
ترك برس
قال المفكّر العراقي الدكتور "محمد عياش الكبيسي": "لم يشكل فوز حزب العدالة والتنمية العدالة والتنمية مفاجأة كبيرة، فقد كان فوزه محسوما بحكم الإنجازات الكبيرة التي حققها، والتي لا يختلف عليها اثنان من المنصفين".
وأشار الدكتور الكبيسي في مقالة له نُشرت عبر "العرب القطرية"، إلى أن تراجع العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية إلى المستوى الذي لا يمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده، كان بسبب الشك في هذه الإنجازات، "بل للهاجس الذي كان يراود البعض في قدرة الحزب على الاحتفاظ بها".
وأضاف الكبيسي في مقالته، "إن العدالة والتنمية ليس حزبا إسلاميا بالصورة المعروفة عندنا نحن العرب، فمشروع الحزب في الأساس مشروع سياسي، وقد ركّز بشكل كبير في كل مسيرته على التنمية الاقتصادية وبنيتها التحتية، وبقدر ما يحقق من إنجازات في هذا المجال تتوسع لديه دائرة المنتمين والمؤيدين سواء من أولئك الفقراء الذين يشعرون بالتحسّن الملموس في مستوى معيشتهم أو من الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال الذين يرون أمامهم أبوابا مفتوحة للعمل والاستثمار، وهؤلاء ليسوا بالضرورة أن يكونوا (إسلاميين) ولا حتى (متدينين)".
وتابع قائلًا: "إن الاستراتيجية الناجحة والمتميّزة التي تبنّاها الحزب تعتمد على (صناعة النموذج) الذي يقدّم الحلول العمليّة، مع خفض مستوى الشعارات (الأيديولوجية)، وبهذا يكون قد أقنع الناس بمشروعه العملي، وفي الوقت ذاته فتح الأبواب لكل طالب وراغب مهما كانت خلفيته الدينية والثقافية، بعكس تجارب بعض الأحزاب الإسلامية العربية والباكستانية التي تعتمد الخطاب الأيديولوجي المركّز وصناعة (النسخ المتشابهة) من الأعضاء بدلا من صناعة النموذج المقنع على الأرض. الحزب سيستمر بهذه الاستراتيجية، ولن يخرج عن الدستور وقواعد العمل السياسي المتّبعة، ولن يكون هناك أي تغيير للدستور أو القانون إلا بطريقة دستورية وقانونية أيضا، وأما التغييرات الجوهرية في شكل الحكم وملامحه الأساسية فمن المقطوع به أنه لن تكون قبل أن تتشكل قناعة شعبية عامة ومريحة بحيث تكون هناك ضمانة لتجنب أي حالة انقسام داخل المجتمع التركي".
"في العلاقات الخارجية ستبقى تركيا عضوا في حلف الناتو، وستسعى دائما للانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وفي المقابل ستسعى أيضا إلى توثيق صلاتها بالعالم العربي والإسلامي خاصة المملكة العربية السعودية وقطر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!