جلال سلمي - خاص ترك برس

شهدت تركيا، في الآونة الأخيرة، عددًا من الاضطرابات الداخلية والخارجية التي أضحت تشكل لها نوعًا من التحديات التكتيكية والاستراتيجية على صعيدي سياستها الداخلية والخارجية. وتحاول تركيا جاهدة وضع أولويات وخطط أساسية لتجاوز هذه التحديات بأقل خسارة ممكنة، أو من خلال قلب نتائجها لصالحها.

وحسب تقدير الباحثة السياسية "سربيل جافيكجان"، فإن التحديات الأساسية التي تواجه تركيا في الداخل هي؛ قضية الإرهاب المرتبط ببعض الجهات الأجنبية المُعادية للمصالح والخطط التركية في المنطقة، وقضية إمكانية التوافق بين الأحزاب السياسية لإعداد دستور يكفل الحقوق المتساوية للجميع، أما على الصعيد الخارجي، فترى جافيكجان أن التغيرات الجغرافية السياسية التي تحاول بعض الجهات تحقيقها في المنطقة، بناءً على مصالحها، هي التحدي الأساسي الذي يواجه تركيا على الصعيد الخارجي.

وفي ضوء هذه التحديات، تبين جافيكجان، في مقاله "أولويات الحكومة التركية"، نُشرت في صحيفة "ملييت"، أن الأولويات المذكورة أدناه، هي الأولويات الأساسية التي تشكل وستشكل الإطار العامة للسياسة الداخلية الخاصة بالحكومة التركية في الفترة الحالية:

ـ الاستمرار في محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني بشكل جذري ودون تراجع، لتوفير بيئة ملائمة لتطبيق "الخطة الرئيسية" التي أعلنت عنها الحكومة لحل القضية الكردية من خلال تقديم الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للمواطنين الأكراد بواسطة مؤسسات المجتمع المدني والوجهاء النشطين في المناطق ذات الكثافة الكردية.

ـ دفع عجلة المحادثات والمشاورات بين الأحزاب السياسية لتجهيز مسودة مشتركة لدستور مدني يستند إلى المساواة العامة وكفالة كافة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكافة الأقليات التي تقطن تركيا.

أما على الصعيد الداخلي، فتشير جافيكجان إلى أن أولويات الحكومة التركي هي:

ـ بذل كافة الجهود لحماية الخطوط الحمر الخاصة بحصر نشاطات حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الكردية، لعدم تشكيل خطر تكتيكي أو استراتيجي على الأمن والاستقرار التركيين.

ـ تنويع الاتفاقيات السياسية والعسكرية للتمكن من تحقيق أكبر قدر ممكن من الخطط النظرية التي وضعتها الحكومة، لا سيما بعد إعلان روسيا التحدي المفتوح للخطط التركية وعدم إبداء الولايات الأمريكية المُتحدة الجدية الحقيقية لوقف شلال الدم المتدفق والتغيرات الجغرافية السياسية الجارية في المنطقة عامة وفي سورية خاصة.

ـ على الصعيد الاقتصادي؛ تنويع العلاقات الاقتصادية مع العديد من الدول، للاستفادة من أسواقها بعد حدوث حالة ركود شديدة في الأسواق الاعتيادية لتركيا، وعلى رأسها أسواق منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبه، يوضح الباحث السياسي والإعلامي "محرم صاري كايا"، في مقاله "الأولويات الأساسية للحكومة التركية"، نُشرت في صحيفة "خبر ترك"، أن حكومة حزب العدالة والتنمية أمام العديد من الاختبارات الداخلية والخارجية، مبينًا أن الحكومة تعي ذلك جيدًا ولتخطي هذه التحديات بنجاح وبأقل الخسائر الممكنة، وضع قيادتها ثلة من الأولويات التي يمكن استنباطها من خلال تكرارها في خطابتهم المتكررة.

ووفقًا لتقديرات صاري كايا فإن أولويات الحكومة التركية على الصعيدين الداخلي والخارجي على النحو الآتي:

ـ إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية قبل انتهاء الدورة الحالية، لإظهار "تركيا الجديدة" التي وعد بها زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس وزراء تركيا "أحمد داود أوغلو" تكرارًا ومرارًا، إذ أن تأكيد داود أوغلو على ذلك، أظهر التحدي الداخلي الأساسي للحكومة التركية.

ـ الاستمرار في عملية السلام الداخلي مع تغيير النمط المتبع للتوصل لحل نهائي.

أما على الصعيد الخارجي، فيلمح صاري كايا إلى أن الأولويات الأساسية للحكومة التركية هي:

ـ استغلال فرصة تقارب الاتحاد الأوروبي لتركيا، لتحقيق عددًا من الأهداف السياسية والاقتصادية التي تصب في مصلحة تركيا على الصعيد الاقتصادي، حيث تعاني تركيا من انكماش اقتصادي في صادراتها وبذلك توفر سوق جديدة، وعلى الصعيد السياسي، حيث يمكن أن يتم قطع شوط إيجابي كبير في قضية عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي.

ـ تفعيل دور الناتو بشكل أكبر في توفير الحماية لمدنها المحاذية لسورية والعراق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!