جلال سلمي - خاص ترك برس

غادر رئيس الورزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، الأحد، أنقرة متجهًا صوب العاصمة البلجيكية "بروكسل" للمشاركة في قمة بروكسل التي ستجمع بين تركيا والاتحاد الأوروبي لمناقشة بعض القضايا المشتركة بين الطرفين.

وتنبع أهمية هذه القمة من تحول الاتحاد الأوروبي من مُتلقي دعوات من تركيا للاجتماع ومناقشة القضايا المشتركة، إلى داعي لتركيا للقيام بتلك الاجتماعات ومتابعة القضايا العالقة والمشتركة بين الطرفين، ويبدو من الواضح للعيان بأن أزمة اللاجئين التي عصفت برياحها العاتية على الاتحاد الأوروبي وهيكلته السياسية والجغرافية، هي المُحرك الأساسي للتحول المفصلي الذي شهدته العلاقات التركية الأوروبية.

وفي شأن متصل، يُشير الكاتب السياسي نوري ألبويول، الكاتب في جريدة تركيا، في مقال سياسي بعنوان "فصل جديد مع الاتحاد الأوروبي"، إلى أن "العلاقات التركية الأوروبية النشطة والخاصة بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أُصيبت بالخمول بعد عام 2004 وحتى أواسط عام 2015، حيث بدأت أزمة اللاجئين تُصيب الاتحاد الأوروبي وتزعج أعضاءه، بعد اتساع هذه الأزمة، عاد الاتحاد الأوروبي إلى تركيا ولكن ليس متعجرفًا، مثل ما تعودت عليه تركيا في السابق، بل عاد هذه المرة مكسورًا ومُستنجدًا بها".

ويبين ألبويول أن "القمة ستنعقد مرتين بين تركيا وقادة الدول الثمان والعشرين العضوة في الاتحاد الأوروبي، ويؤكد ألبويول أن "انعقاد القمة بهذا الشكل يحمل في طياته العديد من النتائج الإيجابية التي تٌصب في صالح الشأن التركي".

ويستطرد ألبويول حديثه مبينًا أن "انعقاد القمة بهذا الشكل وبهذه الهيكلية بعد انقطاع دام 11 عشر عامًا بين الطرفين يُبشر بعهد جديد للعلاقات المُشتركة بين الطرفين، بعد هذه القمة؛ ستكسب مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعضوية كاملة سرعة أكبر، سينبط العديد من النتائج الإيجابية على القضية السورية التي تُعتبر القضية المحورية لتركيا وأمنها واستقرارها الاستراتيجي والتي أظهرت للاتحاد الأوروبي بأن أثارها يمكن أن تصيبه هو أيضًا إن لم يتحرك مسرعًا لحلها والتي تصدرت القمة المُنعقدة بين الطرفين، كما أن القضايا العالقة بين الطرفين مثل قضية قبرص وأساليب التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب، كان لها نصيبها في القمة المذكورة".

ومن جانبه، يُوضح الباحث السياسي غونغور أوراس، الكاتب السياسي في جريدة ميلييت، في مقال سياسي بعنوان"الاتحاد الأوروبي تذكر تركيا، فلتقيم تركيا ذلك، أن "قيام الاتحاد الأوروبي بدعوة تركيا للاجتماع ومناقشة قضية عضويتها الدائمة والقضايا العالمية والإقليمية الأخرى وعلى رأسها أزمة اللاجئين يُعد تطور مفصلي يجب تقييمه من قبل تركيا لفتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز قضية انضمام تركيا له بعضوية كاملة، نتج عن هذه القمة سفر المواطنون الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة، وتقديم 3 مليارات يورو لتركيا لتقديم خدمات أفضل للاجئين فيها، وإعادة إحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بصفة العضو الأساسي".

ويفيد أوراس أن "الحقبة الزمنية الحالية والنتائج المبدئية التي صدرت عن القمة، عنضران مهمان يجب تقييمهم من قبل تركيا لقطع شوط إيجابي ومحلوظ في تقربها للاتحاد الأوروبي وحصولها على نتائج إيجابية ملموسة في هذا المجال".

هذا ونقلت جريدة ملييت، عن الباحث السياسي والمختص بالشأن الأوروبي يامان تورونار، قوله "هناك عهد جديد في العلاقات المشتركة بين العلاقات التركية الأوروبية، ولكن في ظل هذا التقدم يتوجب على تركيا القيام ببعض التطورات التي تخدم الاتحاد الأوروبي وتُظهر له تغير تركيا التأثيري الفعلي على جميع المستويات، فمثلًا يجب على تركيا دعم إبرام اتفاقية السلام المُرتقب توقيعها، في آذار/ مارس 2016، بين الطرفين اليوناني والتركي في قبرص، تطوير تحركها الإقليمي وإيقاف تدفق اللاجئين صوب الاتحاد الأوروبي من خلال توفير خدمات وفرص أكبر وأوسع لهم، تطوير مستوى معايير الديمقراطية".

ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أشار، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد عقب انتهاء القمة، إلى أن "القمة كانت ناجحة وناجعة لصالح الطرفين"، وأضاف "تركيا شعب أوروبي، ومصير القارة الأوروبية هو مصيرها"، مؤكدًا أن "هذه القمة تُمثل عهد جديد للعلاقات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي ستحافظ على هذه العلاقات، وستقدم العديد من المساهمات الإيجابية التي تخدم الأسرة الأوروبية، للحفاظ على تقدمها ورقيها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!