ترك برس

لمع اسم حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وجناحه العسكري قوات الحماية الكردية "يي بي جي" عقب إعلان وقوفه إلى جانب نظام الأسد وإعلانه في نهاية عام 2012 الاستقلال الذاتي في بعض المناطق الواقعة في شمال سورية، خاصة الحسكة وقامشلي.

وازداد حزب الاتحاد الديمقراطي لمعانًا بعد تحرير "عين العرب" وتخليصها من يد داعش، ما جعله يُوصف على أنه الحزب الأكثر قدرة لصد داعش في شمال سورية، وبدأ ينهار عليه الدعم الأمريكي الغزير الذي ساهم بشكل كبير في فرض سيطرته على المزيد من المناطق الواقعة في الشمال السوري.

ولم تقف عجلة الدعم الغزير المُنهال على حزب الاتحاد الديمقراطي على الولايات المُتحدة الأمريكية وتحالفها، بل عملت إيران وروسيا أيضًا، اللتان كانتا تدعمانه بشكل ضمني قبيل تدهور العلاقات التركية الروسية، على تقديم الدعم له، مما جعله الجهة العسكرية الأقوى على الساحة السورية مقارنة بالجماعات المسلحة الأخرى.

وحسب ما تنقله بعض وسائل الإعلام الميدانية وأجهزة رصد حقوق الإنسان" جهاز المرصد السوري" فإن حزب الاتحاد الديمقراطي المُغنج بدعم كافة الأطراف، يرتكب العديد من جرائم حقوق الإنسان بحق المواطنين العرب والتركمان السوريين الذين يقطنون داخل المناطق التي يسيطر عليها، إذ يعمل على ترحيلهم وتهجيرهم قصرًا ويُجبرهم على ترك بيوتهم وقراهم مرتكبًا بذلك جريمة "الإبادة العنصرية" التي ينكرها القانون الدولي واتفاقياته انكارًا شديدًا.

وفي سياق متصل، يؤكد الخبير في قضايا الإرهاب "نهاد علي أوزجان"، الدكتور الأكاديمي في قسم العلاقات الدولية التابع لجامعة "توب" في أنقرة"، في مقاله "الوسائل الإرهابية ما بين حزبي الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني"، نشرت في صحيفة "ميلييت"، أن "الوسائل التي يستخدمها الطرفان متشابهة بشكل كبير، ففي حين يقوم حزب العمال الكردستاني على استهداف الموظفين الأتراك المتواجدين في المناطق الشرق والجنوب شرقية، ويقوم على طردهم من هناك وقتلهم واستهدافهم، يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي بارتكاب نفس الجرائم في إطار حروبه الديمغرافية ضد المواطنين التركمان والعرب في عدد من المناطق الموجودة في شمال سوريا كان آخرها ناحية تل الأبيض".

ويوضح الباحث الحقوقي "نزيه أونور كورو" أن ما يحفز حزب الاتحاد الديمقراطي على ارتكاب جرائمه التي يسير من خلالها على خطى حزب العمال الكردستاني "بي بي كي" هو الدعم الدولي الوافر الذي يصب عليه من كل حدب وصوب، وتتغاضى الدول التي تدعمه عن الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق المواطنين العرب والتركمان، حيث يقوم بإجبارهم على ترك بيوتهم قسرًا والرحيل من المناطق التي يسيطر عليها، تمهيدًا لإنشاء دولة كردية حائزة على استقلال تام أو ذاتي نسبي شبيه بذلك الاستقلال الذي حظي به الأكراد في شمال العراق.

هذا وكانت قناة "إحسان" التركية قد رصدت معاناة بعض المواطنين السوريين الذي هُجروا قسرًا من سوريا وأصبحوا لاجئين مشردين في تركيا، وحسب تصريحات أحد اللاجئين الذي يُدعي "عبد الحق"، فإنه عقب صد داعش عن تل الأبيض، حاول وعائلته الرجوع إليها لإعادة ممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي، ولكن فوجئوا بمنع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لهم، وبعد طول ترجي لم يُسمح لهم بالدخول، فانتظروا غروب الشمس للدخول من الطرق الملتوية، ونجحوا في الوصول إلى بيتهم، ولكن في صبيحة اليوم التالي أتت إليهم قوات حزب الديمقراطي وأمرتهم بالرحيل الفوري وإلا القتل.

وأكد عبد الحق للقناة أنه حاول إقناعهم بتركه لأنه لا مكان لهم يذهبون إليه، فردوا عليه بالقول "اذهبوا إلى الجحيم، فلا مرقد لكم هنا بعد اليوم".

ويشير الكاتب السياسي "تامر كورشونلو"، في مقاله "اختلفت الأسماء والوسائل واحدة"، الذي نُشر في صحيفة "يني شفق"، بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر، إلى أن "العصر الذي نعيش، أصبح عصر الجماعات الإرهابية المنتشرة في كل مكان والمسببة بشكل أساسي للفوضى العارمة التي تبدد أمن واستقرار المنطقة ككل".

ويضيف كورشونلو مبينًا أن هذه الجماعات الإرهابية لا توعد المنطقة إلا عدم الاستقرار والاجرام والقتل والتهجير، وما يحصل في شمال سوريا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي التابع بشكل مباشر إلى قيادة حزب العمال الكردستاني، خير دليل وبرهان على ما تهدف هذه الجماعات الإرهابية إلى تحقيقه.

ويؤكد كورشونلو أن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام إلا من خلال محاربة كافة الجماعات الإرهابية على حدا سواء ودون أي ازدواجية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!