أورهان بكشيتين - صحيفة ديريليش بوستاسي - ترجمة وتحرير ترك برس

كما تعلمون، فإنّ أول فحص يقومون به للأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية، هو معرفة ما يجول في عقلهم الباطني، لأنّ أصل التصرفات الغربية، وأسبابها، هو ما يجول في العقل الباطن، وفي العادة، فإنّ هذه الطريقة تؤدي إلى التشخيص السليم، وكما تعلمون، فالتشخيص السليم ينقذ حياة الشخص.

ولذلك علينا النظر إلى المشاكل الشخصية للدولة، من خلال تاريخها، فلا يمكن لأي أحد فصل أي دولة أو مجتمع عن تاريخه، بإمكانكم مثلا تغيير حروف الأبجدية خلال ليلة، ليتحول المجتمع كله وعلمائه إلى جهلة، وبإمكان أحدهم في ليلة ما الانقلاب على نظام الحُكم، ليستلم البلاد نظاما دكتاتوريا يقودها إلى الوراء عشرات السنوات، لكن نزع التاريخ من ذهن الناس هو أمر صعب، لا يمكن تحقيقه بسهولة، ولهذا فإنّ هناك مسلّمات تاريخية لكل مجتمع، وامتداد داخل جذوره، وهذا ما يحصل مع إيران، التي لديها مكتسبات خاطئة واتجاهات خاطئة وصلت إليها من تاريخها.

ما تعاني منه الدولة الإيرانية اليوم هو انفصام في الشخصية، ولذلك لا تستطيع الآن أنْ ترى دولا كانت عدوة لها على مدار التاريخ الماضي، لا تستطيع أنْ تعتبر هذه الدول اليوم دولا صديقة، ووضعوا أمامهم الطريق الطائفي والمذهبي، واعتبروا أنفسهم هم الحامين للشيعة.

وبذلك أصبحوا يرون القومية العربية، والقومية التركية، المغطاة بالسنية، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تهديدا لهويتهم، وتمسكوا بأنهم المدافع عن الشيعة في وجه هذه التهديدات التي يعتقدون بها، ولهذا شكلوا حجرا وحصنا حول أنفسهم لحماية هويتهم.

ولتصرفات إيران امتداد تاريخي يعود إلى الديانة الزرادشتية، ولهذا نراهم يطلقون الشعارات المناهضة لإسرائيل ولليهودية، لكنهم يقومون بتصرفات تشبه تصرفات إسرائيل، ويمارسون العنصرية والاضطهاد بحق الآخر، وتنعكس هذه الامتدادات التاريخية على تصرفات إيران، وبالتالي على سياستها.

ولهذا علينا الاطلاع أكثر على تاريخ إيران، وتاريخ مجتمعها، من أجل فهم ما تقوم به الآن بصورة علنية ضد السعودية، وبصورة سرية ضد تركيا، وعلينا النظر إلى الأمور التي وصلت إلى المجتمع الإيراني من ماضيه، وتشخيص هذا التاريخ، يشير إلى أنّ الإيرانيين بسياستهم العنصرية، لن يتحدوا على الإطلاق مع العرب ولا مع الأتراك، ولذلك قلنا التشخيص السليم ينقذ الحياة، أليس كذلك؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس