برهان الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تُعقد في هذه الأيام قمة العشرين في أنطاليا، ومع أنّ هذه القمة كانت مختصة في الحديث عن "التنسيق والتعاون الاقتصادي العالمي"، إلا أنها أصبحت في السنوات الأخيرة تضم في جنباتها لقاءات عديدة بين المسؤولين للحديث عن المسائل السياسية الحرجة.

وقد أعرب رئيس الجمهورية أردوغان عن أنّ موضوع "اللاجئين ومكافحة الارهاب" سيكون إحدى أهم النقاط على أجندة قمة العشرين، وذلك تزامنا مع الأحاديث عن حراك عسكري بري ضد داعش، والذي أصبح حديث الإعلام التركي خلال الأيام الماضية، حتى إنّ البعض تحدث عن 20 ألف جندي تركي سيخوضون حربا برية ضد داعش.

ماذا يحدث؟ هل نحن على أعتاب الدخول في حرب؟

مع انتهاء انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، وفوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة، زادت تركيا من موقفها تجاه الملف السوري، بل تقدمت بخطوات أكثر، وأكدت مرارا وتكرارا على أنّ عبور حزب الاتحاد الديمقراطي لغرب الفرات هو خط أحمر، وأيضا لم تكتف بذلك، بل زادت من حجم الدعم العسكري لقوى المعارضة السورية المعتدلة وللتركمان، وهي تسعى بذلك إلى إزاحة داعش عن خط "عزيز-جرابلس".

كما تصر تركيا على إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية لاستيعاب موجات هجرة جديدة، وستعمل تركيا مرة أخرى خلال قمة العشرين على إقناع أوروبا وأمريكا بهذا المطلب، ومن المتوقع أنْ تنظر أوروبا باهتمام إلى هذا الموضوع بعد أزمة اللاجئين الذين تدفقوا إليها، لكن بدون الموافقة الأمريكية سيكون من الصعب تحقيق هذا الأمر، وهل من الممكن أنْ تقوم الولايات المتحدة الأمريكية التي تتجه إلى الانتخابات بخطوات جريئة مثل هذه؟

إجابة هذا السؤال مرتبطة بما قام به نظام أوباما حيال الحملة الروسية وتدخلها المباشر في سوريا، وانا لا اعتقد أنّ التدخل الروسي في سوريا قد أزعج نظام أوباما، واعتقد أنّ أمريكا وروسيا سيتوصلان إلى رؤية مشتركة بشأن مستقبل سوريا.

وهدف روسيا من الدفاع عن الأسد، كان للجلوس بقوة على طاولة المفاوضات، وأعتقد أنّ الطرفان يتوجهان نحو القضاء على داعش أولا، ثم الذهاب إلى فترة انتقالية يتواجد فيها الأسد، والتوصل إلى اتفاق ضمني بين أمريكا وروسيا، بشأن مستقبل سوريا.

وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء بعض الأمور حتى لا تتحول حرب الوكالة في سوريا لمصلحة روسيا بصورة كلية، ومن هذه الامور توجيه طائرات F-15C  إلى قاعدة انجيرليك، لإفشال الاختراق الجوي الروسي، وإذا ما زادت روسيا من حجم تدخلها، ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بزيادة الدعم المقدم إلى قوى المعارضة، وستبدأ جديا بمناقشة تطبيق المقترح التركي بإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية.

وما دام الطرفان بعيدان عن طاولة المفاوضات، سيقومان بالتفاوض من خلال دعم المجموعات التي تحارب نيابة عن كل منهما على الأرض السورية.