ترك برس

أعلن أردوغان أنه سيستخدم البناء الجديد الذي لا يزال قيد الإعمار في مزرعة غابات أتاتورك في أنقرة مقرّاً للرئاسة، في تغيير هو الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية منذ أن أسست قبل 91 عاماً. فقد أقام روؤساء تركيا الـ11 في قصر تشانكايا الذي سيستعمله للمرة الأولى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وطاقمه من الوزراء بدل رئيس الجمهورية.

بدأ استعمال قصر تشانكايا منذ تأسست الجمهورية في عام 1921. ففي أحد جولاته، رأى أتاتورك بيتاً مكوناً من طابقين بداخل كرم فحاز على إعجابه الشديد واشتراه وقُدّم له كهدية بمبلغ 4500 ليرة تركية، فقبله أتاتورك على أن يوهب إلى القوات المسلحة التركية، واستأجر المنزل باسم وزارة الدفاع الوطنية. ودخل اسم تشانكايا في لغة السياسة منذ سكنه أتاتورك.

تم توسيع البيت مرتين حتى عام 1930، ولكن ذلك لم يكن كافياً لسد الاحتياجات المتزايدة، فتم هدم البناء القديم وشيد مكانه بناء جديد، وكلّف أتاتورك المعماري النمساوي البروفسور كلمنز هولزمستر بإنشاء البناء الجديد بعد أن اقترح عليه أتاتورك بعض التعديلات. وأُتِي بمواد البناء من النمسا، وصُمّمت بعض أجزاء البناء الداخلية في كلية الفنون الجميلة في فينا.

انتهى بناؤه في عام 1932 وكان عبارة عن طابقين وقبو للطابق الذي على مستوى الأرض يتم فيه استقبال الضيوف ويستخدم الطابق العلوي كمكان إقامة للرئيس. يجمع البناء بين نمط البيت التركي مع الراحة الغربية. وقد استخدم أتاتورك هذا البناء كمكتب عمل وأقام فيه حتى وفاته.

استخدم القصر الذي يعكس ذوق أتاتورك ونمط الحياة التي يفضلها كل رؤساء الجمهورية بعده، واستخدمه سليمان دميريل كمان للسكن فقط بعد إنشاء بناء خدمة جديد استخدم كمكتب للعمل، في حين فضل الرئيس السابق عبد الله غُل الإقامة في مكان إقامة في بناء وزارة الخارجية. ورمم القصر في عام 2000-2002 ليعود كما كان عليه عام 1932.

وبإعلان أردوغان عدم استعماله للقصر يكون بذلك قد أنهى عهد استخدام أهم مكان في تاريخ الجمهورية. وبانتقال مقر الرئاسة سيفقد القصر مكانته المهيبة في السياسة، وسيصبح البناء الجديد في حي غازي في غابات أتاتورك هو مركز السياسة بعد إعلانه المقر الجديد لرئاسة الجمهورية، وسيدخل اسم غازي بدل اسم تشانكايا إلى لغة السياسة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!