جلال سلمي - خاص ترك برس

أشار رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في إطار تعقيبه على هجوم أنقرة الإرهابي، إلى وجود بعض الجهات التي تخوض حرب ضمنية ضد تركيا، مستخدمةً لذلك بعض الجهات الإرهابية، مؤكدًا أن من يحاول أن يُثني تركيا عن أي قرار سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، سينكص على عقبيه، وسيجد أمامه تركيا الجديدة القوية بالمرصاد.

وقال الخبير السياسي والدكتور الأكاديمي في مجال العلاقات الدولية "محمد شاهين" إن رئيس الوزراء التركي لا يُلقي هذه التصريحات من فراغ، ولا يحاول الافتراء على هذه الجهة أو تلك، بل من خلال اعتماده على معلومات استخباراتية توثق التعاون القوي بين بعض الدول والمنظمات الإرهابية التي تستهدف المصالح التركي داخليًا وخارجيًا.

وأفاد شاهين، في حديثه عن التفجير الإرهابي وما أعقبه من تصريحات لرئيس الوزراء التركي من خلال مقاله في مركز تركيا الجديد للفكر "حرب بالوكالة ضد تركيا"، بأن تركيا اليوم تُحبط خطط الكثير من الدول "التوسعية" التي تهدف إلى تفتيت دول الشرق الأوسط وعلى رأسها سوريا، وهذا بطبيعة الحال لا يصب في مصالح تلك الدول، منوّهًا إلى أن هذه الدول لم تجد سوى الحرب بالوكالة سبيلًا لعزلها عن الساحة وانفرادها بتنفيذ الخطط "التجزيئية" في بعض مناطق الربيع العربي.

وأشار إلى أن إيران هي "العقل المدبر" الأساسي للحرب الضمنية ضد تركيا، فلا أحد يستطيع إنكار حجم التعاون الوطيد بين إيران والمنظمات الإرهابية المتمثلة بحزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري قوات الحماية الكردية، ومؤكدًا أن إيران تكن العداء الشديد لتركيا، لوقوف الأخيرة لها بالمرصاد، في كبح خططها المذهبية التي أثارت الفتنة في كثير من بقاع منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح شاهين أن هذا الأسلوب استخدمه "حافظ الأسد" ضد تركيا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واليوم تسير إيران على دربه، مستخدمةً للإرهاب كأداة ضغط، لإجبار تركيا على الانسحاب دبلوماسيًا ولوجستيًا من القضية السورية، مبينًا أنه لا يمكن إغفال الجناح الروسي في اللعبة، في ظل توتر العلاقات التركية الروسية عقب إسقاط الطائرة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية من قبل سلاح الجو التركي، إذ رأى محللون في ذلك حربًا ضمنية تقودها روسيا وتنفذها إيران وحلفاؤها من المنظمات الإرهابية.

وفي سياق متصل، أشار الخبير السياسي "حسن ياغديران" إلى أن تركيا تتعرض لحرب من قبل روسيا وإيران وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل ضمني، من خلال عزوفها عن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي "مُنفذ العملية الإرهابية بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني" على أنه حزب إرهابي، ومن خلال تماديها في الدفاع عنه على أنه حزب ديمقراطي يجب دعمه على كافة المستويات، لما يتمتع به من قدرة "جبارة" على إعطاب تحركات "داعش" الإرهابية في سورية.

وأردف ياغديران أن تركيا تعلم جيدًا الاتفاق "القذر" المعقود بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لتنفيذ خططهما التقسيمية في سورية، بشكل يخدم مصالحهم المشتركة وتحركها جاهدةً لمنع تنفيذ هذه الخطط، يدفع الطرفين المذكورين إلى إشعال فتيل حرب ضمنية ضدها.

وأكد ياغديران، في مقاله بموقع خبر ترك أناضول "الحروب الضمنية ضد تركيا"، أن تركيا تعي الخطر الجسيم الذي يُحيط بها جراء اتفاق الأطراف المعارضة لها في سورية، ضدها، من خلال الاتفاق مع المنظمات الإرهابية لتنفيذ بعض التفجيرات داخل تركيا، مشددًا على ضرورة تقديم تركيا مزيدًا من الدعم اللوجستي والعسكري لقوات المعارضة السورية المعتدلة المتواجدة في أكثر من نقطة في سورية، وذلك في إطار الرد بالمثل، وتوجيه حرب إنهاك مماثلة للأطراف التي تحاول عزلها عن الساحة، فالحرب اليوم هي حرب بالوكالة، والفائز في هذه الحرب هو من يقدم الدعم الأكبر للمنظمات المسلحة التي تحارب باسمه أو في إطار مصالحه في منطقة ما.

ومن جانبه، دعا الكاتب السياسي "حقي أرسلان"، في مقاله بصحيفة تركيا "الجبهة الداخلية غير الآمنة لا تُعطي الفرصة للتحرك الخارجي"، الحكومة التركية إلى رفع مستوى الإجراءات الأمنية على صعيد جبهتها الداخلية، مؤكدًا أن هناك حربًا ضمنية دائرة بين تركيا وخصومها في سورية، ولا يمكن لتركيا إحداث أي تقدم إيجابي لصالحها في سورية، إلا من خلال تأمين جبهتها الداخلية بشكل جيد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!