هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

كيف يمكننا تجاهل حقيقة بأنّ من يدافع عن فرضية "تركيا تدعم داعش"، يخونون الوطن؟ وكيف لنا تجاهل بأنّ أعداء تركيا يصرون على إبقاء هذه الحملة في أجندة تغطيتهم الإعلامية اليومية؟ دعم هذه الحملة هو خيانة، ومن يتعاون مع الدول التي تسعى إلى تصفية الدور التركي، ومن يساعد الإعلام الروسي في حملته الشرسة ضد تركيا، هم أناس فقدوا صوابهم، وخانوا الدولة التركية.

هذا الموضوع لم يعد يحتمل أكثر من ذلك، وهو ليس بموضوع نقاش أو جدل، ولا يوجد له تبرير، ووصل إلى درجة يتفاخر فيها البعض بإيذاء الدولة التركية، ويتعاون ليل نهار، جهارا نهارا مع القوى العالمية، ضد المصالح التركية، ولم يتبق أي معنى هنا للحديث عن مفاهيم حرية الإعلام، والقوانين الدولية، ومفاهيم المعارضة في الدول الديمقراطية.

علينا أنْ نتعرف بأننا كلنا ملامون، لأننا أمام مزاعم لم نكن نتخيل حدوثها يوما ما، وكنا نقول بأنّ هؤلاء سيلفظهم التاريخ إلى مزابله، وتعاملنا في البداية مع خيانة التنظيم الموازي باستخفاف كبير، ونظرنا سريعا إلى مسألة إيقاف قاطرات جهاز الاستخبارات، حتى إنّ بعض السياسيين اعتقدوا بأنه سيتم محاسبة المتسببين بها وسيُقفل الموضوع، لكن عندما فُتح مرة أخرى، أصبحوا يعضون على شفاههم ويغيرون آرائهم وكلامهم.

لكن لو نظرنا بعمق إلى التطورات التي حصلت ونتائجها، لوجدنا أنّ داعش مجرد أداة، تستخدمها القوى العالمية من أجل قطع الطريق أمام تركيا، ومن أجل إشغال العيون التركية وتغطيتها، وهذا ما تسببت به داعش لتركيا من اليوم الأول لتأسيسها، ولذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، حتى وصل الأمر بالبعض إلى اتهام تركيا بأنها هي من أسست داعش.

لن أطيل الحديث كثيرا، فماذا لو "وُضعت تركيا بين مصاف الدول الداعمة للإرهاب"، هذا يعني استدعاء رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمؤسسات الأمنية للمحاكم الدولية، فكروا قليلا بذلك، حتى تفهموا بأنّ دفاعكم عن هذه الفرضية لا ينطوي تحت إطار المعارضة، وإنما يأتي تحت إطار الخيانة.

لكن هناك أمر آخر لا أستطيع فهمه، لماذا لا يتحدث البرلمان التركي بكل قوة عما يجري؟ ولماذا لا يتابع الأحداث بصورة أكثر جرأة وحزم؟ فكيف لنا ان نتحدث عن برلمان لا يستطيع أنْ يصرخ في وجه العالم ويقول لهم "كفى". على جميع قوى البرلمان، من معارضة وحزب حاكم، عليهم جميعا أنْ يتوحدوا كقوى وطنية، ويقفوا في وجه هذا الفخ المخيف، قبل فوات الأوان.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس