خلود الخميس - العرب القطرية

يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض تقريب وجهات النظر السياسية، وزيادة التبادل التجاري والاقتصادي، ودعم العلاقات الدبلوماسية، وتكريس الصداقة بين الشعوب. فتركيا لديها أجندة واضحة بأن تكون محوراً مؤثراً سياسياً واقتصادياً على المستوى الإقليمي والإسلامي والدولي.

وما الزيارات الرسمية الماراثونية إلا تنفيذاً لتلك الأجندة.

وفجأة تتناثر الأجساد في انفجار في مكان ما في عمق الحركة والكثافة المرورية والبشرية في إحدى المحافظات؛ فيلغي رئيس الدولة ورئيس الوزراء رحلاتهم ليتمكنا من متابعة الأزمة عن قرب، والوقوف على مستجداتها، وقيادة خطة الطوارئ والاجتماعات الأمنية. وكل عضو في الحكومة مثل خلية نحل مشغول بمجاله وتخصصه، ولأنها حكومة وقيادة من رحم الشعب فأول ما يفكر فيه التنفيذيون من أعلى سلطة وهو الرئيس، ثم رئيس الوزراء هو توجيه الأحاديث والخطابات المباشرة للشعب لتطمينه ونشر الحقائق حول التحقيقات واتباع أرفع وسائل الشفافية.

وهكذا تعيش تركيا تحت الإرهاب منذ فترة نستطيع أن نربطها ببدء ثورة الشعب السوري بعنوان: "ما إلنا غيرك يا الله".

ليس بخافٍ على لبيب أن هناك خطة دولية لإرهاب تركيا، وهي موجهة خاصة ضد أردوغان لخلعه وبدأت منذ أن كان رئيساً للوزراء وبأيادٍ من الداخل سواء تنظيم الدولة الموازية أو الأحزاب المعارضة أو التنظيمات المسلحة، كذلك كانت قبلها خطة ضد السلطان عبدالحميد لخلعه عبر خيانات من الداخل وتنظيمات سرية ومؤامرات انتهت بإلغاء الخلافة ومعها كل مظاهر الإسلام واللغة العربية وتحولت المساجد إلى مخازن وثكنات، وكان الرجل التركي يعدم إذا لبس "الطربوش"!

فماذا نظن في نظام إمبريالي يريد الهيمنة على خيرات الآخرين يرى أن تركيا حققت اكتفاء في الغذاء والدواء والسلاح، بل صارت دولة مصدرة ومقرِضة للبنك الدولي؟ نظام يريد توسيع رقعته والثمن دماء الأبرياء؟ ويستخدم العصابات والميليشيات لتنفيذ إجرامه. بينما هو يتوسط طاولات المفاوضات بل صدرها، ويتكلم بصوت ثابت واثق: نحن نشجب الاعتداءات على أنقرة؟!

النظام الدولي الفاجر يستأجر انتحاريين محليين لديهم حسابات سياسية مع الحكومة التركية ويزجهم في محرقة المفخخات والأحزمة الناسفة للفوز في نزاع المواقف ضد تركيا، ومعارضو المواقف والمبادئ والقيم التي تتبناها الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية كثر وأغلبهم يعانون من متلازمة "إسلاموفوبيا" إضافة للصهاينة اليهود والعرب، والدول العظمى وأوروبا التي ترى أن الاتحاد الأوروبي نادٍ مسيحي لن يسمح لدولة مسلمة الانضمام إليه. والدولة الطائفية إيران. من تبقى مع تركيا؟! الله معها ودعاء المظلومين الذين وقفت مع حقوقهم في الحياة الإنسانية في غزة وسوريا، وقلوب المؤمنين الذين لا يملكون إلا القنوت طلباً لهم بالحفظ والنصر والسداد.

الأذرع والذيول الجبانة للاستخبارات الدولية والتنظيمات الحكومية السرية التي تتكفل بالأعمال القذرة نيابة عن الحكومات الرسمية هؤلاء لا يرقون لدرجة خلع قائد مثل "طيب تركيا" فالوضيع كآنية فارغة مزعج الصوت ولا يمتد تأثيره أبعد من نهاية قرقعته؛ فصبراً تركيا إن موعدكم نصر الله وهو قريب وتأييد المسلمين وهو لكم.

عن الكاتب

خلود عبد الله الخميس

كاتبة وروائية كويتية مختصة في الإعلام السياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس