جلال سلمي - خاص ترك برس

بعد انتهاء المهلة الرئاسية الخاصة بمسعود برزاني رئيس إقليم كوردستان في شمال العراق بتاريخ 15 آب/ أغسطس، لم يتنحي برزاني عن منصبه بدعوى وجود العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية الجادة التي تُحيط بالإقليم والتي تستدعي تأجيل الأزمات السياسية الداخلية للإقليم.

ولكن لم يقتنع حزب مُحبي كوردستان الليبرالي ولا حزب حركة غوران المنفصل عن مُحبي كوردستان والأكثر مُعارضةً لبرزاني وحزبه حزب كوردستان الديمقراطي، الأمر الذي زاد من حدة التوتر في الإقليم، يحاول برزاني تأجيل هذه النزاعات الداخلية إلى حين انتهاء أزمة داعش في المنطقة ولكن حركة غوران ومُحبي كوردستان يرفضون ذلك.

كما أن أزمة "الراتب" التي بدأت بتاريخ 8 أغسطس في الإقليم ومازالت مُستمرة إلى اليوم زادت الأزمة احتدامًا وجعلت الموظفين في الإقليم ينتفضون ويحتجون على هذه الاجراءات وعلى تأخر صرف الراتب، وتُعتبر هذه الأزمة مُستمرة إلى الآن ولم يتم حلها بشكل جذري. منذ تاريخ بدء الأزمة وحتى الأن لم يتقاضى موظفي الإقليم رواتب إلا بشكل جزئي.

في ظل تفاقم هذه الأزمات الوخيمة يحاول برزاني الاستمرار في علاقاته الجيدة مع تركيا من أجل المحافظة على استيراد تركيا للغاز والنفط من الإقليم وعدم خسارة الشركات التركية المُستثمرة في الإقليم، هذه الأسباب تجعل برزاني حريصًا جدًا على علاقاته السياسية الجيدة مع تركيا التي أصبحت له الشريك الاستراتيجي الأقوى في المنطقة ضد داعش وضد حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الذي يعيش خلاف سياسي حاد مع قادته، هذا ما جاء في التحليل الخاص بالباحث الخبير في الشرق الأوسط بيلغاي دومان الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام" نُشرت هذه الدراسة بعنوان "البطاقات المُحترقة في إقليم كوردستان" نُشرت على الصفحة الرسمية للجزيرة ترك بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2015".

قام وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، في 5 نوفمبر 2015، بلقاء رئيس الإقليم مسعود برزاني في إطار زيارة رسمية قام بها مع وفد دبلوماسي كبير. بعد انتهاء اللقاء المشترك بين سينيرلي أوغلو وبرزاني، ألقى الأخيران لقاءًا صحفيًا مشتركًا أكدا فيه متانة العلاقات المشتركة بينهما في الوقت الحاضر والمستقبل.

ومن جانب آخر قام النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية في مدينة ماردين والكاتب السياسي أورهان مير أوغلو بتقييم هذه الزيارة من خلال مقال سياسي له بعنوان "زيارة فريدون سينيرلي أوغلو لأربيل" نُشرت في جريدة ستار بتاريخ 7 نوفمبر 2015.

ويشرع مير أغلو مقالته بالإشارة إلى أنه "مع فوز حزب العدالة والتنمية بنسبة 49,5% في الانتخابات الأخيرة أصبح هناك ضمان سياسي، في تركيا، يؤكد بأن حزب العدالة والتنمية سيتمكن من إدارة تركيا إلى عام 2019 أيضًا، هذا الضمان سر حزب كوردستان الديمقراطي وزعيمه بارزاني ولكن أحزن معارضيه من حركة غوران وحزب مُحبي كوردستان المُعروفان بتلقيهم للدعم الإيراني".

كما يؤكد مير أوغلو بأن "هذين الحزبين لعبا دورًا كبيرًا في ترويج الدعاية السياسية لحزب الشعوب الديمقراطي في الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات 7 يونيو البرلمانية التركية من خلال تصوير حزب الشعوب الديمقراطي بأنه الشعب الوحيد المُمثل للمواطنين الأكراد في تركيا، لكن بعد انتكاث عملية المصالحة الداخلية في تركيا وعودة المناطق الكردية إلى الاحتراب والاقتتال ما بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني عض المواطنين الأكراد أصابعهم من الندم حيث كانوا ظانين بأن فوز الشعوب الديمقراطي سيزيد من دعم العملية السياسية لكسب الحقوق الكردية وسيقضي على الامتداد العسكري لحزب العمال الكردستاني ولكن حجم الخلاف الجسيم بين قيادات حزبي الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني وعدم تناسقهما وتوافقهما ظهر بشكل واضح بعد انتخابات 7 يونيو الأمر الذي جعل ثلة كبيرة من المواطنين الأكراد يحيدون عن دعمهم للشعوب الديمقراطي ويعودون لانتخاب حزب العدالة والتنمية".

ويُضيف مير أوغلو بأنه "بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات كانت أول زيارة رسمية لتركيا هي؛ زيارة إقليم كوردستان بوفد رسمي مُهيب في رسالة واضحة إلى قيادة الإقليم بأن الدعم التركي للإقليم مستمر وبأن العلاقات التي تجمع الطرفين تُعد مهمة جدًا لتركيا وتقديم رسالة واضحة للمواطنين الأكراد في تركيا بأن تركيا ليست ضد الأكراد، كما يروج، بل هي أحرص دولة على نيل حقوقهم السياسية والاقتصادية والحقوقية وكما فيها رسالة ضمنية لإيران بأن تركيا لن تسمح لأي طرف مهما كان بأن يشكل خطر على علاقاتها السياسية والاقتصادية وعلى تمددها الجيوسياسي في المنطقة وبأن تركيا لن تحيد قيد أنملة عن الاستمرار في دعم حلفاؤها في المنطقة الحريصين على استقلالهم السياسي والاقتصادي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!