فيردا أوزير – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

كان من حصيلة ضحايا الانفجار الذي حصل في شارع الاستقلال بإسطنبول 3 قتلى إسرائيليين يحملون الجنسية الإسرائيلية و10 آخرين سقطوا جرحى يحملون أيضا الجنسية الإسرائيلية، فهل كان استهدافهم متعمدا؟ في هذا السياق زار مستشار الخارجية الإسرائيلي دوري غولد تركيا والتقى بفيريدون سيتير أوغلو في اليوم التالي للانفجار، فهل ستكون هذه الحادثة نقطة أخرى في تاريخ العلاقات بين البلدين؟

"الانتحاري تتبع الإسرائيليين"

خلال بحثي في المصادر التركية والإسرائيلية اطّلعت على كثير من التفاصيل والروايات المتناقضة، ففي سؤال "هل كان الهدف هو إسرائيل؟" وجدت أن الجواب كان بنعم ولا، فكلا الجوابين لهما مصادرهما وروايتهما، وقد نُشرت الروايتين في الصحف التركية كما في الصحف الإسرائيلية. أما الثابت هنا أنه لا يوجد إلى الآن أي تأكيدات استخباراتية من أنقرة تؤكد رواية استهداف الإسرائيليين بشكل متعمد، بل كانت الرواية أن الانتحاري كان يتصيد مجموعة سياحية وصدف أن كان من استهدفهم هم إسرائيليون يتكلمون العبرية. وهذه الرواية هي ما تناقلته معظم الصحف الإسرائيلية أيضا.

يُطرح هنا سؤال آخر: لماذا لم يقم داعش بتفجير يحصد أرواح أكثر من الذي قام به؟ فهذا التفجير كان على غرار التفجير السابق في سلطان أحمد الذي قتل 11 سائح فقط. الجواب: هو أن التنظيم يريد من تفجيراته هذه خلق مشاكل بين تركيا ودول السياح، ولا يريد ضحايا من الأتراك كما أكد على ذلك من قبل؛ لأنه يخشى أن يخسر حاضنته التركية إذا فعل. وبهذا يكون التنظيم قد استهدف إسرائيل بشكل مقصود أو غير مقصود كرد منه على الأسئلة الكثيرة التي تطالبه باستهداف إسرائيل "لماذا لا يستهدف تنظيم داعش إسرائيل؟" حسب مصادري فان سبب عدم استهداف داعش لإسرائيل هو عدم وجود صلات له مع مجموعات في إسرائيل؛ الأمر الذي يجعل أمر استهدافها مستحيلا، ويصبح بهذا مضطرا لأن يستهدفهم بعمليات كالتفجير الأخير معرضا نفسه لمخاطر كثيرة محتملة.

زيارة مهمة من إسرائيل

كيف ستؤثر هذه التطورات على العلاقات التركية الإسرائيلية؟ بعد إحصاء القتلى والجرحى قدم كل من الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو تعازيهم لرئيس إسرائيل ريفين ورئيس وزرائها نتنياهو. وتوجه مستشار الخارجية دوري غولد إلى إسطنبول بعد أن قطع جولته في الولايات المتحدة الأمريكية، وصرح غولد بأن هدف الزيارة هو تنسيق عملية نقل الجرحى والقتلى من إسطنبول الى إسرائيل، لكن هؤلاء القتلى والجرحى كانوا في إسرائيل قبل وصول غولد بأربع ساعات! فما هو الهدف الحقيقي من زيارته؟ وماذا تحدث الطرافان في لقاءاتهم؟

مواضيع اللقاء

في حديث لي مع مأذون تركي أكد لي أن طبيعة اللقاءات كانت في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين، وفي حديث آخر لي مع صحفي إسرائيلي خبير في الشؤون التركية أراد نير قال إنه سمع كلام عن إعادة تعيين السفراء، كما ونقل لي كلام وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون " ليس نحن من خرج من سفراتنا بل هم من فعلوا ذلك". وفي تأكيد على النقطة السابقة قال لي المأذون التركي إن عملية تعيين السفراء لا تتم إلا باتفاق مشترك بين البلدين.

وحسب ما أورد المأذون التركي أيضا فان زيارة غولد حملت في طياتها رسائل جديدة وحديثة قادمة من إسرائيل، ومنها "وجوب التعاون في مواجهة الإرهاب"، وحسب المصادر الأمنية فان عملية مشتركة في هذه الأوقات غير واردة في الحسبان؛ لكن يمكن أن يكون هنالك تبادل في المعلومات الاستخبارية عند الحاجة. وكان أيضا من الرسائل التي جاء بها غولد هو "مواجهة الإرهاب دون تفريق" حيث أضاف الموفد الإسرائيلي وقال "بالنسبة لكم فان التنظيم الإرهابي هو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وبالنسبة لنا فإنه حركة حماس"، فيما كان رد أنقرة على ذلك "لن نسمح بان تكون أراضينا مسرح تخطيط أو حاضنة لأي إرهابي أيا كان". وفي سياق آخر أكد الإسرائيليون على عدم وجود أي مشكلة لديهم في تطور العلاقات التركية الإيرانية في إطار التطورات الأخيرة بين البلدين.

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس