رداد السلامي - خاص ترك برس

يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة العربية السعودية في ظل تعقيدات إقليمية وأزمات بالغة الخطورة تستوجب تشكيل تحالف موحد في رؤيته الاستراتيجية، هذه الاستراتيجية ترتكز على جملة من الأولويات الملحة التي ينبغي أن تركز على ملفي سوريا والعراق لما يشكلان من خطورة على الدولتين السعودية والتركية ودوّل المنطقة المستهدفة من قبل التوسع الإيراني الذي استطاع بمكر خطير أن يجر روسيا إلى سوريا ويربك العلاقات الدولية القائمة على احترام سيادة الدول وإرادة شعوبها واحترام خياراتها، كما ينبغي أن تدرك تركيا والسعودية أن هذا الحلف مصيري ومرتبط بوجودهما كدولتين قويتين في المنطقة وأن قوة هذا التحالف وثباته واستمراره كفيل بأن يجتاز بالمنطقة المؤامرات الدولية والإقليمية التي جعلت منها هدفا مباشرا لسياساتها واستراتيجياتها سعيا لتشكيلها بما يتوافق مع مصالحها القومية وطموحاتها التوسعية والجيوبوليتيكية، فالقارئ للاستراتيجية الروسية التي يُعَد الجيوبوليتيكي الروسي "ألكسندر دوغين" أحد منظريها يرى مفاهيم الحتمية التوسعية المرتكزة على ايديولوجية دينية "أرثوذكسية" وطموحات توسعية، حيث يؤكد "دوغين" في كتابه أسس الجيوبوليتيكيا أن التحالف الروسي الإيراني مسألة ضرورية واستراتيجية لمنح روسيا بعدا قويا في منطقة الشرق الأوسط كما أنه يرى أن مسالة عودة روسيا إلى أفغانستان مسألة حتمية حددتها الجغرافيا مسبقا.

انطلاقا من هذا التفكير الإمبراطوري الروسي الذي منح إيران قدرة على التوسع أيضا وتبادل معها منافع أحداث الفوضى في المنطقة فإنه ينبغي تشكيل "جيوبوليتيكيا إسلامية" ذات هدف استراتيجي قائم على فكرة مواجهة المشروع التوسعي التمزيقي للمنطقة الذي تمثله كل من روسيا وإيران ويعززه التواطؤ الغربي الذي يلعب بمكر وعدم ألبتّ الواضح في المسألة السورية وحسمها لصالح إسقاط نظام بشار واستخدام الحرب على داعش كوسيلة للتدخل وضرب المعارضة السورية المعتدلة وسحق الشعب السوري الأعزل  كما ينبغي أن يهدف التحالف إلى الحفاظ على سوريا العربية الموحدة التي يجب أن تبنى دولتها الوطنية المستندة إلى خيار الشعب السوري الحر وحده. والحيلولة دون سعي تغيير إيران لتركيبتها السكانية العربية والتركمانية الأصلية.

كما ينبغي وضع العراق نصب عيني هذا التحالف مع مساندة شعب الأحواز العربي السني في تحقيق استقلاله وإعادة نظم السنة المسلمين الأكراد في عقد هذا التحالف للحيلولة دون استخدام إيران هذا الانفراط في صالحها.

على أن إسقاط إيران كأخطر عنصر فوضى في المنطقة أمر مهم وأولوية تستحق بذل الكثير من أجلها وهو أمر حددته طبيعة التحديات لأمة إسلامية تعاني من أسوأ المشاكل الخطرة في تاريخها المعاصر...

عن الكاتب

رداد السلامي

صحفي يمني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس