ساتر اراسي – صحيفة ميلييت – ترجمة وتحرير ترك برس

تصدرت الهجمات قبل أسبوع على معسكر بعشيقة في العراق اخبار الصحف والفضائيات، حيث تقوم القوات التركية بتدريب قوات البشمرغة والمجموعات السنية الأخرى في هذا المعسكر، وتأتي هذه الهجمات بعدما قامت حكومة بغداد المدعومة من إيران وروسيا وأمريكا بتقديم شكوة رسمية إلى مجلس الأمم المتحدة تطالب تركيا بالانسحاب والخروج من الأراضي العراقية التي دخلتها بهدف تقديم الدعم في الحرب على داعش.

بدأت أنقرة عملية الانسحاب من المخيم في 14 من الشهر الماضي فيما أسمته بعميلة إعادة تنظيم الصفوف. فيما صرح كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بأن التدخل التركي كان بناءا على طلب الحكومة العراقية بلسان والي الموصل من أجل القضاء على تهديد داعش وحزب العمال الكردستاني، كما وأضافا بأن تركيا تحترم السيادة العراقية وتريد الحفاظ على وحدته وقوته، وأنه وفي حال كانت الحكومة غير راغبة بالتدخل التركي فإن تركيا سوف تنسحب بكل رحابة صدر.

تمت مهاجمة المخيم الذي قام بتدريب ما يقارب ال 2441 جندي معظمهم من البشمركة من قبل تنظيم داعش مرتين، المرة الأولى كانت عبارة عن هجوم خفيف تم بالاشتباك مع بعض الحراس وانتهى بسقوط 4 جرحى من جنودنا، أما الهجوم الثاني فكان أكثر تنظيما وحشدا، حيث تقدم 60 مقاتلًا من تنظيم داعش نحو المخيم، لكن هجومهم هذا باء بالفشل عندما اضطروا للانسحاب حينما قُتل منهم 18 قبل اختراق الدفاعات الأولى. وكان الهجوم الثاني بعد تصريحات باراك أوباما التي جاءت عقب لقائه بحيدر العبادي، فكان الهجوم في ال 16 من الشهر الماضي، أي بعد يومين من بدء عملية الانسحاب.

يُعد مخيم بعشيقة نقطة الدفاع المتقدم لأنقرة في الحدود الشمالية لسوريا والمناطق الجنوبية الشرقية في البلاد. وجاءت لوائح الاعتراض على أنقرة بشأن معسكر بعشيقة للأسباب الدبلوماسية التالية:

- الزيادة الملحوظة والكبيرة للقوات التركية في المخيم بعد اليوم الثالث من الشهر الماضي، فقبل هذا التاريخ كانت القوات التركية لا يزيد عددها عن 100 جندي يتحركون في مجموعات صغيرة.

- زيادة التسليح والعتاد والقوة النارية بشكل كبير.

- عدم إعطاء أنقرة ردًّا إيجابيًا على طلب ضم تركيا في تحالف معسكر مخمور وإغلاق معسكر بعشيقة.

-  وجود تحذير سابق من الحكومة المركزية في بغداد بشأن موقع المعسكر الذي يعتبره التحذير خاطئ ويقع تحت مرمى نيران تنظيم داعش.

كان قرار زيادة القوات لتقوية المعسكر في اليوم الثالث من الشهر الماضي، فتم بموجبه رفع عدد الجنود من 80 جندي الى 800 معظمهم من المدربين والباقي من كوماندوز الكتيبة الثالثة، كما وتم رفع عدد المدرعات إلى 25 مدرعة. وبعد قرار الانسحاب تم خفض هذه الأرقام بالانسحاب شيئا فشيئا، فأصبح عدد الجنود الآن 400 وعدد المدرعات 2 ذات تقنية عالية في الرؤية الليلية.

بعد الهجمات الأخيرة على المعسكر وبسبب انخفاض الأمن الناتج عن سحب القوات تم تعزيز الجنود بالأسلحة الليلية وبالطائرات بدون طيار تراقب وترصد تحركات تنظيم داعش لمنع هجماتهم المفاجئة في أثناء الليل. وبعد كل هذا فإن تركيا لن تسمح بأن يكون تواجدها العسكري في العراق سببا في تدهور علاقاتها مع بغداد، ولو بقي في النهاية جندي واحد فقط فإن حذره ويقظته ينبغي أن لا تنقص ابدا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس