ترك برس

أكد السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، كيرت فولكر، الرئيس التنفيذي لمعهد مكّين للدراسات، أن الساسة الأميركان لا يستمعون لما لدى تركيا من مخاوف في الشأن السوري، مطالبًا بتنسيق أكبر في المواقف بين الجانبين.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة القطرية، التي تناولت مكانة العلاقات الأميركية التركية ضمن خريطة التحالفات الأميركية في الشرق الأوسط، وهل تتغلّب ملفات الخلاف بين أنقرة وواشنطن على مصالحهما المشتركة؟.

وأرجع فولكر التعاون الأميركي مع أكراد سوريا دون الأخذ بالاعتبار الموقف التركي، إلى ضغوط داخلية في الولايات المتحدة ترى أن العدو الأول هو تنظيم الدولة، ومن ثم يجب التعاون مع كل من يحاربه".

وأشار فولكر إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد الزج بقوات برية في سوريا والاكتفاء بدعم الأكراد للقيام بهذه المهمة، مقرا في الوقت نفسه أن ذلك جاء على حساب الحليف التركي.

وعن تأخر لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، قللّ فولكر من الأمر، مشيرا إلى أن قمة الأمن النووي ضمت نحو 55 رئيس دولة، "وليس من المعقول أن يلتقيهم أوباما جميعا".

لكنه عاد ليشير إلى قلق أميركي تجاه حقوق الإنسان في تركيا، لافتا إلى "الملاحقة التي تتم لبعض وسائل الإعلام، وتصرفات أقل ديمقراطية من دوائر تركية".

من جانبه، أقر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بهشة شهير التركية، برهان كور أوغلو، بأن العلاقات التركية الأميركية متأزمة منذ اندلاع الثورة السورية، مرجعا ذلك إلى المواقف المتذبذبة للولايات المتحدة تجاه الثورة، وعدم دعم أميركا تركيا، مقابل دعمها فصائل كردية سورية معادية لتركيا.

وأضاف كور أوغلو أن من بين أسباب التوتر في العلاقات أيضا، أن الموقف الأميركي من التدخل الروسي "غير الشرعي" في سوريا كان ضعيفا، فضلا عن تدخل دبلوماسيين أميركيين في الشؤون الداخلية التركية.

أشار إلى أن تركيا قدمت كل المعلومات الاستخباراتية للولايات المتحدة التي تؤكد أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا تابع لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا والولايات المتحدة، ومن ثم فإن الأسلحة التي تمد الولايات المتحدة بها هذا الحزب يصل أذاها إلى تركيا.

وأوضح أن تركيا أكدت منذ البداية أن القضاء على تنظيم الدولة يستدعي أولا رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ودعم المعارضة السورية المعتدلة، بما يمكّن في النهاية من الانتصار على تنظيم الدولة الذي يُشكل مصدر إرهاب لتركيا أيضا.

وقال الأكاديمي التركي إن هناك قلقا في تركيا من صعود المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لما له من موقف معاد للإسلام، مؤكدا أن تركيا كانت تنتظر مواقف إيجابية من أميركا تجاه قضايا الشرق الأوسط بدلا من "ارتباك الإدارة الأميركية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!