أ.د. محمد مرعي مرعي - خاص ترك برس

اطلعت على ممارسات إدارة الموارد البشرية في المؤسسات والشركات التركية من خلال بعض الأبحاث العلمية لأكاديميين أتراك منشورة فقط باللغة الانكليزية  من جامعة كوش، وغيرها) وذلك بغية مقارنتها مع الدول المتقدمة أو الناشئة في إطار بحث علمي قدمته في مؤتمر نظمته الجامعة الأمريكية في روما 19.10.2015، وكانت خلاصة البحث كالتالي:

1- المرحلة الأولى من تطور إدارة الموارد البشرية: 1900 -1970، وتسمى إدارة شؤون العاملين ، وتمارسها المؤسسات والشركات في الدول المتخلفة والنامية.

2- المرحلة الثانية: 1970 - 1985، وتسمى إدارة الأفراد، وتمارسها غالبية المؤسسات والشركات في الدول المتخلفة والنامية مع بعض الدول الناشئة ومنها تركيا.

3- المرحلة الثالثة: 1985 - 2005، وتسمى إدارة الموارد البشرية، وتمارسها المؤسسات والشركات في الدول المتقدمة والناشئة، وقلة من المؤسسات في تركيا خاصة الأجنبية.

4- المرحلة الرابعة: 2005 - 2012، وتسمى إدارة الموارد البشرية القياسية (استخدام المقاييس)، وتمارسها غالبية المؤسسات والشركات في أمريكا، وأوروبا الغربية، واليابان.

5- المرحلة الخامسة: 2012 - ..، وتسمى إدارة الموارد البشرية التحليلية (البيانات الكبرى)، وتمارسها بعض المؤسسات والشركات الكبرى المتقدمة جدا في أمريكا وأوروبا الغربية واليابان.

يظهر هذا العرض التحليلي إشكالية ممارسة إدارة الموارد البشرية المتقدمة في تركيا وهي دولة ناشئة حققت نجاحا ملفتا في التنمية الاقتصادية (الاقتصاد الكلي) مع ضعف في إدارة المؤسسات والشركات على صعيد الاقتصاد الجزئي، وينسب ذلك إلى ندرة المتخصصين في هذا المستوى المتقدم من ذلك الاختصاص، إذ لم يكتب أي أكاديمي أو متخصص ممارس تركي في (المرحلتين 4 + 5) أعلاه، كما يعزى إلى حالة شبه الانغلاق على العلوم الاجتماعية المتقدمة جراء الضعف في اتقان اللغات الأجنبية لا سيما الانكليزية والفرنسية لدى الأكاديميين والممارسين الأتراك أو عوامل أخرى تتعلق بآليات عمل المنظومة التعليمية الأكاديمية التي سنتعرض لها لاحقا.

هنا، يدفعنا التزامنا تجاه تركيا في إطار عملنا المتخصص بالقطاع الأكاديمي التركي إضافة إلى احتضانها المهجّرين السوريين برعاية تامة، أن نقدم الحلول "عبر وجوب تأهيل متخصصين عاليي الكفاءة في إدارة الموارد البشرية القياسية والتحليلية بشكل خاص، الذين بدورهم سينشرون ثقافة ذلك المستوى المتقدم من الاختصاص، ولاحقا تطبيقه في المؤسسات والشركات التركية العامة والخاصة. وإلا، للأسف ستضمحل آفاق النجاح على مستوى تنفيذ خطط التنمية (الكلية)، كون الموارد البشرية وقياداتها هم فقط من يضع الخطط وينفّذها ويقيّمها ويطوّرها، وفي حال غياب ذلك فالمخاطر القادمة (لا سمح الله) وستكون في غير صالح مشروعات التنمية الطموحة والوطنية والصادقة التي وضعتها حكومات حزب العدالة والتنمية التي تقودها بنجاح على صعيد الماكرو. نعم، إنها إشكالية إدارة الموارد البشرية في تركيا.

عن الكاتب

أ. د. محمد مرعي مرعي

جامعة غازي عنتاب، كلية الاتصالات، قسم العلاقات العامة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس