نهاد علي أوزجان – صحيفة ميلييت – ترجمة وتحرير ترك برس

نفّذت المملكة العربية السعودية حكم الإعدام على القيادي الشيعي بكر النمر، الأمر الذي زاد التوتر الحاصل بين السعودية وإيران فكان بمثابة صب الزيت على النار، وبأخذنا في الاعتبار العوامل الأخرى المتمثلة بالاتفاق النووي الإيراني الذي أعطى إيران دفعة أخرى قوية لتزيد من دعمها في هلالها الشيعي، والصراع الدائر في العائلة المالكة على السلطة. شكلت هذه العوامل وغيرها الدافع القوي للمملكة العربية السعودية حتى تبعث برسالتها إلى إيران في عملية الإعدام.

تعرض الممثلون الدبلوماسيون عن السعودية للهجوم بعد تنفيذ الإعدام؛ الأمر الذي دفعهم لترك إيران، وأرسل الخميني رسائل التهديد والوعيد في كلمته التي رثا بها النمر حيث قال فيها: "سيحل الانتقام الالاهي على السياسيون السعوديون بلا أدني شك". فالأنظار الآن تترقب بحذر لما قد تؤول إليه الأمور بعد كل هذا التوتر.

حقيقة الصراع تختلف كليا عما قد يظهر لنا بأنه صراع بين إيران والسعودية، فالأمر أبعد وأعمق من ذلك بكثير، فالصراع اليوم في حقيقته مذهبي طائفي يدور في فلك الخرائط الطائفية المذهبية. فبينما تعمل إيران على ربط نفوذها بالهوية العرقية والاجتماعية الشيعية، تسعى السعودية في زيادة مدى وعمق تحالفاتها مع الدول السنية، وفي هذا نرى أن إيران أضعف من ناهية الحلفاء، لهذا فهي تبحث عنهم في الأرجاء.

ستتسارع حرب الوكالة التي يقودها البلدان سواء أكانت حرب بشكل مباشر أو بغطاء، ولن يتراجع أي منهما في حربه هذه، وقد تكون الكفة مائلة بعض الشيء لصالح إيران في هذا الجانب.

لن تقتصر حرب الوكالة على حدود سوريا والعراق واليمن ولبنان والخليج العربي، بل ستتعداه لتصل الجانب الاقتصادي بحرب أسعار النفط وسياساته. ويصف السفير في إيران وباكستان بوزكورت اران الحال فيقول: "ما زال الثقب الاسود في الشرق الأوسط يكبر يوما بعد يوم، وما يزال هذا الثقب يغير من خصائصه وسرعته، وهو ما يجعله والصراع القائم غريبا على نظامنا وعقولنا ووجداننا".

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس