ترك برس

تأسست الدولة العثمانية في عام 1299 على يد عثمان غازي "1258 ـ 1326". واستمرت في التوسع إلى عام 1402، حيث اعترض توسعها في ذلك العام، جيش "تيمور لنك" المغولي الذي تمكن من هزيمة السلطان العثماني "بيازيد الأول" "1360 ـ 1403" في معركة أنقرة، وقضى على الدولة العثمانية تمامًا.

عقب قضاء تيمور لنك على الدولة العثمانية، ظلت الدولة العثمانية متفككة قرابة 11 عامًا، إلا أن تمكن السلطان العثماني "شلبي محمد" 1389 ـ 1421" من تجميع أواصرها مرة أخرى حاصلًا بذلك على لقب المؤسس الثاني للدولة العثمانية.

ميلاد الشلبي محمد وفترة حياته الأولى

تعددت سنوات الميلاد الخاصة بالشلبي محمد نظرًا لاختلاف المصادر التاريخية، فبعضها يُظهر على أن الشلبي محمد وُلد عام 1379 وبعضها عام 1382 وبعضها عام 1386 وبعضها 1389 وبعضها

1390 وبعضها 1391، ولكن يُرجح المؤرخون الأتراك بأن يكون التاريخ الأصح لميلاد شلبي محمد هو عام 1389.

الشلبي محمد هو ابن السلطان العثماني الرابع "بيازيد الأول" "1360 ـ 1403"، وأما أمه فهي السلطانة "دولت خاتون".

ويعني لقب شلبي الذي يحمله السلطان "محمد"، الشخص الذي يعرف القراءة والكتابة. تلقى الشلبي محمد علومه الدينية والدنيوية في مدينة "بورصة"، عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الوقت.

عُرف عن الشلبي محمد منذ نعومة أظافره، حبه لصناعة الأسهم والأقواس واستخدامها في اصطياد الحيوانات البرية، وامتاز ببراعة متفوقة في ذلك الاتجاه، كما عُرف عنه هوائه لممارسة رياضة "المصارعة المنغولية".

بعد إنهاء الشلبي محمد لمرحلته التعليمية والتربوية، بدأ يشارك والده في حرب الفتوحات خاصة في حرب أنقرة التي حدثت بين والده وبين "تيمور لنك" عام 1402.

على الرغم من المقاومة الشرسة التي أبداها الجيش العثماني ضد جيش "تيمور لنك" إلا أنه لم يتمكن من ردعه وتمكن "تيمور لنك" من هزيمة الدولة العثمانية" والقضاء عليها.

الشلبي محمد خلال فترة تفكك الدولة العثمانية

كان يبلغ الشلبي محمد من العمر 13 عامًا عقب إسقاط الدولة العثمانية من قبل "تيمور لنك"، وعاش الشلبي محمد خلال الحقبة الزمنية لفترة التفكك التي استمرت لمدة 11 عامًا، على وقع نار كاوية بسبب انهيار دولة أجداده العُظمى أمام جيش "تيمور لنك".

على الرغم من نار الحقد الكاوية التي كانت بقلب الشلبي محمد تجاه "تيمور لنك"، إلا أنه قبل الانصياع لأمره وقبل بمنصب والي أماسيا تحت حكمه وتحت حكم ورثته، وظل في هذا المقام ما بين عامي 1403 ـ 1413، ولكن تمكن عام 1413 من الانتصار على أخيه موسى شلبي، وأعلن إعادة تأسيس الدولة العثمانية ورفض الانصياع لورثة "تيمور لنك، ونتيجة لإعادة تأسيسه للدولة العثمانية أًطلق عليه "المؤسس الثاني للدولة العثمانية".

الحقبة الزمنية لحكم الشلبي محمد "1413 ـ 1421"

جعل محمد شلبي من مدينة "إديرنة" العاصمة للدولة العثمانية من جديد، ولم يبق طويلًا فيها، إذ عقب اعتلائه للعرش بفترة قصيرة انطلق نحو الأناضول لإعادتها إلى حكم الدولة العثمانية، وبعد قدومه لمدينة "بورصة" سلك طريق بحر إيجه وهكذا حتى ضم كافة ربوع بلاد الأناضول إلى الحكم العثماني من جديد في نهاية عام 1415.

خلال خوضه للمعارك الوطيسة والشديدة شعر الشلبي محمد بسوء حالته الصحية فرقد في قصر والي أنقرة، وحضر إليه حكيم يُدعى "شاعر شيخي" وتعافت حالته الصحية، وبناء ً على نصيحة الحكيم عاد الشلبي محمد إلى إديرنة للاستراحة وإعادة عافيته.

بعد شعور الشلبي محمد باسترداده لقوته وعافيته، قرر عام 1416 الاتجاه نحو إسطنبول والمناطق القريبة منها محاولةً لفتحها وضمها لديار المسلمين، ولكن أيقن الشلبي محمد خلال معاركه مع البيزنطيين، أنه بحاجة إلى قوة أكبر للقضاء عليهم، فحول طريقه من إسطنبول إلى البلقان وبحلول عام 1418 تمكن من الوصول إلى المجر.

لم يقف الشلبي محمد على حدود المجر بل سار على نفس الدرب إلى أن وصل البوسنة، ووقع اتفاقية مع ملكها "تفيرتيكو الثاني" الذي قبل التبعية للدولة العثمانية وفتح بلاده مع الدولة العثمانية للتجارة وتأسيس العلاقات الطيبة، ومن ثم عاد الشلبي محمد إلى إيدرنة.

وفاته

شُهد للشلبي محمد شغفه بالصيد البري، وفي 26 أيار/ مايو 1421 وخلال إقامته في ولاية إديرنة، خرج للصيد مع ثلة من المسؤولين رفيعي المستوى، وبينما يطارد الفرائس سقط من ظهر حصانه على ظهره فأصيب بالشلل الكامل وأصيب بعدد من الجروح العميقة.

أيقن الشلبي محمد أنه لا مفر من الموت بعد هذه الحادثة، فصاح بحاشيته آمرا ً لهم بإبلاغ ابنه مراد بالقدوم فورًا من مدينة أماسيا، وإن لم يتمكن مراد من القدوم وهو على قيد الحياة، يتم إخفاء خبر موته حتى يأتي مراد ويتسلم مقاليد الحكم.

استغرقت رحلة الذهاب إلى مراد وإخباره، ومن ثم قدومه إلى إديرنه 42 يومًا، وتوفى السلطان الشلبي محمد خلال هذه الأيام أي قبل قدوم ابنه مراد إلى إديرنه، وتم إخفاء خبر موته إلى أن قدم مراد، فكان أول سلطان عثماني يتم إخفاء خبر موته أمام العامة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!