بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

لا تنظروا إلى من قام بالعمل التفجيري، وإنما انظروا إلى من يقف خلفه، فالانفجار الذي حصل في أنقرة، وفي السلطان أحمد، ومن يقوم بحفر الخنادق في جنوب شرق البلاد، يقف خلفهم نفس المصدر.

من يقف خلف هذه التفجيرات، هم أولئك الذين يخافون ويرتعبون من النهضة التركية، ويخشون أنْ يقوم الشعب التركي بالانعتاق من الوصاية والهيمنة، بعد 100 عام منها، فقبل قرن من الآن كانوا أقوياء، واستطاعوا تمزيق الإمبراطورية العثمانية بعد 700 عام من وجودها في البلقان والقوقاز والشرق الأوسط، ولم تكن امبراطورية استعمارية ولم تكن ضد إرادة شعوبها.

وبعد ذلك قرر الإنجليز والفرنسيون تمزيق المنطقة إلى ترك وكورد وعرب، ووقعوا اتفاقية سايكس بيكو بتاريخ 16 مايو/ أيار 2016، لكن تلك الاتفاقية اليوم انتهت، فتركيا رفعت رأسها، ولن تسمح بتكرار تلك المهزلة التي حصلت قبل قرن، فنحن اليوم في عام 2016، وتركيا تم تقسيمها عام 1916، لكن من يقود الدولة اليوم هو رجب طيب أردوغان، الذي يدرك أبعاد الألاعيب الجارية في المنطقة، ولن يسمح بها، وسيقطع اليد التي تمتد إلى بلاد الأناضول، وسيثور الملايين من الشعب التركي ضد أي تدخل.

إذا أردنا معرفة أسباب الهجمات ضد تركيا والتي تزداد كثافة في الآونة الأخيرة من قبل داعش وحزب العمال الكردستاني وغيرها من المنظمات الإرهابية، يكفينا النظر إلى "الاستثمارات العملاقة" التي تقوم بها تركيا بعد 100 عام من خضوعها للهيمنة ولنظام الوصاية، ومن هذه المشاريع العملاقة:

1-   جسر السلطان يافوز سليم، سيتم افتتاحه في تاريخ 29 أيار/ مايو 2016، فما سبب اختيار هذا التاريخ بالذات؟ وذلك لأنّ السلطان محمد الفاتح فتح إسطنبول بتاريخ 29 أيار/ مايو عام 1453، وهذا الفتح حمل أهمية قصوى للتاريخ الإسلامي وللتاريخ التركي، وتحولت إسطنبول بعدها إلى أيقونة هامة للعالم الإسلامي، وازدادت الوحدة الإسلامية والتركية، وانتهت امبراطورية روما الشرقية، وانتهى بذلك عهد العصور الوسطى، وافتتح عصر جديد.

2-   كما سيتم افتتاح أكبر مسجد تم بناءه في تاريخ الجمهورية التركية، وهو مسجد "تشامليجا" حيث من المخطط أنْ يتم افتتاحه بتاريخ 1 تموز/ يوليو 2016، في ليلة القدر، وسيكون أيقونة أخرى من رموز إسطنبول، مثله مثل مسجد السليمانية، وهذه هي الرسالة التاريخية التي نكتبها اليوم.

3-   ممر خليج "غبزه-يالوفا"، سيتم افتتاحه بتاريخ 19 أيار 2016، وهو تاريخ انطلاقة أتاتورك نحو الجمهورية التركية، ولذلك بعد مرور 100 عام، سننطلق مجددا نحو مسيرة تركيا العظمى، وستصبح المسافة الفاصلة بين يالوفا وازمير ثلاث ساعات ونصف فقط.

4-   نفق "أفراسيا"، وهو نفق تحت مضيق البوسفور وسيربط شقي إسطنبول، وسيكون نفقا تمر عبره السيارات، وسيدخل الخدمة عام 2016.

5-   قناة إسطنبول المائية، سيتم وضع حجر الأساس لها عام 2016، وهو مشروع خارق وتحدي كبير، على طريق تركيا العظمى، ونحن نسعى إلى توحيد العالم الإسلامي، لكن التفجيرات التي تحصل هنا وهناك، هدفها الحيلولة دون ذلك.

النتيجة هي أنّ أفق تركيا العظمى كبير وبعيد، فلا تنظروا إلى ذوي القلوب السوداء، ولا إلى الذين باعوا عقولهم للأجانب، ولن يستطيع الأتراك الانجليز بالوقوف في وجه مسيرة تركيا، وتضييق الأفق عليها، فهؤلاء قيمتهم صفر أمام حجم القوة والإرادة التي يملكها شعبنا.