محرم صاري كايا - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

قال أحمد داود أوغلو إن خارطة طريق عملية السلام قد اتضحت معالمها لدى القيادة التركية.

ونحن بانتظار الاعلان عن خارطة الطريق هذه مع حلول نهاية هذا الشهر. وخلال الفترة الماضية استشعرت حجم الاجماع لدى كل العاملين حول هذه الرؤية الجديدة لعملية السلام، وخصوصا استشعرت رضا الجميع عن تعامل داود أوغلو بصورة تكاملية مع هذه القضية.

كان التعامل السابق مع هذه القضية كان يتم ببطئ، ودون اتخاذ اجراءات قوية، أما اليوم نرى ان كل اجتماع يخرج برزمة من القرارات الجوهرية حول عملية السلام. وأيضا ما كان يجري في السابق من رفض شديد  من قبل المعارضة للقرارات التي تصل الى يد رئيس الوزراء وبالتالي كان ذلك يؤخر اتخاذ القرارات.

العقل والقرار

استطاع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو من التخلص من كل المعيقات التي كانت تحيل دون سرعة اتخاذ القرارات المتعلقة بعملية السلام.

ومن خلال استخدام "العقل واتخاذ القرار" بذات الوقت، استطاع داود أوغلو انجاز العديد من الملفات والقرارات بزمن قياسي.

وعند الحديث عن المواضيع الرئيسية لخارطة الطريق القادمة، سنجد أنه لم يتبق أي تعديلات قانونية لم نقم بها لمحاولة تسهيل عملية السلام.

لكن التعديلات التي سيجريها داود أوغلو خلال خارطة الطريق من خلال نقل الحقوق القانونية التي تم اتخاذها في البرلمان، نقلها وتطبيقها على أرض الواقع فورا.

وأهم تلك الاجراءات هي ابعاد السلاح عن المناطق التي يسود فيها الهدوء، وتسهيل استخراج قانون "العودة" للذين لم تتطلخ أياديهم بالدم. ومن المهم أيضا اغلاق مخيم "مهمور" الذي تم افراغه من السكان من قبل حزب العمال الكردستاني نتيجة تعرضه لخطر داعش.

والعنصر الاخر الذي تتضمنه خارطة الطريق الجديدة هي محاولة اكساب الافراد الذين تخلوا عن السلاح وعادوا الى احضان الدولة، اكسابهم للمجتمع التركي.

لكن هناك تحفّظ اساسي فرضه ميثاق الحكم الذاتي الأوروبي ذو الثمان نقاط والذي وقعته تركيا بتاريخ 1985، وهو السبب الرئيس الذي أدى إلى رفض مشروع تقدم به رئيس بلدية ديار بكر في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية والمتعلق بمعالجة قضية الأكراد.

والآن لا يبدو هناك أي مانع من التخلص من هذا التحفظ، الذي أصبح اليوم تحفظا إداريا أكثر من كونه تحفظا سياسيا.

بعض التعديلات التي أجرتها تركيا على هذا الميثاق، أدت إلى إلغاء جوهر القوانين التي كان يحتويها، وبالتالي فإنه أصبح اليوم بالإمكان التعامل مع هذا الموضوع بصورة أسهل بكثير.

وهذا يعني أن عرض التغييرات الأخرى المطلوبة في هذا الميثاق على البرلمان التركي مجددا، لن يكون بالأمر الصعب.

الشفافية

وأما الصفة الأخرى التي ستتمتع بها خارطة الطريق الجديدة هي أنها ستكون "شفافة تماما بحيث يستطيع الجميع فهمها بكل وضوح".

وحسب هذه الرؤية فلن يكون هناك أي نقطة أو حتى أي جهد مخفي ضمن مواد خارطة الطريق الجديدة لعملية السلام مع الأكراد.

وأيضا سيتم أخذ موافقة المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب على خارطة الطريق هذه وذلك حسب آلية اتخاذ القرار الجديدة التي أقرتها الحكومة.

أما أكثر نقطة تعيق خارطة الطريق لعملية السلام مع الأكراد فهي مسألة العملية العسكرية التي سيشنها الحلف العالمي ضد داعش.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس