتحدة في العراق أو بمعنى آخر استطاعت داعش أن تقف وتبقى على أرجلها عندها ستكون شمال القوقاز، منطقة فولكا إضافة إلى آسيا الوسطى ستكون ساحة لحرب البقاء وإثبات الوجود).

قد قلنا إن لقاء نيويورك بين بوتين وأوباما يشكل لحظة مهمة لاتفاقهما فكما نجد اختلاف في معالجة خطابات أوباما للشأن السوري نسمع  كذلك قول أوباما أنه يؤمن لنظيره بوتين (الأمر الذي تدعمه دول أوروبا  الرئيسية ويمكن النظر لزيارة ميركل من هذا المنطلق).

عند هذه النقطة بالضبط  حصلت انفجارات أنقرة. أضف لذلك تعرض السفارة الروسية في دمشق لقصف صاروخي، حيث علق وزير الخارجية الروسي لافروف قائلا: "عمل إرهابي يهدف لإخافة المؤيدين لمكافحة الإرهاب".

ثم أتبعه بتصريح آخر قال فيه إن "قسمًا من السلاح الذي أرسلته الولايات المتحدة الامريكية لمساندة قوى المعارضة قد وصل لأيدي الإرهابيين".

***

نعرف أن بداخل واشنطن هناك واشنطن أُخرى سكانها غير مسرورين لمجرى الحياة، هناك حيث إدارة أوباما تقبع تحت ضغوطات "الشراكة الروسية" وهذه الضغوطات التي  تتغذى بدورها على "النظام  المؤسساتي" تمثل واحدًا من أوضاع قليلة تشكل خطورة حقيقية على الولايات المتحدة.

الآن وبمثل هذه الأوضاع يمكننا أن ننظرمن هو المسؤول الحقيقي عن تفجيرات أنقرة، التصوير التجسيمي (هليوغراف) لواشنطن – مؤقتا- يبدو خارجًا عن المألوف برغم ذلك تبقى واشنطن مشتبهًا به رئيسيًا فيما حصل.

يمكن القول إن استحضار واشنطن يبدو خارج عن المألوف مؤقتا برغم ذلك تبقى واشنطن مشتبه به رئيس فيما حصل. الوزيرة "ديدي أوغلو" محقة بقولها: "لا يمكنني أن أشير إلى الجاني بإصبعي"، إذ كيف يمكن أن تشير إلى هليوغراف عاصمة!

عن الكاتب

ندرت أرسنال

صحفي وكاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس