وداد بيلغين - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن نعيش في زمان يتغير فيه التاريخ بسرعة فها هو الاتحاد السوفيتي البارحة انهار وذهب مع الريح.

فكان يغضب من القائلين إن الشيوعية ستنهار في روسيا والاتحاد السوفيتي سيتبعثر.

رئيس حزب "مي هي بي" السابق المرحوم ألب أرسلان توركش كان دائما يقول في خطاباته إن الاتحاد السوفيتي سينهار وإن البلدان التركية سوف تنال استقلالها، وكان في ذلك الوقت راديو "بزيم راديو" يعمل لحساب الحزب الشيوعي التركي بشكل مخفي.

وكان توركش دائما يدافع عن القوميات ويقف بصوته العالي في وجه هذه المجموعات والأحزاب اليسارية.

ظنوا أن العلاقات التي أنتجوها لن تتغير أبدا مع مرور الزمن،  لكن في الحقيقة كان سليمان دميريل (رئيس تركيا سابقا) عند أي لقاء صحفي وبالأخص عند أي سؤال متعلق بالأحداث المشهودة عن الاتحاد السوفيتي كان جوابه: "يا أولاد لا تدعوني أتكلم عن سقوط الاتحاد السوفيتي العظيم".

رسم الخارطة من جديد

تشهد منطقة الشرق الأوسط أكبر الأزمات خلال المئة سنة المنصرمة، فهذه إيران وأمريكا بعد احتلال العراق تريد كل منهما أن تحصل على موضع سيادة لها في هذا البلد، لم يكفي إيران العراق والآن تبدأ حملتها على سوريا.

إذا تعمقنا بالمسألة السورية جيدا فإننا سنرى وضعًا جديدًا ظهر على الساحة، إيران وروسيا اتخذوا موقفا فعالا من القضية السورية.

هنا الرابط المتشكل بين هذه الأطراف، روسيا وإيران والنظام السوري وبي كي كي وبي يي دي كان بأن كلًا منها اتخذ عن قصد مواقع في الجبهة ضد التنظيمات الإرهابية، واستخدموا داعش كوسيلة للتوسع.

وأيضا نظام البعث سلم بعض المناطق لعناصر المعارضة كعملية استراتيجية لوضع داعش والمعارضة في حالة من الصراع.

نظام البعث الذي لا يقاتل داعش بشكل مباشر لكن يسهل لها عملية التغلل والسيطرة على مناطق المعارضة.

يساهم دعم أمريكا وأوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي بي ي دي بمواجهة داعش في خلق فرصة جديدة للحزب للسيطرة على مناطق جديدة.

أدى هذا الاتفاق القوي بين البعث وبي كي كي وبي ي دي ضد تنظيم داعش، ومن جهة أخرى المعارضة التي تضرب من قبل نظام الأسد، إلى إظهار عجز السكان الذين يغادرون بيوتهم عن فعل أي شي.

ماذا يفعل الغرب؟

نجح نظام الأسد وحلفاؤه روسيا وإيران في استخدام داعش كوسيلة للتوسع بشكل علني وهذا ما أقلق الغرب، وفي هذه الحالة ومن أجل رسم خارطة جديدة فإن الأمر يحتاج جلوس روسيا وإيران على الطاولة ورسمها من جديد.

لم يتبقى أمام الغرب إلا طريق وحيد ألا وهو التحالف مع تركيا ودعم فصائل المعارضة السورية، وبهذه الطريقة يتم تسريع عملية سقوط نظام الأسد وإعادة سورية إلى ما كانت عليه سابقا، ولن يبقى هناك تنظيمات أمثال داعش وبي كي كي وبي ي دي على وجه الأرض.

الواقع اليوم هو أن ضمير الغرب ليس كافيًا لإنقاذ الشعب السوري من المجازر، ولا ننسى أن إيران تستغل حربها في سوريا في نشر مذهبها الشيعي بمساندة روسيا.

ألا يوجد بديل آخر من رسم خارطة جديدة للمنطقة؟

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس