جلال سلمي - خاص ترك برس

صرحت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان الناطق باسم البيت الأبيض "جاي كارني"، بأنها ستستمر في دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية، لما أبداه من شجاعة في محاربة "داعش"، مشيرًا إلى أنه يجب على الدول التي تصف حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه منظمة إرهابية، إعادة حسابتها والنظر جيدًا في عملية التقييم.

وفي ذات السياق، قال الخبير السياسي "ودات بيلغين" إن السؤال الذي يُطرح تلقائيًا على مثل هذه التصريحات، ليس لماذا ترى الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي حزبًا ثوريًا على الرغم من تصريح عددٍ من منظمات حقوق الإنسان بأنه يمارس "التطهير العرقي" في شمال سورية، بل هو "لماذا تُصر الولايات المتحدة على نعته بأنه منظمة ثورية على الرغم من معرفتها القريبة بأنه منظمة إرهابية من الطراز الأول؟".

وفي معرض إجابته عن التساؤل الذي يطرحه، أفاد بيلغين، من خلال مقاله في صحيفة أقشام "لماذا تصر الولايات المتحدة الأمريكية على تعريف حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاطئ؟"، بأنه قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى وظيفة التلميع الإعلامي التي تقوم بها بعض الصحف الأمريكية الشهيرة، مثل نيويورك تايمز وغيرها، لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، حيث تقوم بتصويره على أنه حزب ثائر من أجل الحرية، ولا يخفى على أحد حسب بيلغين الترابط العضوي بين صحيفة نيويورك تايمز وجهاز المخابرات الأمريكية "السي آي إيه"، مبيّنًا أن معيار التحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية هي المصالح، والدعم الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي يشير إلى وجود مصالح مشتركة بينهما.

ووفقًا لبيلغين، فإن صحيفة نيويورك تايمز تناولت في أحد تقاريرها المدرج في عددها الصادر في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، ذرائع الولايات المتحدة الأمريكية لدعم حزب الاتحاد الديمقراطي على النحو الآتي:

ـ شجاعة مقاتلين الحزب ضد المنظمات الإرهابية، على خلاف مقاتلي قوات المعارضة المعتدلة الذين يفتقدون لهذه الشجاعة.

ـ حاجة الولايات المتحدة الأمريكية الملّحة للتحرك في مجال العمل اللوجستي والاستخباراتي ضد "داعش"، حيث تقوم بقضاء هذه الحاجة عبر حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يُسدي لها هذه الخدمة بدقة عالية.

وحسب بيلغين، فقد طالبت صحيفة نيويورك تايمز الموجهة بقوة للرأي العام الأمريكي والعالمي، تركيا بوقف استهداف عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، متسائلةً لماذا لا تقوم تركيا بإبداء الجدية اللازمة لمحاربة "داعش"؟!

وفي إطار تعقيبه على ما أوردته الصحيفة، بيّن بيلغين أن المطلع على ما يدور في سورية، يمكنه تفنيد هذه الحملة لتلميع لحزب الاتحاد الديمقراطي بكل سهولة، موضحًا أن الدوافع الحقيقية وراء وقوف الولايات المتحدة الأمريكية خلف حزب الاتحاد الديمقراطي، هي خدمة حزب الاتحاد الديمقراطي للمصالح الأمريكية في المنطقة، إذ أن الولايات المتحدة ترى من حزب الاتحاد الديمقراطي المنظمة الأمثل لتثبيت قدمها في سورية، بعد أن كانت محرومة من ذلك لسنوات طويلة، حيث تهدف الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع قدمها في سورية، لتشكيل عنصر توازن مع روسيا ونظام الأسد، وإجبارهم على التوافق معها في حال إقدامهما على إحداث أي تحرك مضاد لمصالحها في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، لما يشكل هذا الحوض من أهمية استراتيجية لإسرائيل، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة، فلا فرق بين تلك الدولتين سوى الموقع الجغرافي.

ومن جانبه، أوضح الباحث السياسي "محمود أوفور"، في مقاله بصحيفة صباح "لماذا تدعم الولايات المتحدة الأمريكية حزب الاتحاد الديمقراطي؟"، أن الولايات المتحدة تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي لعدة دوافع أهم اثنين منها حسب الكاتب:

ـ تقديم حزب الاتحاد الديمقراطي خدمة الحرب بالوكالة للولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تتبنى فعليًا تطبيق مشروع تقسيم الشرق الأوسط، حيث تهدف إلى تقسيم سوية على وجه الخصوص، لإنهاء أي خطر ممكن على إسرائيل.

ـ تحقيق هدفها بتصفية قوات المعارضة المعتدلة والمتشددة، لاعتقادها بإمكانية أن تشكل هذه القوات خطرًا على إسرائيل في المستقبل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!